التصميمات الهندية تجذب المشترين من الخليج العربي

في أسبوع الأزياء بنيودلهي

TT

حصلت العاصمة الهندية، نيودلهي، على نصيب وافر من البريق والموضة، حيث شهدت أسبوع الأزياء الهندية الذي يعرف باسم «ويلز لايف ستايل»، والذي جاء بعد شهر تقريبا من أسبوع لاكمي للأزياء الذي عُقد في مومباي خلال شهر فبراير (شباط) الماضي.

واختتم «ويلز لايف ستايل» الخريف/ الشتاء 2010 في نيودلهي عروضه بمقدار وافر من الضجيج والسحر اللافتين للأنظار. وبعد التغلب على الانتكاسة الأولى حول التأخير في الحصول على الرخصة الخاصة بخدمة إطفاء الحريق، التي أجبرت المنظمين على إلغاء اليوم الأول من عرض الأزياء الرائع، كانت الأزياء الجذابة والاستثنائية عاملا حقيقيا للنجاح الباهر.

وشهد الأسبوع الذي استضافه المجلس الهندي لتصميم الأزياء، مشاركة 130 مصمما منهم 19 مصمما قدموا عروضهم للمرة الأولى.

وشهد العام الحالي، الذي يوافق بالمصادفة الجولة الخامسة عشرة لهذا الأسبوع، مشاركة الأعضاء المؤسسين للمجلس الهندي لتصميم الأزياء، وهم تارون تاهيلياني، وروهيت بال، وجي جي فالايا، ورانا جيل، وراجيش براتاب سينغ، ونيكي ماهاجان، وسونيت فارما، وبايال جين، الذين قدموا أحدث التشكيلات الخاصة بهم.

وشاركت في الأسبوع المصممة العالمية ريتو بيري، التي تحظى بشهرة عالمية حيث ضمن عملائها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، والأمير تشارلز، ومولين روغ، ونجمات هوليوود نيكول كيدمان، وأندي ماكدويل، والعارضة الشهيرة لاتيتا كاستا، والشخصية الاجتماعية الشهيرة في باريس السيدة لاغاردير.

وافتتح العرض الخاص بالمصممة بيري بأربعة جنود يقومون بعرض على المنصة وعارضات يرتدين معاطف مستوحاة من الزي العسكري وسترات مزدوجة الصدر، وكن يمشين على إيقاع الموسيقى العسكرية.

وقالت بيري، وهي ابنة أحد الضباط في الجيش، «لا أعتقد أنهم (العسكريين) يحصلون على القدر الكافي من الشكر». وعندما اعتلت ريتو بيري منصة العرض ارتفعت الهتافات والتصفيق وكانت مرتدية ثوبا طويلا ضيقا ناعما وعاري الظهر وكانت ألوانه بين الأحمر والأبيض وكان يحتوي على أهداب من الأسفل. وشملت التشكيلة الخاصة بها فساتين وتنورات من صوف الكشمير الناعم والأقمشة الحريرية الناعمة وأقمشة «الدينيم»، وهو قماش قطني متين.

وكان عنوان التشكيلة التي قدمتها بايال جين «الراهب المنعزل»، وكانت مستوحاة من قلنسوة الراهب التي تغطي الرقبة والظهر، والتي من المتوقع أن تكون الصيحة المقبلة التي سيشاهدها العالم.

أما عن روهيت غاندي وراهول خانا، فقد قدما تشكيلة بعنوان «السحر المقنع». وعرض الثنائي تشكيلة أخرى بعنوان «خطوط الظل»، التي جسدت امرأة في مزيج من الجرأة والاعتدال. وارتدت العارضات في هذه التشكيلة أقنعة على شكل جمجمة سوداء مطرزة، ومشين بتباه فوق منصة العرض.

ولم يكن حب الحيوانات مألوفا لهذه الدرجة من قبل. فللمرة الأولى في الهند تم إقامة عرض للأزياء ليظهر القسوة التي تمارس ضد الحيوانات. وكانت العارضات في عرض الأزياء، الخاص بالثنائي هيمانت ونانديتا، مرتديات أزياء من أقمشة مطبوعة بدلا من الجلد. وبدأ العرض بعارضة ترتدي البكيني، وتحمل معطفا بلا أكمام يشبه جلد النمر، لكنه في الحقيقة كان مصنوعا من القماش الناعم. وقالت نانديتا: «أفضل أن لا أرتدي ملابس على الإطلاق وأظهر عارية، على أن أرتدي ملابس مصنوعة من جلود الحيوانات، هذه هي الرسالة التي نحاول إيصالها. إنها لقضية خطيرة»، مضيفة أنها تريد أن تعرض من خلال التشكيلة الخاصة بها، التي يطلق عليها «اجعلها غير حقيقية»، «أشخاصا حقيقيين يرتدون ملابس غير حقيقية».

وأضافت: «كانت السلسلة التي افتتحنا بها العرض جريئة، حيث أظهرت أنه إذا كنت تشعر بارتياح مع الجلد الخاص بك، فلماذا إذن تقتل الحيوانات من أجل الحصول على جلودها؟!».

وعرضت المصممتان جي. بيا فليمينغ، ونامراتا جوشيبورا، التشكيلة الخاصة بهما، التي شملت بصورة رئيسية ملابس سهرة بألوان الأبيض والرمادي والأبيض - الرمادي. وكانت العارضة الرئيسية لهذه التشكيلة هي نجمة بوليوود ديبيكا بيدوكون.

وقدم المصمم المشهور عالميا راجيش براتاب سينغ الخاتمة المثالية لأسبوع الأزياء، التي لاقت الاستحسان والتصفيق من جانب الحضور. وطال انتظار التشكيلة الخاصة به لخريف وشتاء 2010، وتحدث الكثيرون حول تشكيلة الخاتمة الكبرى. وأعربت تشكيلة سينغ في العرض، التي كانت بعنوان «الحكايات المفصلة»، عن التقدم الحاصل في الفن الجميل لصناعة الملابس كما يراها الترزي العبقري. وغطت خلفية المسرح ملابس من النسيج القطني الرقيق غير المصبوغ، وشوهدت العارضات يخرجن من بين هذه الملابس. كما تم توسعة منصة العرض. وكانت تشكيلة الخريف/ الشتاء الخاصة بسينغ جميعها حول «نحن وهم». واشتملت هذه التشكيلة على فساتين طويلة وتنورات قصيرة وسترات قصيرة وسراويل، وكل شيء كان أنيقا للغاية. ومما زاد من جاذبية التشكيلة أن الملابس كانت مطرزة بمجموعة رائعة من المجوهرات والكريستال من العلامة التجارية الفاخرة شواروفسكي.

ولا يزال أسبوع الأزياء الهندية «ويلز لايف ستايل» أحد الأحداث التي تجذب الكثير والكثير من الجماهير. وفيما يحصل المصممون والعارضات على نصيبهم المعتاد من الاهتمام من قِبل وسائل الإعلام، فإن المشترين من جميع أنحاء العالم هم أكثر من يتلقون الاهتمام في هذا المكان. ويبدو أسبوع الأزياء الهندية «ويلز لايف ستايل» حدثا عالميا ومبتكرا للغاية، في ظل وجود الإكسسوارات والمجوهرات الهندية، وتقول الغالبية: «إن هدفنا هو المشتري من دول الخليج».

وقال قطاع عريض من المصممين إن الملابس تأثرت بالاتجاهات في مجال الأعمال، حيث إنهم توقعوا حدوث قفزة في أعداد المشترين من دول الشرق الأوسط، وحتى من أوروبا، وذلك لمساعدة سوق الأزياء المحلية على مواصلة العمل.

وقالت المصممة رانا جيل: «تعد الملابس التي صممتها من أجل موسم الخريف/ الشتاء معاصرة، حيث تحتوي على الكثير من الطبقات والأنسجة. فلا تحتوي هذه الملابس على أناقة تناسب عِرق معين، على الرغم من أنني استخدمت الأنسجة الهندية مثل الأقمشة المطرزة في أساور الأكمام في السترات المصنوعة من الصوف، وطبقتين أو ثلاث طبقات من الحرير في فساتين السهرة، وسترات الشباب والإزارات. والتركيز في هذه التشكيلة منصب على دعامات الأكتاف والإكسسوارات الهندية». وقالت خالا علي ناصر عفت، من الكويت وتشتري للمرة الأولى من هذا الأسبوع، إنها طلبت شراء بعض القطع من تشكيلة رانا جيل. وأضافت: «من بين جميع المصممين، أعجبتني شخصيا تشكيلة جيل. فهي تناسب ذوقي الخاص في الأزياء. فأنا أحب القفطان الذي تقدمه». وقدمت المصممة نانديتا رايبوراني، التي تبيع الملابس التي تصممها في بلدان الشرق الأوسط وأوروبا، تشكيلتين منفصلتين. وفيما كانت التشكيلة الأولى الموجهة إلى بلدان الشرق الأوسط «مفعمة بالأحجار الكريمة ومطرزة بإكسسوارات ومجوهرات من العلامة التجارية شواروفسكي»، كانت التشكيلة الأوروبية «تحتوي على تطريزات خفيفة والقليل من الإكسسوارات الهندية في الجزء الأسفل من الملابس».

وقال مشترٍ آخر من منطقة الخليج: «طلبنا في هذه المرة ملابس من تشكيلات تارون تاهيلياني، ورانا جيل، وفينيت بال، وفارون بال. وكانت التشكيلات الخاصة بهؤلاء المصممين هي النوع من الملابس الذي نستطيع أن نرتديه بارتياح عندما نعود إلى بلادنا».

وتأثرت التشكيلة الخاصة بالمصممة تشارو باراشر بالعالم العربي ومصر، حيث جسدت هذه التشكيلة بعض الأقمشة المطبوعة المستوحاة من قصور الفراعنة.

وقال تشارو: «لقد استخدمت نماذج معمارية مصرية في الملابس الرسمية التي قدمتها. وكان التركيز منصب على لون الأقمشة المطبوعة. فقد بدأت العمل في هذه التشكيلة قبل شهر، وأردت تقديم تشكيلة مصنوعة من الأقمشة المطبوعة الملونة هذه المرة. ومثل هذا الاتجاه مزيجا رائعا ومعاصرا من الملابس القصيرة والسترات التي تحتوي على أكتاف مشدودة وممدودة، والقفطان».

وساعد المشترون من الخليج والطلبات التي تم تقديمها على الإنترنت في الرواج التجاري في أسبوع الأزياء. وقالت المصممة رينو تاندون: «دعني أعترف بأن الطلبات التي تلقيتها العام الحالي أكبر في العدد مقارنة بطلبات الأعوام القليلة الماضية. وكانت الأرباح التي أتت من هذا الحدث جيدة للغاية، ولم يكن بمقدوري طلب المزيد».

وأعربت ابتسامة الثنائي هيمانت ونانديتا عن كل شيء عند سؤالهما عن رأيهما بشأن هذا الحدث. وقال هيمانت: «لقد حصلنا على طلبات ضخمة من مشترين من دبي والكويت وأبوظبي وهونغ كونغ والبحرين وأميركا الجنوبية. جميع المشترين الذين اشتروا منا المرة الماضية عادوا مرة أخرى. والسبب وراء ذلك هو أننا نجحنا في تسليم منتجاتنا في الوقت المحدد، ولأن اللمسات النهائية والتعبئة لمنتجاتنا جيدة كذلك».

وكان أسبوع الأزياء الهندية «ويلز لايف ستايل» متاحا على الإنترنت خلال الموسم الحالي، وقالت لينا سينغ من الثنائي أشيما ولينا: «لقد استفدنا كثيرا من هذه المبادرة الجديدة».

وقالت: «على الرغم من أن معظم المشترين المنتظمين لم يكونوا موجودين هذه المرة، فإنني نجحت في تحقيق مبيعات جيدة لأنهم شاهدوا العرض على الإنترنت وقدموا طلبات بكميات كبيرة. وعاد الكثير من المشترين إلى بلادهم سعداء».

وقدمت هبة العتيقي، وهي واحدة من المشتريات من الكويت التي ترتاد هذا الحدث بانتظام، طلبات لشراء ملابس من تشكيلة رانا جيل، وبلاوي موهان، وأميت أغاروال، وكيران أوتام غوش.

وقالت العتيقي: «هذه المرأة كنت أبحث عن المزيد من ملابس السهرة لأن الطلب على هذا النوع مرتفع في بلادي. لقد قدمت طلبات شراء صغيرة وكبيرة للمصممين، يعتمد ذلك على العمل والخبرة».

وقدم مشترٍ آخر من الكويت طلبات شراء للمصممين كافيتا بهارتيا، وفينيت بال، ولابل بيان، وركزت هذه الطلبات على الفساتين الطويلة والقصيرة والفساتين ذات الأكمام الطويلة.

وأجمع المشترون على أن عروض الأسعار التي قدمها المصممون كانت عالية للغاية. وقالت إحدى المشتريات، وتدعى سارة: «كانت الأسعار مرتفعة قليلا العام الحالي. وفي الواقع، عرض المصممون الذين يقدمون تشكيلات للمرة الأولى أسعارا عالية، وهو الشيء الذي لم يكن جيدا. وهؤلاء المصممون الشباب عرضوا أسعارا عالية، على الرغم من أنهم صغار في السن وليس لديهم الخبرة الكافية».

وتتفق إريكا هارم، واحدة من المشتريات من هولندا وتدير متجرا يعرض علامة تجارية تسمى «تشارم»، مع الرأي نفسه، وقالت إن المصممين الهنود عرضوا أسعارا عالية للغاية لأزياء ليست ذات جودة عالية. وأضافت: «أشتري هذه الملابس غالية الثمن من هنا وأبيعها بأسعار أعلى في بلادي. إنني في حاجة لتبرير الأسعار التي أعرضها.