الروبوت يعمل نادلا ويدير مطعما بمفرده

التجربة تقلل الاحتكاك الإنساني والمصاريف.. والبقشيش لصاحب المطعم

TT

في السبعينات من القرن الماضي كان تصنيع الروبوتات بدائيا، أما الآن فقد وصل إلى مستوى من النضج يجعلها تقوم بكل الوظائف المكتبية والبيتية. لكن أضيف إليها هذه الأيام وظيفة أخرى قد يجدها بعض الآدميين مضجرة ومهينة، وهي الانتظار في المطاعم والقيام على خدمة الزبائن، أي القيام بوظائف قد يبدو مستواها أقل من المستوى الذي وصل إليه هذا المخلوق التكنولوجي سيد القرن الحادي والعشرين. وقامت حديثا شركة «إي تي إم تكنولوجي» الكورية بتأسيس مطعم مناسب لإدارته من قبل الروبوت، يتلقى الطلبات من الزبائن من خلال المحادثة معهم أو من خلال لوحة التحكم، ويرسل هذه المعلومات هذه إلى المطبخ، وفي النهاية يحضر الوجبات إلى طاولة الزبون.

ومن خلال هذه التجربة فإن الشركة تعتقد أن ذلك يقلل من الأخطاء في أخذ الطلبات، وكذلك من أعداد العاملين وأجورهم، كما أن البقشيش سيذهب بكامله لصاحب المطعم.

المعتاد في المطاعم، ومهما كانت درجة التنظيم فيها، أن الاحتكاك الإنساني بين النادل والزبون يثير الكثير من المتاعب بسبب مزاجية الأشخاص. ومن خلال هذه التجربة تعتقد الشركة المصنعة أنها قد تتغلب على الكثير من المتاعب التي تثار عادة في هذه الأماكن. الغريب في الأمر أن التكنولوجيا الحديثة تثير دائما غضب الناس، خصوصا هذه الأيام. معظم الناس ينتقدون الشركات التي تستخدم التسجيل الصوتي للرد على استفساراتهم، ويقول هؤلاء إنهم يفضلون التحدث مع شخص بدلا من التحدث مع آلة تسجيل تنقلك من قسم إلى آخر في الشركة. هذا الاختراع الجديد تعتقد اليابان، الرائدة في هذا المجال، أنه سيجيب على الكثير من مشكلاتها، أي نقص اليد العاملة الذي ستعاني منه مستقبلا بسبب زيادة أعداد المتقدمين في السن.

ويعتقد بعض المحللين أن دولا مثل اليابان ستستغل هذه الاختراعات من أجل حل مشكلات العمالة. الشركات ستكون دقيقة جدا في اختيارها لمن توظف من الناس بسبب حاجتها إلى عدد قليل جدا منهم. هذا التوجه سيغير كثيرا من الثقافة السائدة، خصوصا في اليابان، البلد الذي يوظف الكثير من السيدات الجميلات في المتاجر الراقية من أجل جلب الزبائن إليها، وهؤلاء يستقبلنك بابتسامات عريضة. الروبوت قد يكون قادرا على هذه الابتسامة، إلا أن ذلك لن يكون مقنعنا للزبائن الذين يجدون في التعامل مع الجنس اللطيف والإناث شيئا ضروريا في العلاقات التجارية.

كما أن هناك اعتقادا بأن ساعة العمل ستكون مكلفة جدا للشركات، ولهذا فإن الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والروبوتات هو الحل لكل هذه المشكلات في المستقبل.

«الروبوت كافيه» هو المطعم الياباني «هاجيم» الذي افتتح أمس في بانكوك. وقالت صاحبته لاباسارد ثنافانت إن إعداد المطعم بهذا الشكل كلفها ما يقارب مليون دولار، بما في ذلك شراء أربعة روبوتات من اليابان.

الزبون يمكنه أن يتكلم مع الروبوت أو يضغط على الأزرار في لوحة التحكم الموجودة على بطنه. وبعد الانتهاء يرسل الروبوت المعلومات إلى المطبخ، وبعد إعداد الوجبة يحضرها إلى طاولة الزبون. طلب المشروبات يتم بنفس الطريقة.

وقال دان كارلينغ الذي زار المطعم إنه وجد صعوبة في التعامل مع الروبوت لأنه، أي الزبون، لا يتكلم اليابانية، لكنه أضاف أن الفكرة تبقى سهلة وبسيطة. ويعتقد أن المفهوم الجديد للعبودية سيطبق لأول مرة على غير الإنسان، وبأقل التكاليف ودون أي تمرد.