60 قنصلاوسفيرا لدى السعودية يقفون على معالم الطائف السياحية والأثرية

استقبلتهم بالهواء العليل وودعتهم بسلات الورود

القناصل يستمعون لشرح عن منطقة اثرية وعدد من القناصل لدى السعودية يزورون الطائف (واس)
TT

نحو 60 قنصلا عاما من دول أوروبية وإسلامية وعربية يعملون في السعودية قاموا بزيارة برفقة بعض عائلاتهم إلى محافظة الطائف، أول من أمس الخميس، بتنظيم من وزارة الخارجية السعودية ممثلة في فرعها في منطقة مكة المكرمة.

الرحلة التي استغرقت يوما كاملا بدأت صبيحة الخميس بمنتزه الكر السياحي في عقبة الهدا، وشملت كل المواقع السياحية والأثرية في الطائف، مرورا بالهدا وقصر شبرا والشفا والردف، إضافة إلى بقية مواقع السياحة والآثار في محافظة الطائف «مدينة الورد».

ماجد الحرازي، أحد العاملين على التنظيم من وزارة الخارجية وأحد المرافقين للوفد، قال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه الزيارة تأتي للتعريف بالنهضة التي تشهدها محافظة الطائف، وإبراز الموروث الثقافي والسياحي الكبير الذي تمتاز به للقناصل والسفراء وعوائلهم كي يعكسوا هذه الصورة على رعاياهم المقيمين في المملكة والقادمين من دولهم استعدادا لموسم الطائف الزراعي، إضافة إلى الجانب الترفيهي للقناصل بعيدا عن جو العمل». وأضاف أن «السفراء والقناصل المعتمدين شاركوا في عدد من الفعاليات التراثية، وزاروا عددا من المواقع التاريخية، مثل قصر شبرا التاريخي، ومنطقة الهدا والشفاء، إضافة إلى ركوب عربات التلفريك وزيارة كل المواقع التي تمتاز بها المدينة ذات الموروث الطبيعي الكبير».

إلى ذلك، رحب محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز بن معمر، الذي كان في استقبال السفراء والقناصل ساعة وصولهم، بالجميع في محافظة الطائف، متمنيا لهم قضاء أوقات ممتعة.

الوفد، الذي تقدمه مدير فرع وزارة الخارجية في منطقة مكة المكرمة محمد طيب، لم يترك مكانا سياحيا ولا أثريا في الطائف على مدار يوم واحد إلا وزاره، حيث تجول في محطة التلفريك السفلية ومرافق قرية الكر السياحية، ثم انتقل الضيوف إلى محطة التلفريك العلوية أعلى جبل الهدا عبر العربات المعلقة، ومنها توجه الوفد عبر طريق الطائف - الهدا، مرورا بحديقة الملك فهد، ثم دوار الملك عبد العزيز باتجاه جسر الحزم، مرورا بشارع أبو بكر الصديق بالاتجاه إلى قلب الطائف التجاري حيث متحف قصر شبرا التاريخي الذي يعد أحد أهم القصور التاريخية بمنطقة مكة المكرمة.

واستمع الضيوف إلى شرح من مدير المتحف عبد العزيز العمري عما يتميز به القصر من طراز معماري فريد جمع بين الطابع الروماني والإسلامي وفق عناصر العمارة التقليدية لمنطقة الحجاز. وأشار إلى أن «القصر يتكون من طابق تحت مستوى سطح الأرض (بدروم) تعلوه أربعة طوابق تكاد تكون جميعها متشابهة في النسق وتصميم الغرف إلى حد كبير».

وأبدى الضيوف إعجابهم بكل ما شاهدوه، حيث عبر محمد فتحي، قنصل عام الجمهورية التونسية في جدة وعميد مجموعة القناصل العامين العرب، عن إعجابه بما تحتضنه المحافظة من مناطق سياحية جميلة وبمواقع تاريخية من بينها متحف قصر شبرا التاريخي.

في حين أبدى الدكتور محمد صغيرون، الشيخ القنصل العام لجمهورية السودان بجدة، إعجابه بالإمكانات السياحية لمدينة الطائف، وبما تتميز به من موقع جغرافي مميز، منوها بالاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من اهتمام ودعم للارتقاء بالسياحة من جميع جوانبها.

وهو الأمر الذي اتفق معه علي العشري، قنصل عام جمهورية مصر العربية في جدة، فقد أبدى اعتزازه بزيارة محافظة الطائف، معبرا عن إعجابه بما شاهده خلال الزيارة من تطور ونهضة حضارية في شتى المجالات وبما تكتنزه من مقومات سياحية كبيرة.

جان لونك، من مجلس الشيوخ الأميركي، أعرب عن سعادته الغامرة بهذه الزيارة للطائف ضمن زيارته الحالية للمملكة، وبما تتمتع به الطائف من مناخ وطبيعة متميزة، وبما تحضنه من أماكن أثرية وتاريخية ومرافق سياحية، ناصحا المواطنين الأميركيين المقيمين بالمملكة بزيارة الطائف والاستمتاع بأجوائها وطبيعتها وبكرم أهلها العربي الأصيل.

ولم ينس الوفد، قبل مغادرته محملا بالورود الطائفية، المشاركة في عرضات ورقصات الطائف الشعبية التي أعدت لاستقبالهم وسط حفاوة وحميمية اختلطت بنسمات الهواء العليلة والأجواء الجميلة التي تعيشها الطائف.

وأكد منظمو الرحلة أن «تلك الرحلة لن تكون الأخيرة، فسوف تنظم الوزارة عددا من الرحلات الأخرى للسفراء والقناصل في كل المناطق السياحية التي تمتاز بها منطقة مكة المكرمة».