الدمى النمساوية في «صوت الموسيقى» تحرك جمهور أبوظبي

ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي للموسيقى والفنون

عرض «صوت الموسيقى» الذي قدمته فرقة مسرح سالزبورغ للدمى
TT

استضاف مهرجان أبوظبي للموسيقى والفنون «ADMAF» الذي انطلق في مارس (آذار) الماضي ويمتد حتى السابع من الشهر الجاري مسرح سالزبورغ للدمى في عرضها لمسرحية «صوت الموسيقي» الذائعة الصيت التي عرضت للمرة الأولى عام 1959، وهي من تأليف الثنائي رودجرز وهامر سميث اللذين استوحياها من رواية هاورد ليندسي وراسل كراوز المقتبسة بدورها عن مذكرات ماريا فون تراب وقصة عائلة تراب المعروفة في عالم الغناء. وهي من أشهر مسرحيات برودواي التي تحولت إلى الفيلم السينمائي الشهير.

وأوضحت باربرة هوبورغر، المديرة التنفيذية لمسرح سالزبورغ للدمى المتحركة، أن الموسيقى والأغاني سُجلت في نيويورك حرصا على الوفاء للمسرحية الأصلية. كما تحدثت عن أهمية الدمى الخشبية التي تعتبرها الطريقة الفعالة لجعل الناس يكتشفون الأوبرا والأعمال الموسيقية الكلاسيكية الراقية من موزارت إلى فاغنر وغيرهما. وعن طريقة تحريك الدمى تشرح أنه ليس بالسهولة التي يخالها البعض، إنما الأمر يحتاج إلى التدريبات والتمارين الشاقة والطويلة، خصوصا أن لعبة الدمى المتحركة لا تتوقف على فن إتقان التحريك فحسب، بل تتجاوز الناحية التقنية لتدخل في عمق شخصية كل دمية من الدمى. وتضيف أن فريق العمل لا يقتصر على الفنانين الذين يجيدون تحريك الدمى المعلقة بالحبال الخفية، والتي بلغ عددها العشرات في مسرحية «صوت الموسيقى»، بل يشتمل على النحاتين والرسامين ومصممي الأزياء، ناهيك بالمطربين والممثلين ومهندسي الصوت والضوء، ومدير المسرح ومدير الديكور.

وأكدت هوبورغر أنها تكافح من أجل صراع بقاء مسرح سالزبورغ للدمى الذي تصفه بقولها إنه: «يخلق الكثير من الخيال والقوة ويصيب الناس بشكل مباشر في القلب، ومن النادر أن نجد ذلك في الأفلام والمسارح عند الممثلين والمطربين».

ومن جهة أخرى وعلى هامش المهرجان أقيمت حلقة نقاشية تحت عنوان «مدخل إلى عالم الأوبرا»، ضمت مجموعة من ثلاثة خبراء في مجال الأوبرا، أبرزهم مايكل بيكرمان مدير قسم الموسيقى في جامعة نيويورك.

وتحدث بيكرمان في الحلقة النقاشية عن أول زيارة له في طفولته إلى دار أوبرا متروبوليتان في نيويورك، وكيف أنه لم يأبه يومها إلا لماكينة الحلوى التي تعطلت، مما أتاح له فرصة الحصول على السكاكر مجانا.

وشدّد بيكرمان على أهمية العرض الجديد لأوبرا «هاملت» بسبب البطل البريطاني سايمون كينليسايد، الحائز على جائزة «أوليفيه» للإبداع المتميز في فن المسرح. كما علّق على قصة الشعب الفرنسي الذي تبنّى «هاملت» رائعة شكسبير في منتصف القرن التاسع عشر، بعد أن حولّها مؤلف الموسيقى الفرنسي الشهير امبروا توماس إلى أوبرا عُرضت للمرة الأولى على خشبة دار الأوبرا في باريس عام 1868.

ومن المشاركين أيضا خبير الأوبرا مايكل وايت، الذي قال واصفا موسيقى توماس تماما كما وصفها المؤلف الفرنسي الشهير شابرييه حين قال: «هناك الموسيقى الجيدة والموسيقى السيئة، وهناك موسيقى امبروا توماس». وشرح وايت التغيرات الحاصلة في عالم الأوبرا، فبعد أن كان حكرا على الأثرياء نجده اليوم يشقّ طريقه بين الصفوف الشعبية ليستقطب أكبر عدد ممكن من الجمهور بمختلف شرائح المجتمع وعلى تنوع جنسياته. وما تغير اليوم أمور كثيرة، نذكر منها البطلة أو الديفا التي ليس عليها أن تتقن الغناء الأوبرالي فحسب، بل فن التمثيل أيضا. ومنها أيضا أهمية المخرج الذي يلعب دورا أساسيا وحيويا في إبراز جمال الأوبرا.