أزمة «مصر النهارده» تنتقل إلى البرلمان

مطالبات بوقف «السباق المحموم» بين البرامج التلفزيونية

TT

على الرغم من اعتذار الإعلامي محمود سعد عن حلقة برنامجه «مصر النهاردة» التي استضاف فيها المستشار مرتضى منصور ولاعب الكرة السابق النائب أحمد شوبير فإن الجدل حولها انتقل إلى البرلمان المصري، حيث سيطرت أحداثها على جلسة مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) أمس.

يأتي ذلك بينما سلم الدكتور فاروق أبو زيد رئيس لجنة القيم تقريرا لوزير الإعلام أنس الفقي عن حلقة الأربعاء الماضي من برنامج «مصر النهارده»، وذلك بعد تكليف من الفقي للجنة بالتحقيق فيما تناولته الحلقة.

وفي مجلس الشورى طالب صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى بتغيير ميثاق الشرف الإعلامي لكي يتوافق مع واقع المجتمع المصري والإصلاحات الدستورية التي شهدتها مصر.

وأكد الشريف ضرورة أن تقوم لجنة إعلامية متخصصة بتغيير هذا الميثاق ليتواكب مع حرية الرأي والتعبير التي تشهدها مصر، وأن يتوقف هذا السباق المحموم بين البرامج التلفزيونية.

وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية فإن الشريف شدد على ضرورة وضع ضوابط تسري على إعلام الدولة والإعلام الخاص لأن الكل يخاطب المجتمع نفسه، ولا بد أن تحدد تلك اللجنة البرامج التي تقدم على المستوى المحلي أو على المستوى الخارجي.

جاء ذلك خلال عرض النواب شوقي السيد وأحمد الضبع وناجي الشهابي وشبل همام طلبات مناقشة الحلقة المثيرة للجدل.

وأحال الشريف هذا الموضوع إلى لجنة الثقافة والإعلام والسياحة لمناقشته في حضور وزير الإعلام أنس الفقي وإعداد تقرير عنه يعرض على المجلس لأهميته بالنسبة إلى الرأي العام. وقال إنه من الضروري أن يعرض الوزير وجهة نظره إزاء ما حدث، ووصف النائب المستقل الدكتور شوقي السيد ما حدث في هذا البرنامج بأنه «سقطة»، وقال إن بعض الآراء تقول إن ما يقدمه التلفزيون المصري هو محاولة مقصودة لتصدير القضايا التافهة على القضايا القومية، مؤكدا أن الأمر «تجاوز كل الحدود».

وطالب شوقي السيد بتدخل النائب العام بما له من صلاحيات لمنع كل ما يخدش الحياء في الإعلام المصري. وعلق نائب الحزب الوطني أحمد الضبع على الحلقة «الأزمة» قائلا: «لقد تم ذبح الأخلاق خلال هذه الحلقة».

وتساءل الضبع ساخرا: «هل هذه رسالة تلفزيون الدولة؟! وما الفائدة التي تعود على المواطن من إذاعة جلسة صلح لمدة ساعتين في أمر لا يتعلق بالصالح العام؟!».

وأضاف: «لا ينبغي على تلفزيون الدولة أن يضحي بمبدأ القيمة مقابل الربح أو السبق الإعلامي، بل يجب عليه أن يعلي مفهوم القيم والأخلاق».

وأعرب ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل عن اعتقاده أن ما حدث هو انحراف خطير في سياسة الإعلام.. وأكد أنه كان يجب على التلفزيون أن يتحدث عن الإنجازات التي تحدث في كل مكان على أرض مصر. وعقب صفوت الشريف على مناقشات النواب قائلا: «إننا نعيش عصر الفضاء والسماوات المفتوحة ولا يمكن الحجر على أي رأي أو مواكبة المتغيرات».. وأكد أنه مع ذلك فإنه يجب الحفاظ على قيم المجتمع التي لن تتغير والثوابت التي يجب أن تراعى سواء كان الإعلام إعلام دولة أو خاصا.

وأضاف أن وزير الإعلام جاد في الحساب ورافض لأي تجاوز في أي برنامج يقدم للمواطنين.

وتثير تصريحات الشريف تخوفات من عودة سيطرة الحكومة على الإعلام المصري في ظل تزايد القنوات الفضائية الخاصة التي باتت تمثل مصدر قلق لبعض أجنحة الحكم في مصر.

وقال رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعدة: «هناك محاولات حكومية مستمرة للسيطرة والرقابة على ما تقدمه الفضائيات، رافضا في الوقت نفسه عمل مواثيق شرف يغيب عنها القائمون على الإعلام أنفسهم والعاملون فيه».

وقال أبو سعدة لـ«الشرق الأوسط»: «أهم قيمة في مواثيق الشرف هي أن أصحاب المهنة هم الذين يضعونها»، رافضا أن تكون مفروضة على الإعلاميين من قبل أي جهاز في الدولة.