مكتبة الكونغرس الأميركي تؤرشف رسائل «تويتر» الإلكترونية

توثيق لوقائع يومية من حياة أشخاص عاديين تترى بين دقيقة وأخرى

TT

لا يفكر أي شخص في أن يتحول ما يكتبه ممثل شهير أو شخصية شعبية عن نفسه ووقائعه اليومية على موقع «تويتر» الإلكتروني، إلى جزء من التراث العالمي الذي تحتفظ به واحدة من أعظم المكتبات الكبرى في العالم.

وقد أعلنت مكتبة الكونغرس الأميركي، المؤسسة الشامخة، التي تحمي المعارف والتاريخ الثقافي على مدى 210 أعوام، أنها ستشرع في خزن الأعمال المحررة على موقع «تويتر»، الذي يستقبل رسائل المشتركين فيه بعدد محدود من الكلمات لا يزيد مجموع الأحرف والرموز فيها على 140 حرفا ورمزا. وقال مسؤولون في أرشيف المكتبة، إن الاتفاق الذي حصل بين المكتبة و«تويتر» هو خطوة جديدة لتعزيز احتضان المكتبة العالمية لتقنيات الإعلام الرقمي، فيما قال مسؤولو الموقع إنها «خطوة مثيرة لأن تصبح تسجيلات (تويتر) جزءا من التاريخ». وسوف تحتفظ المكتبة بكل أرشيف «تويتر» منذ مارس (آذار) 2006 وحتى الآن.

كما رحب بالخطوة أيضا الباحثون الأكاديميون الأميركيون، الذين أشاروا إلى أن التسجيلات التاريخية ظلت على مدى مئات السنين تنتقى من بين التسجيلات «النخبوية»، إذ إن الكتب، والمجلات، والصحف، لا تكتب إلا عن الشخصيات والمشاهير بشكل متكرر. ورغم وجود مئات الآلاف من «التابعين»، أي المعجبين الذين يتابعون ما يكتبه الكتاب أو الممثلون أو الشخصيات الأخرى التي يعجبون بها، فإن عددهم يظل يمثل نسبة ضئيلة من الملايين من المشتركين في «تويتر».

وقال فريد شابيرو، المحاضر في علوم المكتبات في كلية يال للقانون، إن هذه الخطوة هي «إضافة جديدة إلى السجلات التاريخية، فهي تحتوي على سجلات تاريخية لأشخاص عاديين تترى بين دقيقة وأخرى»، وفقا لما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز». وقال مات رايموند، مدير الاتصالات في مكتبة الكونغرس، إن المكتبة كانت قد اتصلت قبل عدة أشهر بالموقع الإلكتروني بهدف إدخال سجلات «تويتر» في الأرشيف الوطني. وأضاف أن «تويتر» يجسد «التأثيرات الحاسمة على الثقافة والتاريخ»، مثلما أنه يمثل أداة حيوية للتواصل السياسي مثلما حدث مع المنشقين في إيران والرئيس باراك أوباما عند إعلانه عن فوزه في انتخابات عام 2008.

وقال رايموند إن «أرشيف تويتر» سوف ينضم إلى مشروع «ويب كابشتر» وهو برنامج طموح أسسته المكتبة قبل عقد مضى من السنين، لحفظ الوثائق والأخبار الإلكترونية من الإنترنت، خصوصا تلك التي تتعلق بالأحداث الكبرى مثل الانتخابات الرئاسية وهجمات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية.

ويخزن هذا المشروع حاليا 167 تيرابايت من البيانات الإلكترونية، وهو أكثر مما يحتويه 21 مليون كتاب يوجد في حوزة المكتبة. وسوف تحتفظ المكتبة بكل أرشيف «تويتر» منذ مارس 2006 وحتى الآن، وفقا لصحيفة «الغارديان» البريطانية.

وحول ما إذا كان احتفاظ المكتبة بأرشيف «تويتر» قد يؤدي إلى اختراق خصوصية الأفراد، أجاب رايموند بأن الأرشيف سيكون متاحا لأغراض البحث فقط. وإضافة إلى ذلك فإن غالبية رسائل «تويتر» المؤرشفة ستكون من البيانات التي تنشر على مواقع الإنترنت الأخرى.

وقد تؤدي خطوة مكتبة الكونغرس للاحتفاظ بأرشيف «تويتر» إلى تغيير المشتركين به لنمط كتاباتهم، كما يقول بول سافو الباحث الزائر في جامعة ستانفورد المتخصص في تأثير التكنولوجيا على المجتمع، «لأن أي كلام منحرف سيمكن قراءته من قبل أجيال وأجيال قادمة من طلاب الجامعات».

وإن كان علينا الآن أن نفكر قبل أن نرسل خواطرنا إلى موقع «تويتر»، فإن علينا أن نحترس فعلا في المستقبل لأن هذه السجلات ستحتل مركزها في التاريخ!