محطات العلاقة بين السعودية والبحرين في صور

في معرض أقيم في المنامة بمناسبة زيارة الملك عبد الله

الملك عبد الله في زيارة سابقة للبحرين عندما كان وليا للعهد («الشرق الأوسط»)
TT

تزامنا مع الزيارة الأولى لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لمملكة البحرين، منذ تسلمه مقاليد الحكم عام 2005، التي بدأت أول من أمس، افتتح في العاصمة البحرينية المنامة معرض الصور التاريخية، يتناول العلاقات الوطيدة التي تربط بين البحرين والسعودية، كما يشتمل المعرض على صور تمثل محطات تاريخية للعلاقات التي مرّت بها الدولتان الخليجيتان، بالإضافة للزيارات واللقاءات المتبادلة بين زعماء البلدين التي تعكس حميمية العلاقة بين العائلتين الحاكمتين، وخصوصية العلاقة بين شعبي البلدين.

وقد افتتح المعرض الشيخ حمود بن عبد الله آل خليفة محافظ محافظة العاصمة، ويقام المعرض بمجمع السيف التجاري ويستمر لمدة أسبوع.

وتبرز الصور العلاقة القديمة بين الدولتين، وهي علاقة ضاربة في أعماق التاريخ، وفي جانبها الحديث، تعود العلاقات الرسمية بين السعودية والبحرين إلى الدولة السعودية الأولى (1745 - 1818)، كما توطدت العلاقة في الدولة السعودية الثانية (1840 - 1891) حينما زار الأمير سعود بن فيصل بن تركي البحرين في 1870، وتوالت الزيارات بين حكام البلدين حيث قام الأمير عبد الله بن فيصل بزيارة البحرين في 26 أغسطس (آب) 1887.

وكانت أول زيارة قام بها الإمام عبد الرحمن بن فيصل والد الملك عبد العزيز للبحرين عام 1876، فيما كانت أول زيارة يقوم بها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود إلى البحرين عندما كان في العاشرة من عمره مع والده الإمام عبد الرحمن وذلك عام 1891.

بعد 39 عاما من زيارة الملك عبد العزيز الأولى للبحرين ولقائه الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، زار الملك المؤسس الجزيرة الخليجية عام 1930، بعد أن تلقى دعوة للاجتماع مع الملك فيصل الأول ملك العراق، واستقل الملك عبد العزيز من ميناء رأس تنورة، على الخليج العربي سفينة تابعة لشركة الاتصالات السلكية (باتريك ستيورات). وعقد الاجتماع في 27 فبراير (شباط) 1930، غادر بعدها الملك عبد العزيز إلى الأحساء مرورا بالبحرين حيث زار الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين.

خلال تلك الزيارة، احتشد أهالي البحرين لاستقبال الملك عبد العزيز أثناء وصوله عبر الباخرة في الميناء يتقدمهم الشيخ حمد بن عيسى. وشارك في استقباله بالإضافة لأبناء الشيخ عيسى بن علي، نحو خمسة آلاف من أهالي البحرين. وكانت زيارة قصيرة غادر بعدها الملك عبد العزيز البحرين بعد أن وجه دعوة للشيخ حمد بن عيسى لأداء مناسك الحج وزيارته في المملكة. ولبى الشيخ حمد دعوة الملك عبد العزيز فحج سنة 1938 وذلك عن طريق البحر.

وفي 15 ديسمبر (كانون الأول) 1937 وصل حاكم البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة إلى بر الظهران في مركب لاستقبال ولي العهد السعودي الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود الذي يزور المنطقة الشرقية، وفي عام 1939 زار الملك عبد العزيز مدينة الظهران ليتفقد أعمال الحفر والتنقيب عن البترول في تلك المنطقة من بلاده، وهناك التقاه حاكم البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.

وزار الملك عبد العزيز البحرين للمرة الثالثة عام 1939 ورافقه خلالها كل من الأمير سعود والأمير فيصل وأفراد من الأسرة السعودية ودامت الزيارة سبعة أيام، وغادرها في السابع من مايو (أيار). وخلال هذه الزيارة قدم الشيخ حمد للملك عبد العزيز «سيف» الإمام تركي بن عبد الله آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية والمتوفى سنة 1834 ويسمى هذا السيف «بالسيف الأجرب»، لكن الملك عبد العزيز ردّ بالقول: «هذه ذكرى منا عندكم فأبقوه لديكم»، وقد سبق لهذا السيف أن أهداه الأمير سعود بن فيصل بن تركي آل سعود للشيخ عيسى بن علي آل خليفة عندما زار البحرين عام 1871.

بيد أن الصور الفوتوغرافية في المعرض البحريني لا تعود فقط للتاريخ، فالكثير من هذه الصور يؤرخ لمرحلة حديثة في العلاقة بين البلدين، أهمها تدشين جسر الملك فهد عام 1986 الذي يربط البلدين بجسر بري، وهو الجسر الذي أسهم في تعزيز التواصل وتوطيد أواصر الأخوة بين الشعبين، ومثل الجسر القناة البرية الوحيدة للبحرين للتواصل مع العالم، ورفع من وتيرة التعاون الاقتصادي والاتصال الاجتماعي بين الشعبين.