محمود سعد يعتذر على الهواء عن حلقة مثيرة للجدل

استضاف فيها منصور وشوبير سعيا للصلح بينهما.. فانقلبت إلى قطيعة

محمود سعد
TT

في سابقة هي الأولى من نوعها بالتلفزيون الرسمي المصري، اعتذر الإعلامي محمود سعد على الهواء مباشرة في حلقة مساء أول من أمس من برنامج «مصر النهارده» عن حلقة سابقة استضاف فيها المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك الأسبق، والنائب أحمد شوبير، في محاولة للصلح بينهما، لكن الحلقة انقلبت رأسا على عقب بانسحاب منصور على الهواء مباشرة بعد أن وجه سلسلة من الكلمات النارية في وجه شوبير الذي حاول استفزاز منصور لكنه فشل.

وكانت اتهامات متبادلة بين منصور وشوبير استمرت نحو عام، وشغلت مساحات من تحقيقات النيابة و«البرامج الحوارية» في القنوات الفضائية. وكان من المفترض أن يتم الصلح بين منصور وشوبير في حلقة من برنامج «مصر النهارده»، يوم الأربعاء الماضي، بمساع من محمود سعد والشيخ خالد الجندي، وأثناء الحلقة فاجأ منصور المشاهدين بتوجيه عدة اتهامات إلى شوبير، فانقلبت الحلقة رأسا على عقب، وانسحب منصور من البرنامج الذي كان يبث على الهواء مباشرة.

وعندما هم منصور بالمغادرة اضطر سعد إلى ختم الحلقة قبل موعدها، وبعدها بيومين أحال وزير الإعلام المصري أنس الفقي الحلقة للتحقيق من قبل لجنة تسمى لجنة القيم لما تضمنته من خدش لحياء المشاهدين.

وفي حلقة الليلة قبل الماضية تلا الإعلامي سعد على المشاهدين قرار الإحالة للتحقيق، لكنه أكد أن الحلقة لم يكن مقررا لها أن تسير في هذا السياق، وقال «الهدف من الحلقة كان الصلح، وهذه العملية فشلت».

وعرض سعد رزمة كبيرة من الأوراق تحمل رسائل من مشاهدين غاضبين اعتبروا أن خلاف منصور وشوبير لم يكن بالأهمية التي تجعله يخصص له حلقة كاملة أمام الملايين من الشعب المصري والعربي، وقال بعضهم إن الهدف كان جمع المزيد من الإعلانات.

ونفى سعد أن يكون غرضه من الحلقة هو المزيد من الإعلانات والفرقعة الإعلامية، مؤكدا أن الإعلانات التي تلقتها الحلقة (المثيرة) لم تزد مدتها على 7 دقائق إضافية، مشيرا إلى أن هذا الرقم ضئيل جدا بالنظر إلى حجم الإعلانات التي تقدم على شاشة البرنامج (في الحلقات الأخرى).

وقال سعد «أنا باغلط زي أي إنسان، وماعنديش مشكلة إني أعتذر.. وأنا باعتذر لكل المشاهدين».

وكشف سعد عن أسرار جديدة تلت حلقة الأربعاء المثيرة للجدل، مشيرا إلى أن المستشار مرتضى منصور قام بإجراء اتصال هاتفي به ووعده بالتنازل عن جميع الدعاوى القضائية التي أقامها ضد شوبير إكراما للتلفزيون المصري ولمحمود سعد، وأضاف أن «منصور وعدني بأنه سيظهر معي يوم الأربعاء القادم في البرنامج لنتحدث في قضايا عامة ثم يسلمني تنازلا رسميا مكتوبا يشمل جميع الدعاوى القضائية ضد شوبير لأسلمه له».

وحتى في حلقة الاعتذار، الليلة قبل الماضية، لم تمر الأمور كما ينبغي، إذ تردد أن الكابتن أحمد شوبير حاول أن يقتحم استوديو البرنامج، وهو ما نفاه شوبير وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حاولت أن أشارك في البرنامج بمداخلة هاتفية مع محمود سعد، لكن المسؤولين في البرنامج رفضوا، فقلت لهم سأحضر بنفسي، وعندما ذهبت كان محمود سعد قد غادر، وكان يعرض حلقة مسجلة مع هند رستم».

وأضاف شوبير أنه لن يتنازل عن قضاياه مع مرتضى منصور حتى لو تنازل مرتضى، قائلا إن «منصور اتهمني بتهريب المخدرات وأنا نائب في البرلمان أمثل الشعب المصري.. ولم يعد باستطاعتي التنازل، فهذا حق الشعب».

ومن جانبه، قال منصور لـ«الشرق الأوسط»: «لن أتنازل.. الموضوع أغلق بالنسبة لي بعدما هاجمني شوبير في قنوات فضائية، ولم يقتصر هجومه على ذلك بل هاجم البرنامج الذي يقدمه سعد». وأضاف «كنت سأتنازل، لكن بعد ما فعله هذا مستحيل».

ويعد برنامج «مصر النهارده» النسخة الثانية من برنامج «البيت بيتك» الذي كان يقدم على شاشة التلفزيون الرسمي المصري، ويتمتع بسقف حرية عال مقارنة بباقي البرامج التلفزيونية في الإعلام الرسمي، وهو منافس قوي لباقي البرامج الحوارية على القنوات الخاصة، ويتميز محمود سعد ببساطته، فضلا عن انتقاده لكثير من المسؤولين والوزراء في الحكومة المصرية. ويعد قرار إحالته للتحقيق سابقة هي الأولى من نوعها في البرنامج.