هل تستطيع مسلسلات الإنترنت منافسة التلفزيون؟

مع توزيع جوائز أفضل الأعمال المعدة للشبكة العنكبوتية

الفتاة رقم 9 مسلسل ايزي تو سمبل من المسلسلات التي لاقت نجاحا على الانترنت
TT

أعلنت الأكاديمية الدولية لتلفزيون الإنترنت الأسبوع الماضي أسماء الفائزين بجوائز ستريمي لأفضل العروض الدرامية على الإنترنت في الحفل الذي أقيم في لوس أنجليس، حيث تنافس ما يقرب من 200 عرض في 35 فئة، التي تبارت فيما يشبه الأوسكار. لكن الملاحظ أن مسلسلات الإنترنت النمطية مثل لينزكرافترز يمكن مشاهدتها من البداية إلى النهاية خلال ساعة.

هل أصحاب هذه الصناعة الوليدة مبالغون في طموحهم؟ ربما، لكن في النهاية لن يتمكن من تحقيق الربح في هذه الصناعة الكبيرة سوى المنتجين الكبار. ضمت جوائز ستريمي واحدا من الأجزاء المرعبة التي يطلب فيها من المارين تسمية مسلسلهم المفضل على الإنترنت والذين رد غالبيتهم بنظرة دهشة كبيرة.

وتتوافر لدى الراغبين في البحث عن عروض جيدة على تلفزيون الإنترنت لديهم كثير من المواد التي يمكن مشاهدتها فلك أن تجرب مسلسل «إيزي تو أسمبل» الذي تقوم ببطولته إيلينا دوغلاس وجاستين باتمان اللتان تلعبان دور ممثلتين تعملان بدوام جزئي واللتين تقرران ترك هوليوود من أجل الحصول على وظيفة في إيكيا. أو مسلسل «ويب ثيرابي» الذي تلعب فيه ليزا كودرو دور طبيبة نفسية تقدم خدماتها على الإنترنت. وفي مسلسل «بيتوين تو فيرنز وذ زاك غاليفياناكيس» يتحدث ممثل شارك في فيلم «هانغ أوفر» عن مقابلات المشاهير المضنية.

وتقول ليز شانون ميلر، الناقدة في موقع «نيو تي في دوت كوم» التي تغطي أخبار صناعة تلفزيون الإنترنت والتي شاركت في تقديم حفل الجوائز: «منذ انطلاق جوائز ستريمي العام الماضي والأفراد يستثمرون الوقت والطاقات اللازمة للمنافسة مع اللاعبين الكبار من الشركات الكبرى التي يوجد لديها أقسام خاصة بإنتاج هذه النوعية من المسلسلات مثل (سوني) و(وارنر بروس) وشبكة (إن بي سي)».

ويتخصص جورج رويز مدير الإعلام الجديد في وكالة المواهب «إنترناشيونال كرييتف ماندجمنت» في العملاء الذين تعرض أعمالهم على الإنترنت فقط مثل فيليشيا داي - سندريلا شبكة الإنترنت ومؤلفة مسلسل «ذي غيلد» التي تتحمل شركة «مايكروسوفت» تكلفة إنتاجه والممثل كيفن بولاك الذي انتقل إلى العمل في برامج الإنترنت وتقديم برنامج «كيفن بولاكز تشات شو».

على الرغم من استخدام الممثلين غير المعروفين مسلسلات الإنترنت في بداياتها سعيا رواء الشهرة فإن عددا من مشاهير الممثلين لجأوا إلى الإنترنت كساحات لتجاربهم الإبداعية.

تقول داي: «فيديو الإنترنت الآن هو مهرجان صندانس (مهرجان لمنتجي الأفلام المستقلين) الجديد فيمكنك أن تروي قصص قد لا تباع بالضرورة بصورة مباشرة فمن الصعب تخيل ملاقاة مسلسل إنترنت غبي النجاح على شاشة التلفزيون.

ويقول بولاك الذي عرض مسلسلا كوميديا على شاشة الإنترنت حول مصاص دماء غبي يحاول أن يجد عملا في ثقافة مهووسة بفيلم «تويلايت»: «في العروض التلفزيونية التقليدية تأخر زمني بين المحتوى الذي تعتقده والوقت الذي يمكن أن يتوفر فيه هذا المحتوى. لكن مسلسلات الإنترنت يمكن أن تعرض في الحال دون الحاجة إلى اختبار فمشاهدو الإنترنت هم من سيميزون بين الغث والثمين».

كثير من هذه المسلسلات سيئ - سيئ للغاية - لكن البعض منها ملائم للتلفزيون العادي أيضا مثل «كوغار تاون». والملاحظة الأكثر أهمية هنا ربما تتمثل في محاولة هذه الصناعة الوليدة البحث عن هوية. فالحالة الحاضرة لتلفزيون الإنترنت في الوقت الحالي تذكر بولاك بالأيام الأولى لشركة التلفزيون الكابل «إتش بي أو» حيث كانت نصف برامجهم عبارة عن بعض اللقطات الغريبة لثلاث من النساء يقمن بأداء تمرينات رياضية. ليليها فيما بعد مسلسل «سيكس فيت أندر» ثم «سيكس آند ذي سيتي» و«سوبرانوز». ولم يتضح بعد ما سيشاهده مشاهدو المستقبل مع ضخامة حجم الأعمال المعروضة. فتقول بولاك: «ما من شك في أن مستقبل التوقعات بشأن هذه الأعمال ضخم للغاية هنا».

وتقول باتمان الممثلة السابقة في مسلسل «فاميلي تايز» التي أدلت بشهادتها أخيرا أمام الكونغرس دعما لحيادية شبكة الإنترنت والامتناع عن وضع لوائح وقيود على الإنترنت: «أعتقد أن هذا هو أفضل أوقات الترفيه منذ تطور صناعة الأفلام. فلا تجعلوا الإنترنت مكانا تلقون فيه أسوأ أعمالكم، بل اجعلوه مكانا تعرضون الأفضل منها».

* خدمة واشنطن بوست خاص بالـ«الشرق الأوسط»