أسبوع دبي للأزياء خريف وشتاء 2010 يجمع مصممي المنطقة على خشبته

شارك فيه مجموعة من المصممين المحليين والعالميين.. ومطالبات بمشاركة عربية أقوى

من عروض أسبوع دبي للموضة
TT

في كل مرة كان يتصاعد فيها الدخان في الهواء، وترتفع الإضاءة البرتقالية على منصة العرض، كان جمهور أسبوع دبي لأزياء خريف وشتاء 2010، على موعد مع أزياء جديدة تشد الانتباه وتستنفر العدسات في معظمها لما حملته من تصميمات وتشكيلات فنية ومميزة في بعض الأحيان وغريبة في أحيان أخرى، وبينما شهد أسبوع الأزياء في دورته السابعة إقبالا واسعا من مختلف المهتمين والمشتغلين في قطاع الأزياء، ذهب البعض إلى الحديث عن الرغبة في حضور خليجي أكبر في هذا الأسبوع الذي بات يشق طريقه نحو العالمية.

العروض تنوعت من الأزياء البسيطة التي لم تستخدم فيها العارضات الأحذية نهائيا، إلى تشكيلات بقرون الغزال على رأس كل عارضة تشعرك للحظة أنك تحضر مسرحية وليس عرضا للأزياء.. عارضات بشعر قصير وشعر مستعار ظهرن حفاة على المنصة ولم يكن هذا هو الشيء الوحيد الذي أعجب الحضور، فقد كانت تصميمات عبير السويدي التي تقول إنها كانت من أوائل المصممات اللواتي بدأن في تصميم العباءة بشكل أضيق، كانت هذه التصميمات ملفتة، استخدمت قماش «الليكرا» من الركبة وحتى الكاحل مع فتحات، وتقول: «هذا ما جعل تصميماتي مناسبة وجميلة للشابات الإماراتيات»، وقد حضر هذا العرض حشد واسع من الفتيات الإماراتيات وحظي بالكثير من التصفيق.. تقول عبير: «تستطيع الزبونة الاختيار بين أن تلبس شيئا آخر تحت العباءة أو أن تلبسها كفستان. كما أن تصميماتي تبدأ بسعر 2000 درهم إماراتي».

ويقول سيف علي خان، نائب الرئيس التنفيذي لأسبوع الموضة في دبي: «هدفنا أن نقوي ونعزز العلاقات وأن نبني علاقات تجارية عالية المستوى في صناعة الأزياء، إضافة إلى عروض تصميمات روائع موهوبي المنطقة، سلط أسبوع دبي للموضة أيضا الأضواء على المواهب القادمة من خلال عروض منافسات المواهب الشابة، التي «أمنت للمصممين الناشئين فرصة نادرة لعرض مواهبهم في أسبوع دبي للموضة».

ويحاول أسبوع دبي للموضة أن يرسخ سمعته كحدث مهم في عالم تجارة الأزياء بما يوفره من فرص تجارية وتفاعل ما بين تجار التجزئة ومصممي الأزياء، حيث بدا اليوم الأول من الأسبوع مع المصممة نيشا ساغار الحائزة على جائزة بوليوود، التي حصدت انتباه الجمهور من خلال مجموعتها الغنية بألوان قوس قزح، وعارضات بأحمر شفاه باللون الأزرق تمايلن على المنصة بفساتين شيفون باللون الأصفر الفاقع وبقصات فريدة، وحزام عريض مزين بالأحجار الكريمة. أما المصممة العراقية زينة زك فقالت إنها «تحب استخدام ألوان الباستيل والفابريك الهادئ مع المواد الناعمة الهفهافة من أجل لمسة مليئة بالأنوثة»، وقدمت فساتين طويلة بصدر مشكول بالأحجار الكريمة وقطع الإكسسوار وطبقات من التول والشيفون في الأسفل... وتقول زينة إن «زبائني هم من مختلف الجنسيات، الإماراتيات، والفرنسيات والألمانيات والآسيويات، ولهذا أرى أن دبي هي نافذة على أزياء العالم».

هناك مجموعة أخرى تم عرضها تقول مصممتها إنها موجهة إلى المرأة الواثقة من نفسها التي تريد أن تكون مميزة، ولهذا أسعى لتقديم المميز لزبائني، والكلام لباميلا فلافونغانيت: «أنا أحب اللعب بالألوان، وهذا يظهر واضحا من خلال تقديم العرض.. جون غاليانو هو أعظم المؤثرين في عندما يتعلق الأمر بالألوان». فساتين متموجة بأشرطة مطرزة، فستان أسود من الجرسيه مع تطريز على شكل ثعبان، وفستان مطبع بنقشات وليم موريس مع قطع من الجلد مضافة إليه. مجموعة من السراويل الرائعة بعضها بجيب صغير عند الكاحل، التي حظيت بشعبية كبيرة من نقاد الموضة، وحذاء أنيق أسود من جلد الغزال مطرز بورود ملونة.

وفي عرض لمجموعة باربيلا بيلا من «هيلين كارفالو، وجورجينا مارسكاريناس، وجوليانا بوشيس» طغى الساتان الأحمر على المكان ولا بد أن كل النساء الحاضرات تخيلن أنفسهن بأثواب باربيلا بيلا، الأورغانزا، والساتان، والكريب، فساتين طويلة من الساتان الأحمر، فساتين مرصعة بالمعدن الذهبي، وكلها مصنوعة باليد وبحسب المصممة جورجينا: «كل فستان استمر العمل عليه قرابة الشهر».

ومن العروض التي تميزت خلال هذا الأسبوع هو عرض «إيكونيك» الذي كان مميزا على جميع الأصعدة. الرئيس التنفيذي للشركة رازا بيك قال: «أردنا خلق وجهة مميزة للشباب، وهذا ما ظهر واضحا من خلال التنانير المنفوخة بطبعات قطع الكيك والفراولة للفتيات، والبلازر مع الهياكل العظمية على الظهر وربطات العنق السوداء بتصميمات مبتكرة للشباب».

وفي ختام اليوم الثاني لأسبوع دبي للأزياء خصص العرض لملابس المساء للرجال والنساء من آسيا بتفاصيل القطع والتطريز الذهبي والفضي وقطع المرايا. بدلات رجالية رمادية، بيضاء وسوداء من قماش القطيفة. وأثواب الساري الهندي المشغولة والمطرزة بحرفية عالية.

وبهذا الحجم من المشاركات في هذا الحدث يبدو أن أسبوع دبي للأزياء يخطو على الطريق الصحيح نحو العالمية وهو ما يقوله محمد الحبتور عضو لجنة التحكيم في أسبوع الأزياء: «العرض واحد من ألمع أحداث الموضة في دبي حيث يسلط الضوء على مجموعة متميزة من أرقى مصممي الأزياء العالميين وهو من أكثر العروض تميزا في الشرق الأوسط ويسير في اتجاه العالمية»، ولكن ما تكرر كثيرا كان الحديث عن ضرورة وجود مشاركة عربية أكبر في أسبوع الموضة بدبي الذي منح الفرصة لمصممين هواة، يقول الحبتور: «ندعو العرب للمزيد من المشاركة في هذا الحدث»، وهو ما تذهب إليه المصممة الإماراتية الشهيرة هند بن جافلة صاحبة دار أزياء «داس للعباءة» التي حازت على جائزة أفضل تصميم للملابس التقليدية تقول هند: «العرض ممتاز جدا ونحافظ على مشاركتنا كل عام وهذه الدورة كانت أفضل من السنة الماضية لكني أرجو أن أشاهد الخليجيين يشاركون في هذا الحدث ليس فقط بالعباءات ولكن بالفساتين، ويبدو أنه ليس هناك توجيه صحيح لكيفية المشاركة».

وبتعدد الأذواق لا يتفق الجميع على جودة الأداء والتنظيم لأسبوع الموضة هذا العام، تقول نادين الشاهر وهي أيضا عضوة في لجنة التحكيم: «الحدث على طريقه الصحيح نحو العالمية، ولكن العارضات يجب أن يكونوا أكثر عالمية بالشكل والطول والقياسات، كما أن الحدث كان بحاجة إلى المزيد من التنظيم»، مضيفة أن المصممين العرب يعدون على الأصابع في العالم العربي، بينما يرى حسان شهريار ياسين، مصمم أزياء «HSY» أن هذا الحدث قد تطور ليصبح واحدا من العلامات الفارقة في المنطقة «لقد شاركت في أسبوع عروض أزياء دبي منذ نشأتها».

يشار إلى أن أسبوع دبي للموضة في هذا الموسم استقبل عددا من المصممين المشاركين حديثا بما فيهم إنجي شلهوب Ingie Chalhoub ، وساتيا بول Satya Paul، وبيبيرباي أوما وإيفان شاريتي Uma & the Evian Charity Show، كما تتضمن قائمة المشاركين مصممين من دور أزياء مهمة بالمنطقة أمثال وليد عطا الله Walid Atallah، ومايكل سينكو Michael Cinco، ومريم المزروعي Mariam Al Mazroi، Furne One، وأمل مراد Amal Murad، وHSY.