كراسي شاطئ وشمسيات ومعاطف ووجبات سريعة ومفارش أمام متاجر «أبل»

مع إطلاق جهاز «آي باد» في الولايات المتحدة أمس

قام الكثير من الزبائن بقضاء ليلتهم أمام متجر «أبل» في نيويورك، انتظارا لإطلاق جهاز «آي باد» (أ.ف.ب)
TT

مع طرح شركة «أبل» جهاز الكومبيوتر الجديد، اصطفت أعداد كبيرة من الجماهير أمام متاجر «أبل» في نيويورك وواشنطن وسان فرانسيسكو منذ الليلة السابقة، وقام بعضهم بالنوم أمام المتاجر لضمان حصولهم على الجهاز المنتظر في أول فرصة ممكنة.

وفي نيويورك، تعالت صيحات الزبائن مع دخولهم متجر شركة «أبل» الرئيسي في الشارع الخامس في نيويورك، في الساعة التاسعة من صباح، أمس، ليظهروا بعدها بدقائق وقد حملوا في أيديهم أول أجهزة «آي باد» تطرح في الأسواق، وهي الأجهزة التي قيل إنها مرحلة وسيطة بين الكومبيوتر المحمول والهاتف الذكي.

وقالت توني دي جيورنو، 66 سنة، من بتسبرغ، بنسلفانيا، لوكالة «رويترز»، إنها انتظرت في طابور منذ الساعة الخامسة صباحا، يوم الجمعة، مع أختها وحفيدتها، وقالت: «لقد كانتا متحمستين للحصول على (آي باد)».

وتترقب بورصة «وول ستريت» لترى إذا ما كان الجهاز الذي طرح في أكثر من 200 متجر من متاجر «أبل» في الولايات المتحدة، إلى جانب الكثير المحال الأخرى، سيلقى رواجا، وستراقب الجمهور خلال عطلة نهاية الأسبوع لقياس الإقبال.

وبدأ توافد الزبائن على المتاجر في أنحاء الولايات المتحدة منذ وقت مبكر من يوم الجمعة، حيث بدأوا الانتظار في مواقع في نيويورك وواشنطن وبوسطن وسان فرانسيسكو ولوس أنجليس، ولكن الملاحظ أن الطوابير كانت أقل مما كانت عليه عن ظهور جهاز «آي فون» عام 2007.

وذكرت بعض المصادر أنه على الرغم من الدعاية الضخمة التي صاحبت إطلاق جهاز «آي باد»، وترقب المتحمسين لاقتناء الجهاز فور صدوره، فإن الإقبال المتوقع ربما لن يصل لمستوى آمال شركة «أبل» في أن يلاقي الجهاز الاستقبال الفائق الذي حظي به جهاز «آي فون» عند طرحه للمرة الأولى منذ 3 سنوات.

فذكرت وكالة «رويترز»، أمس، أن عدد الزبائن الذين اصطفوا أمام متاجر «أبل» في نيويورك وواشنطن كان قليلا، على عكس ما حدث عن ظهور جهاز «آي فون» عام 2007.

وذكرت الوكالة أن شركة «أبل» تلقت طلبات مقدما منذ منتصف مارس (آذار)، كي تضمن لمن طلبوا الحصول على الجهاز عبر الإنترنت توفيره لهم، أمس، السبت، وذلك بالحضور إلى المتجر، أو توصيله إلى منازلهم. وفي متجر شركة «أبل» في الشارع الخامس في نيويورك، اصطف نحو 10 أشخاص، مساء أول من أمس، وأحضروا معهم كراسي شاطئ وشمسيات ومعاطف ووجبات سريعة ومفارش.

ونجحت «أبل» في الترويج للجهاز قبل طرحه، حيث قامت الأسبوع الماضي بنشر 11 فيديو توجيهيا لـ«آي باد» وبرامجه، عقب ظهور الجهاز في المسلسل الاجتماعي «مودرن فاميلي»، الذي يعرض على شبكة «إيه بي سي» كهدية لأحد الأفراد في عيد ميلاده.

وقد تم توزيع الجهاز على بعض النقاد لاختباره، حيث أبدوا إعجابا كبيرا به. بيد أن عددا من المتخصصين انتقدوا الحاسب اللوحي لدى ظهوره في يناير (كانون الأول)، بأنه لا يستحق كل الضجة التي أثيرت حوله، لأنه ببساطة نسخة أكبر حجما من «آي فون» تحمل بعض المميزات الجديدة القليلة.

لكن النقاد في «وول ستريت جورنال» و«نيويورك تايمز» أثنوا على سهولة استخدام الجهاز، وعمر بطاريته التي تستمر لفترة أطول مما صرحت به «أبل». وقال النقاد في الصحيفتين كلتيهما إن الحاسب اللوحي الجديد، الذي سيطرح في بريطانيا أواخر الشهر الحالي، يعمل بشكل جيد في تصفح الإنترنت، أو تشغيل الوسائط الإعلامية مثل مقاطع الفيديو والكتب.

وقد انقسم النقاد حول إمكان تفوق «آي باد» على «كيندل»، قارئ أمازون، أشهر قارئ كتب إلكتروني في الأسواق، الذي يشكل في الوقت الحالي 90% من مبيعات قارئات الكتب الإلكترونية. ويباع «كيندل دي إكس»، الذي تبلغ مساحة شاشته 9.7 بوصة، بسعر مشابه، هو 489 دولارا. وقال والت موسبيرغ من صحيفة «وول ستريت جورنال» إنه يفضل «آي باد» على «كيندل». ويقول تيم غولدن من مجلة «بي سي»: «(كيندل)، أنا أحبك، لكنني قلق بشأن مستقبلك».

بيد أن ديفيد بوغو، من صحيفة «نيويورك تايمز»، يقول إن وزن الجهاز البالغ 1.5 رطل يعد أثقل بكثير من جهاز «كيندل»، الذي يزن 10 أوقيات. و«آي باد» هو أهم جهاز تنتجه «أبل» بعد «آي فون». وتحرص «وول ستريت» على قياس رد فعل الزبائن على الجهاز، وقد يعطي الإقبال في متاجر «أبل» خلال عطلة نهاية الأسبوع مؤشرا مبكرا على الإقبال الجماهيري على الجهاز.

وقالت «رويترز» إن الشركة تلقت بالفعل بضعة مئات الآلاف من الطلبات المسبقة، حيث تقدر مبيعات العام الأول في نطاق 4 إلى 7 ملايين جهاز.

وتراهن «أبل» على الجهاز «آي باد»، إذ تروج له كفئة جديدة، فهو كومبيوتر متنقل خفيف الوزن، يجمع أفضل خصائص الهاتف الذكي والكومبيوتر المحمول، وفيه شاشة تعمل باللمس، وهو يشبه جهاز «آي فون» كبيرا، ويعمل بنظام التشغيل نفسه.

ويبدأ السعر من 499 دولارا للجهاز المزود بتقنية الواي فاي قصيرة المدى، ويصل إلى أكثر من 800 دولار للجهاز المزود بخاصية اتصال الجيل الثالث عالية السرعة، التي تعمل في أي مكان.

والجهاز مصمم لتشغيل أنواع الوسائط المتعددة كافة، ومنها الألعاب والفيديو والكتب والمجلات الإلكترونية. ويمكن لجهاز «آي باد» استخدام أغلب التطبيقات المتاحة في «آي فون»، وعددها 150 ألفا، وكذا أكثر من ألف تطبيق جديد.