جرة عملات عباسية تسبب استنفارا شعبيا ورسميا في حائل

بحثا عن كنز مفقود في إحدى القرى

ثلاث قطع من العملات العباسية التي تم العثور عليها في حائل شمال السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

قاد عثور مواطن على جرة فخارية قديمة، تحوي عملات نادرة بقرية الأجفر (إحدى قرى حائل شمال السعودية)، إلى اكتشاف أثري قديم، حيث يقوم حاليا عدد من الجهات الرسمية بالتنقيب بحثا عن القطع الأثرية النادرة.

وبحسب مصادر «الشرق الأوسط» فإن مواطنا عثر أثناء عمله بعض الحفريات في منزله على جرة تحوي أكثر من 1000 قطعة معدنية تعود للعصر العباسي، وفقا للفحوصات الأولية التي أُخضعت لها القطع الأثرية التي تم العثور عليها.

ويقع المنزل بالقرب من موقع عثر فيه سابقا على مدينة كاملة، طُمرت تحت الأرض، يعود عمرها لأكثر من 1300 عام حسب التقديرات الأولية، بمساحة إجمالية تفوق 50 ألف متر مربع.

وصُنفت المدينة حينها كإحدى أهم المدن الإسلامية خلال الخلافة العباسية، لوقوعها بالقرب من درب زبيدة، التي تبعد قرابة 1500 كيلومتر من الكوفة بالعراق عن مكة المكرمة، وهو الذي كان يطلق عليه طريق الحج قديما، والذي يسلكه حجاج الشمال.

وسرت خلال الأيام القليلة الماضية إشاعات تناقلها الأهلي في المواقع القريبة من مكان العثور على القطع الأثرية، أفادت بوجود كنوز وآثار قديمة دفنت تحت أرض البلدة، مما قاد البعض للتوجه للموقع والحفر هناك، على أمل العثور على الكنز المفقود، وهو ما قاد الجهات الرسمية لتكثيف تواجدها في الموقع.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» الناطق الإعلامي بشرطة منطقة حائل المقدم عبد العزيز الزنيدي أن الجهات الأمنية ألقت القبض على مواطن يُجري بعض الحفريات في الموقع ذاته، وأنها تُجري معه تحقيقا موسعا عن الحادثة.

وتزخر المنطقة بكثير من المواقع الأثرية والنقوش والرموز والكتابات القديمة. ويعود تاريخ بعض النقوش والرسوم في أكثر من موقع تحويها حائل إلى عصور ما قبل الميلاد، ووصل عدد النقوش في إحدى تلك المواقع إلى 5431 نقشا ثموديا، وهو ما يجتذب كثيرا من السياح من داخل السعودية وخارجها.

ومن المواقع الأثرية بحائل (جبل أم سنمان بجبة، وجبل غوطة، وموقع قصر فيد الأثري، والحائط والحويط، وجانين، وياطب وسميرا)، فيما تحتضن قرية النعي شرق حائل قبر عنترة بن شداد.

وتضم قرية توارن شمال غربي حائل قبر وقصر حاتم الطائي الذي بُني من الحجر والطين، ولم يبق منه سوى أجزاء، لتعرض جنباته للهدم.

ويجاور القصر مقبرة قديمة حديثة البناء، تفتح أبوابها أمام السياح ليقف الجميع أمام ضريحين مفرطي الطول، يبلغ طول الأول 9.5 متر، والآخر 7.25 متر، شُيدا على الطريقة الإسلامية، وتم تحديدهما في حجارة مرصوفة على جنباتهما حديثا.