السحب البركانية تهدد عالم الموسيقى بالشلل التام

فرق الأوبرا والأوركسترا تتنقل على الطرقات وفي الباصات والقوارب وتصل منهكة القوى

عازفو الآلات الموسيقية يعتمدون على الطائرات في تنقلاتهم، ففرق الأوبرا رفيق دائم للرحلات الجوية (نيويورك تايمز)
TT

أيها المسافرون حول العالم انتبهوا، فربما يكون عازف الكمان على المسرح هذا الأسبوع مشوشا نظرا إلى وجوده على الطريق لمدة 14 ساعة متواصلة. وربما يكون عازف البيانو هذا غير الذي توقعت أن تراه، أو تكون صالة الحفلات الموسيقية مغلقة بسبب الإلغاء.

أحدث التوقف في حركة الطيران بسبب مشكلة الرماد البركاني في أوروبا اضطرابا كبيرا لعالم الموسيقى. فأصحاب هذه المهنة من قائدي الفرق الموسيقية والمغنين وعازفي البيانو وعازفي الآلات الموسيقية الأخرى يعتمدون على الطائرات، ففرق الأوبرا رفيق دائم للرحلات الجوية، إضافة إلى أن منظمي الحفلات الموسيقية، وبخاصة في بلد كهذه، يضعون أولوية كبرى على المواهب الأجنبية.

لكن دور الأوبرا وصالات الموسيقى معتادة هي الأخرى على التغيرات خصوصا من قبل الأفراد، نظرا إلى إمكان مرض أو إصابة أي من الفنانين أو الموسيقيين، لذا لجأوا جميعهم إلى الهواتف يوم الجمعة.

وقد عانت صالة كارنيغي خسائر عاجلة، فعمل لويس أندرسن، أشهر مؤلف موسيقي هولندي والشخصية الأبرز في عالم الموسيقى الأوروبية كان يفترض إقامته في قاعة زانكل في كارنييغي هول ليلة السبت، لكن العازفين لم يتمكنوا من الوصول. فلم تتمكن فرقة بانغ أون أكان أول ستارز، التي كان من المفترض أن تقدم العرض الأول لعمل أندرسن الجديد «لايف» في أميركا، من الخروج من ألمانيا، بحسب ما ذكر مديرها كيني سافلسون.

وقال سافلسون: «إنهم يجلسون في فندق في فرانكفورت، ولا أحد يعلم حقا متى ستتم إعادة افتتاح المطارات. هم على الأقل في جو عالمي هناك، وربما يكون هذا أمرا إيجابيا بالنسبة إلى عطلة الأسبوعية».

أندرسن مؤلف موسيقي، وسيقيم الكثير من الحفلات هذا الموسم في كارنيغي. وسيكون المحور الرئيسي لـ9 حفلات تقيمها الدار. وقالت الصالة الموسيقية إن الأفراد بمقدورهم استبدال أحد الفعاليات الأخرى التي سيقيمها أندرسن بتذاكرهم للحفل الملغى.

أثر الدمار الذي خلفه البركان على المشاهير والمغمورين على السواء، فعازف البيانو الفنلندي الشاب جو بونين، الذي كان من المتوقع أن يغادر هلسنكي كي يعزف في فانكوفر في كولومبيا البريطانية، لم يتمكن من مغادرة فنلندا. وكذلك لم يتمكن عازف البيانو الأشهر ليف أوفي أندسنز، الذي تعاقد لعزف الكونشيرتو الرابعة للموسيقار رحمانوف مع أوركسترا برشلونة السيمفونية يومي السبت والأحد، من مغادرة النرويج، بحسب ليز سام، مديرة فان والسوم ماندغمنت في لندن.

وقالت سام إن شركتها كانت قادرة على إرسال واحد من عملائها كبديل لأندسنز هو نيكولاي ديميدنكو لعزف هذه الكونشيرتو. وقد تمكن ديميدنكو من شراء تذكرة باهظة الثمن على متن طائرة شركة يوروستار، لكنه اضطر إلى الوقوف من لندن إلى باريس، والقيادة 10 ساعات إلى برشلونة. وقالت: «نحن سعداء جدا بنجاح في الذهاب».

وعلى ضوء كلفة إلغاء إحدى حفلات الموسيقى، وبما في ذلك مبيعات التذاكر ورسوم استئجار الأماكن المفقودة، نجد أن الكثير من منظمي حفلات الموسيقى مستعدين لقضاء وقت إضافي من أجل العثور على بدلاء أو الدفع تغيير المواعيد. وتقول سام: «يجب أن تتضافر الجهود بصورة أو بأخرى من أجل المحافظة على استمرار الحفلات».

وتقول سام إنها سمعت عن عازف الكمان دانيال هوب، الذي كان في إسطنبول وكان من المفترض أن يكون في شتوتغارت من أجل حفل يوم الاثنين مع الأوركسترا السيمفونية في إذاعة شتوتغارت، تحت إدارة روغر نوريغتون. وبعد إغلاق معظم المطارات الألمانية يوم الجمعة، وجد هوب طائرة خاصة تقله إلى العاصمة الكرواتية زغرب، ولكن لم يتضح حتى الآن ماذا سوف يفعل بعد ذلك، حسب ما تقوله سام.

وكان من المقرر أن تطير مغنية الجاز دي دي بردجوتر مع فرقتها الموسيقية يوم الخميس من شتوتغارت إلى لندن لحضور حفل في مركز «باربيكان». ولكن، استأجروا حافلة، انطلقت في الواحدة من صباح يوم الجمعة، واستقلوا مركبا إلى إنجلترا ووصلوا في قبل ساعات من بدء حفلها، حسبما قال ألكس ويب، وهو متحدث باسم «باربيكان».

وعلقت أوركسترا «دريسدن»، ومعها القائد رافائيل فروبيك دو بوغوس، داخل إسبانيا، ومن غير الواضح ما إذا كانوا سينظمون حفلا من المقرر إقامته ليلة السبت داخل فوبرتال الألمانية، وذلك وفق ما أعلنت شركة فروبيك «كولومبيا أرتيستس».

وشهدت دور الأوبرا الأوروبية الكبرى، ومن بينهما «لا سكالا» و«أوبرا باريس» و«رويال أوبرا» داخل لندن و«أوبرا فينيا»، القليل من الاضطرابات. وعانت «أوبرا متروبوليتان» داخل نيويورك مشكلة وحيدة، فقد كانت صوفي فون أوتر داخل ستوكهولم، ولم يمكنها الوصول في الموعد المحدد للمشاركة في أوبرا «لولا» التي كان من المقرر أن تغني فيها الكونتيسة جيشويتز. وقال متحدث باسم بيتر كلارك إن أوبرا «متروبوليتان» تعامل مع المشكلة عن طريق أداء فصول يوم الجمعة لا تظهر فيها.

وقد أدى البركان الذي ثار داخل أيسلندا إلى حدوث اضطرابات داخل عالم البوب، حيث إن 130 مشاركا في مهرجان كوتشيلا فالي للفنون والموسيقى داخل مدينة إنديو في ولاية كاليفورنيا عالقين داخل مطارات أوروبية.

وقد بدأ مهرجان كوتشيلا، الذي يبلغ معدل الحضور اليومي فيه نحو 75 ألفا، يوم الجمعة ويستمر حتى اليوم الأحد. ويقول منظمو المهرجان إن الفرق البارزة وصلت إلى البلاد بأمان، ومن بينها «جاي زد» و«بافمنت» و«بابلك إميدج ليميتد» و«غورزلاز» و«فيث نو مور».

وفي يوم الجمعة، ألغت 3 فرق رسميا حفلاتها وهي «كريبس» و«فريتند رابيت» و«باد ليوتنانت». ويسعى كثير من الفرق الأخرى إلى الوصول إلى المهرجان بحلول الأحد، ومن بينهم «دلفيك» والمغني غاري نومان.

* خدمة «خدمة نيويورك تايمز»