مهرجان الخليج السينمائي يسدل الستار على تفوق عراقي وتميز سعودي

الشيخ ماجد بن محمد بن راشد: المهرجان يتقدم عاما بعد عام

TT

سادت حالة من الرضا حفل توزيع جوائز مهرجان الخليج السينمائي في دبي بين المشاركين بالنسبة للأفلام المشاركة وأعدادها وحجم الحضور وأسلوب التنظيم على الرغم من أن حصة الأسد من الجوائز ذهبت للسينما العراقية صاحبة التاريخ العريق مقارنة بالسينما الخليجية الفتية. بينما كان لافتا حفاظ السينما السعودية على موقع متقدم بتحقيقها خمس جوائز؛ منها جائزة أفضل فيلم قصير، في حين كشف رئيس المهرجان لـ«الشرق الأوسط» عن تلقي المهرجان 500 فيلم خليجي عرض منها 112.

وتم تكريم الأعمال السينمائية المحلية والإقليمية المتميزة في فئات المسابقة للأفلام الإماراتية القصيرة والمسابقة الرسمية للأفلام، ومسابقة الطلبة، خلال حفل كبير، حضره الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم راعي المهرجان ورئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «كما تلاحظون، المهرجان يتقدم عاما بعد عام، ولاحظتم حجم ونوع الأفلام المشاركة؛ جميعها يعكس ذلك بوضوح».

وخلال الحفل اكتظت صالة الاحتفال بالجمهور والصحافيين، وكانت السينما العراقية على موعد مع 9 جوائز من أصل 13 وأهمها الجائزة الكبرى للمخرج العراقي شوكت أمين كوركي عن فيلم «ضربة البداية».

«المهرجان كان ناجحا، ولكننا قد نحتاج إلى وقت لتحقيق مكانة للفيلم الخليجي، وهذا يحتاج إلى وقت، لكننا نسير في هذا الاتجاه، لن نقول إن لدينا سينما في الخليج؛ سنقول إن هناك نشاطا سينمائيا ستتمخض عنه نتائج على الرغم من معوقات تعترض السينما الخليجية، كغياب دور العرض والإنتاج والموزعين» وهي صورة يرسمها عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان.

ويكشف جمعة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن مهرجان الخليج السينمائي تلقى ما يزيد على 500 فيلم من دول الخليج للمشاركة، عرض منها 112 فيلما، الأمر الذي يعكس حجم الاهتمام من قبل شباب الخليج ومبدعيه بهذا المهرجان، كما أن بعض الأفلام تحمل من الجودة ما يضعها على «الطريق الصحيح».

السينما السعودية كانت حاضرة بقوة في حفل توزيع الجوائز، من خلال الأفلام الروائية القصيرة التي تضمنت مسابقتها 38 فيلما، منحت الجائزتان الأولى والثانية لأعمال من السعودية، فانتزع عبد الله العياف الجائزة الأولى عن فيلمه «عايش». وذهبت الجائزة الثانية لعهد كامل عن فيلمها «القندرجي». أما الجائزة الثالثة فمنحت للعراقي جاسم محمد جاسم عن فيلمه التحريكي «ثم ماذا؟». وقال رئيس المهرجان: «السينما السعودية فاجأتنا منذ بداية المهرجان من خلال عدد الأفلام المشاركة ونوعيتها، وهناك شباب سعودي مهتم، وهذا الحدث يعطي فرصة لشباب الخليج عموما لعرض أعمالهم الطويلة والقصيرة والوثائقية. الشباب متحمسون ولجنة التحكيم والجمهور أيضا».

وقد حظي فيلم السعودي عبد الله العياف «عايش» الذي حاز جائزة أفضل فيلم قصير في المسابقة الرسمية (مدته 28 دقيقة) باهتمام وتفاعل واضحين أثناء عرضه. وهو يتناول قصة حارس في مستشفى في قسم الموتى يتعامل بشكل يومي مع الجثث، لكنه ينتقل ليوم واحد فقط لمهمة بسيطة ولمدة عشر دقائق للعمل في قسم المواليد فتنقلب حياته رأسا على عقب.

أما أول تعليق للعياف عندما تحدثت معه «الشرق الأوسط» فكان: «أتمنى أن لا يتوقف مهرجان الخليج السينمائي ويحافظ على مكانته، لأنه يشكل دعما حقيقيا للسينما الخليجية»، ويتابع: «السعوديون لم يأتوا فقط ليشاركوا.. أتوا ليثبتوا أنفسهم، فهم دخلوا هذا المجال برغبة ولن يتركوه بلا بصمة، وأعتقد أن المتابع للمشهد السينمائي الخليجي لا يستطيع أن يتجاهل التجربة السعودية، وعلى الرغم من حداثتها، فإنها استطاعت أن تثبت جدارتها، وأتمنى أن يستمر المهرجان بهذه الروعة وهو المكان الذي نستطيع أن نعرض فيه أفلامنا.. أنا شخصيا أصنع الفيلم وأنا أضع في ذهني أني سأعرضه في مهرجان الخليج السينمائي».

وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة التي ترأسها المخرج المغربي جيلالي فرحاتي إلى فيلم «دار الحي» للمخرج الإماراتي علي مصطفى الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «متفائل جدا، فكل مرة عندما يقترب موعد المهرجان نشعر بالاهتمام والدعم. وأنا شخصيا فخور بأن تحتضن دبي هذا المهرجان، وسعيد لفوز فيلمي بالجائزة».

وفي مجال الفيلم الوثائقي منحت الجائزة الأولى للمخرجة الهندية المقيمة في دبي صونيا كربلاني عن فيلمها «نسيج الإيمان» الذي يتناول صناعة الأزياء الإسلامية من قبل سيدات شابات يصممن الثياب في الإمارات.

وذهبت الجائزة الثانية لفيلم العراقي لؤي فاضل، «باستيل» الذي يصور رساما ينقل معاناة مهجرين يقيمون في خلاء مدمر. ومنحت الجائزة الثالثة للعراقي حميد حداد عن فيلمه «80 - 82». ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للمخرجة العراقية سحر الصواف المقيمة في الولايات المتحدة عن فيلم «أم عبد الله»، وحصل السعودي حسام الحلوة على جائزة أفضل سيناريو لفيلم قصير عن فيلم «عودة».

وفي فئة الفيلم القصير أيضا قررت لجنة التحكيم منح شهادات تقدير لكل من الإماراتيين الثلاثة علي الجابري عن فيلم «سولو»، وفاضل المهيري عن «حارس الليل»، وأحمد زين عن «غيمة شروق».

وجوه خليجية كثيرة شهدها الحفل الختامي للمهرجان، الذي يقام كل سنتين، وعلى الرغم من أنه من الظلم مقارنته بمهرجان دبي السينمائي، فإن كثيرين، في ما يبدو، يعتبرون أنه فرصة مثلى لهم لعرض إنتاجهم الإبداعي السينمائي ليحظى بفرصة للتقدير.

وشهد مهرجان الخليج السينمائي، تقديم 194 فيلما من 41 دولة، في عروض مفتوحة مجانا أمام جميع الجماهير، بلغ عددها 94 عرضا، منها مجموعات من الأفلام القصيرة والوثائقية، شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا على مدى ستة أيام. وقدم مهرجان الخليج السينمائي جوائز بلغت قيمتها الإجمالية 485 ألف درهم للفائزين في فئات المسابقة المختلفة. وكان باب المنافسة في المسابقة الرسمية مفتوحا في ثلاث فئات هي: الأفلام الروائية الطويلة، والأفلام القصيرة، والأفلام الوثائقية. في حين تنافس الطلبة على جوائز فئتي الأفلام القصيرة، والوثائقية. وتنافس في المسابقة الرسمية 54 فيلما للفوز بجوائز الفيلم الروائي الطويل (7 أفلام)، والوثائقي (9 أفلام) والقصير (38 فيلما)، في حين شهدت مسابقة أفلام الطلبة مشاركة 33 فيلما، من بينها 12 فيلما وثائقيا و21 فيلما قصيرا.

* الأفلام الروائية الطويلة: «ضربة البداية» للمخرج شوكت أمين كوركي يفوز بالجائزة الأولى «المحنة» للمخرج حيدر رشيد يفوز بالمركز الثاني.

* الأفلام الوثائقية: «نسيج الإيمان» (الإمارات، الهند) لصونيا كربلاني يفوز بالجائزة الأولى «باستيل» العراقي يفوز بالجائزة الثانية «80-82» العراقي أيضا يفوز بالجائزة الثالثة

* المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة: «عايش» الفيلم السعودي للمخرج عبد الله آل عياف يفوز بالمركز الأول «القندرجي» الفيلم السعودي لعهد كامل يحل ثانيا «ثم ماذا؟» العراقي لجاسم محمد يحل ثالثا.

* جائزة أفضل سيناريو: ذهبت إلى حسام الحلوة عن فيلم «عودة» (السعودية).

* جائزة لجنة التحكيم: ذهبت للمخرجة العراقية سحر الصواف المقيمة في الولايات المتحدة عن فيلم «أم عبد الله» حصل السعودي حسام الحلوة على جائزة أفضل سيناريو لفيلم قصير عن فيلم «عودة».