معرض يرصد تاريخ مكة المكرمة في 600 عام بـ«الرسومات» و«الصور»

بمشاركة 200 مصور وتشكيلي وبتنظيم من مراكز الأحياء في العاصمة المقدسة

صورة أرشيفية للملك فيصل أثناء زيارته للكعبة المشرفة
TT

تحتضن مكة المكرمة في العشرين من مايو (أيار) المقبل أول معرض متخصص من نوعه في عرض الرسومات الفنية والصور الفوتوغرافية التي تروي تاريخ العاصمة المقدسة منذ نحو 600 عام بمشاركة 200 فنانا ومصورا فوتوغرافيا بهدف ترسيخ ماضي المدينة المقدسة في ذاكرة أبنائها وزوارها.

وأوضح أيمن البحيري المدير التنفيذي لمجموعة المسوقة للمعرض أن المعرض يقام بموافقة إمارة منطقة مكة المكرمة ويفتتحه الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة في العشرين من مايو المقبل في مركز أم القرى للمعارض وتنظمه جمعية مركز أحياء مكة المكرمة بالتعاون مع عدد من الجهات الأخرى.

ومن جهته قال غسان نويلاتي مدير عام المعرض إن «فكرة المعرض تدور حول إقامة اجتماع سنوي فني وتثقيفي للموهوبين في مكة المكرمة وتسليط الضوء على إبداعاتهم وجعلهم في بؤرة الأحداث الثقافية والفنية وبث أخلاق الجمال في المجتمع المكي مما ينعكس بالإيجاب على قاصدي مكة المكرمة»، واستطرد: «الهدف من هذه المعارض هو إظهار المنهج القيمي لمراكز الأحياء واحتواء المبادرات الفردية وتشجيع الأعمال التطوعية والفنية لدى الشباب على وجه الخصوص واستغلال طاقاتهم والاستفادة من أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع وتحقيق التواصل بين المبدعين وأفراد المجتمع والحرص على تكريم الأعمال المتميزة وتشجيع المحترفين».

من جانبها قالت عُلا سعيد نائب المدير التنفيذي والمشرفة على القسم النسائي إنه «تم فتح باب المشاركة لجميع الموهوبين والموهوبات وتم اختيار نحو 200 مشارك بواقع مائة تشكيلي سيقدمون 250 لوحه تشكيلية ومائة مصور فوتوغرافي يشاركون بنحو 200 صورة إضافة إلى لوحة بطول 30 مترا تحكي التاريخ الزمني للعاصمة المقدسة. وتشير سعيد إلى أن المعرض يقام على مساحة إجمالية تقدر بنحو 450 مترا مربعا وأن المشاركة فيه ستكون مجانية وذلك لحث المبدعين والهواة على المشاركة.

وأوضحت علا سعيد أنه قد تم اختيار صور تتحدث عن تاريخ مكة المكرمة وما يشهده النسيج العمراني من تغيرات وقفزات واسعة تم توثيقها على مر العصور منذ عام 900 هجرية سواء لدى الدوائر الحكومية والهواة والمهتمين والمختصين.

وتابعت: «مثل هذه المعارض من شأنه وضع ذاكرة مَكّاوية خاصة يمكن توثيقها ووضعها في موقع واحد ومن شأنها رسم صورة حقيقية لما شهدته هذه البقعة المباركة من تطور على مر العصور».

المعرض يُفتتح في العشرين من مايو المقبل وسيستمر قرابة 24 يوما وسيشهد الكثير من ورش العمل للصغار في الجهات المعنية كافة، وستتاح للصغار والكبار فرصة التدريب على صناعة ورسم الأعمال اليدوية التشكيلية مختلفة الأنواع والتي سيقدمها نخبة من الخبراء والمختصين.

ومن المتوقع أن يركز المعرض على كل مناشط الحياة في العاصمة المقدسة لكنه سيعطي اهتماما كبيرا للمنطقة المركزية والحرم باعتبار أنها أهم الأماكن في مكة المكرمة إضافة إلى بقية المشاعر المقدسة.

وكان الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أطلق في الخامس من يناير (كانون الثاني) الماضي المسابقة الإسلامية الأولى لتجميل مكة المكرمة، تمحورت فكرتها بحسب الدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة حول تصميم لوحات جداريات في 12 موقعا لتجميل مدينة مكة المكرمة، من خلال الاعتماد على تراث البيئة المكية من طبيعة المكان والعناصر المعمارية والمشغولات التقليدية، مرورا بالتراث الإسلامي والعلوم الإنسانية والتطبيقات التشكيلية الزخرفة البنائية والهندسية، وانتهاء بأعمال الخط العربي.

وقال الدكتور البار «نسعى من خلال المسابقة إلى تبادل الخبرات العلمية والدينية، والاهتمام بنشر الثقافة الفنية عبر أعمال تحكي الموروث الإسلامي لتؤكد جدارة مكة المكرمة كعاصمة للثقافة الإسلامية على مر العصور، لكون مكة المكرمة البلد الحرام، وشرفها الله سبحانه وتعالى ببيته العتيق وجعلها قبلة الإسلام والمسلمين يتجهون إليها في كل صلاة ويفدون إليها لأداء مناسكهم».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «نأمل أن تكون المسابقة هي الحدث السنوي الأبرز للفن التشكيلي إسلاميا، ونحن لا نستهدف جميع أنواع الفنون، بل نستهدف منها ما يناسب مدينة مكة المكرمة لأنها ذات طبيعة خاصة، لذلك ما يصلح لبعض المدن العالمية قد لا يصلح لمدينة مكة المكرمة».