بعد أيام من الجدل والدراما الشيقة تزوجت لاعبة التنس الهندية سانيا ميرزا أمس أخيرا بلاعب الكريكيت الباكستاني شعيب مالك في مدينة حيدر آباد بجنوب الهند. وكان مقررا أن يتم الزواج في 15 من أبريل (نيسان) الحالي إلى أن أسرتي النجمين آثرتا تقديم الموعد عدة أيام. وأثارت هذه الزيجة الكثير من الجدل خاصة أن العريس كان يتعين عليه تطليق زوجته عائشة صديقي، وهي من حيدر آباد أيضا، بعدما هددت باتخاذ إجراء قانوني وقدمت شكوى جنائية ضده. وعرضت قنوات إخبارية محلية لقطات لميرزا (23 عاما) وهي ترتدي ساري العروس التقليدي الأحمر وتركب سيارة نقلتها لفندق فخم حيث جرى إتمام مراسم الزواج. وبدت العروس ميرزا لأول مرة بفستان الزفاف الأحمر وفقا للتقاليد في مدينة حيدر آباد وسط دقات الطبول بفندق تاج محل كريشنا، وارتدى العريس شعيب مالك بدلة سوداء. وتم تشديد الإجراءات الأمنية حول الفندق خشية قيام عناصر من الجماعات والمنظمات الهندوسية المعارضة لهذه الزيجة بإفساد الحفل. وأشار المتحدث روشا نايك إلى أن حفل الزفاف حضره 70 شخصا من أقارب وأصدقاء العروسين، بعد أن تم عقد القران بواسطة قاضي مدينة حيدر آباد في حضور اثنين من الشهود وقعا على العقد. وقد كان الحفل مقتصرا على الأقارب والأصدقاء المقربين. وقالت المتحدثة باسم ميرزا للصحافيين في حيدر آباد: «لقد تم الزواج، وأرجوكم الدعاء للزوجين». وقد كانت قصة الحب العابرة للحدود محل اهتمام كبير ومتابعة حثيثة من مواطني الجارتين المتنافستين - الهند وباكستان. وقد اهتمت وسائل إعلام البلدين بتغطية قصة العشق وما أعقبها من جدل، دون أن تغفل في سبيل هذا أدق التفاصيل. ومن الأنباء السارة بالنسبة لمالك أن زوجته السابقة سحبت اتهاماتها له بعد أن توسط بعض الحكماء في إتمام الطلاق بينهما. وميرزا هي أنجح لاعبة تنس في الهند وكان ترتيبها العالمي قد وصل قبل ذلك إلى المركز السابع والعشرين، كما كان مالك قائد فريق الكريكيت الباكستاني الوطني. وسيعيش الزوجان في دبي بالإمارات العربية المتحدة، ولكن سيظل كل منهما يمثل بلده في أي بطولة. يذكر أنه تم تقديم موعد الزواج بسبب الفتوى التي صدرت عن علماء الدين الإسلامي بعدم جواز إقامة العريس بمنزل العروس معا لمدة طويلة، حيث كان مقررا عقد الزواج في 15 أبريل الحالي. وكان قاضي مدينة حيدر آباد قد رفض يوم الجمعة الماضي عقد قران العروسين بسبب عدم وجود جواز سفر اللاعب مالك الذي كان محتجزا لدى الشرطة بسبب القضية التي رفعتها زوجته الأولى ضده والتي انتهت بالصلح وحصولها على الطلاق بعد توسط عدد من كبار الشخصيات في العائلتين.
وأظهرت صور التلفزيون سانيا خلال عقد القران، الذي أجرى قبل موعده المحدد بثلاثة أيام، مرتدية ساريا أحمر كانت والدتها قد ارتدته أثناء زفافها قبل 25 عاما، بينما ارتدى لاعب الكريكت الباكستاني شرواني، معطفا طويلا شائعا يتم ارتداؤه في حفلات الزفاف في شبه القارة الهندية، صممه المصمم الهندي شانتانو.
كان زفاف سانيا، 23 عاما، وشعيب، 28 عاما، قد تحدد له الخامس عشر من أبريل (نيسان)، عندما أدلى والد العروس بتصريحات للصحافة بأن الزفاف سيتم رسميا في 15 أبريل، وستتم إقامة الاحتفالات الأخرى التي تسبق الزفاف من الحناء والرقص والموسيقى في الثالث عشر والرابع عشر.
وقد فاجأت العائلتان الجميع هذا الصباح بالإعلان، عبر المتحدث باسمهما، بأن الزواج تم بالفعل. وقالت المتحدثة باسم سانيا، روتشا ناياك: «إن الزواج قد تم بالفعل. وكانت هناك نيات بتقديم موعد الزواج بعد الأحداث التي وقعت خلال الأيام الماضية. وجرت مراسم الزواج في حضور عدد قليل أفراد وأقارب الأسرتين».
ووصف أحد أقارب عائلة ميرزا الحفل الذي استمر 10 دقائق بأنه «كان بسيطا للغاية، حيث حضرت عائلة سانيا وأقارب شعيب، وكان بينهم إخوته وأصهاره».
بدت سانيا جميلة في الساري الأحمر الذي ارتدته أمها من قبل، كما ارتدت قلادة من الياقوت وحليا أخرى.
وقالت مصادر إن الأسرتين ذللتا كل العوائق القانونية الممكنة قبيل حفل الزفاف عبر استدعاء مستشار خاص.
كانت كل الأوراق معدة قبل وصول العروس والعريس، واكتمل الزفاف خلال 5 دقائق بعدما أتم القاضي العقد.
عقد قاضي حيدر آباد القران في الساعة 1.15 عقب صلاة الظهر مباشرة. ويشار إلى أن المهر الذي دفعه شعيب بلغ 6.1 مليون روبية، كما أهداها شعيب سيارة.
أحاط ارتباط النجمين الكثير من الجدل، منذ الإعلان عنه في 29 مارس (آذار). فتشير المصادر إلى أن الأسرتين قررتا التعجيل بالزفاف، لتفادي المزيد من المعوقات، بخاصة في ضوء فتوى الأحد التي أصدرها رجال الدين ضد إقامة شعيب وسانيا معا، والاختلاط بحرية حتى قبل إتمام الزواج.
وقال مجلس العلماء السنة في الهند إن شعيب وسانيا أساءا إلى الإسلام والمسلمين بأفعالهما. وأصدر المجلس فتوى تفيد بحرمة تصرفاتهما، وطالبت المسلمين بعدم المشاركة في الزفاف.
وقال مولانا حسيب الله حسن صديقي، العالم الإسلامي: «هذا النوع من التصرفات التي قام بها شعيب وسانيا من العيش والظهور أمام الإعلام معا أمر يحرمه الإسلام». يذكر أن شعيب أقام في منزل سانيا لأكثر من أسبوع، وأظهرت الصور التلفزيونية اللاعبين وهما يرقصان ويؤديان التمرينات الرياضية معا. وقال: «إن الإسلام يسمح للرجل والمرأة برؤية بعضهما مرة واحدة قبل الزواج، ولا يسمح لهما بالعيش معا وممارسة هذه الأفعال قبل الزواج». ويعتقد الشيح أن سانيا ارتكبت إثما عظيما بالترويج للزنى، إلا أن لاعبة التنس رفضت الرد على ذلك.
كما تعرض شعيب بدوره لحملة من الانتقادات الشديدة من جانب رجال الدين أيضا، لإنكاره الزواج بعائشة بعد الاعتراف بتوقيعه عقد الزواج. لكن النجم الباكستاني طلقها بعد أن رفعت الأخيرة دعوى تهمه فيها بالغش.
وصرح الناطق الإعلامي باسم سانيا يوم الأحد أن شعيب انتقل من منزل سانيا قبل بضعة أيام. وبموجب هذا الزواج تكون سانيا الزوجة الثانية للاعب الكريكت الباكستاني الذي طلق زوجته الأولى، عائشة صديقي، الأسبوع الماضي بعد حملة التشويه التي شنتها ضده.