«الجمارك الخضراء» تكافح الجرائم البيئية

ورشة إقليمية في بيروت بدعم عالمي

TT

استضاف معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي في بيروت أخيرا ورشة عمل إقليمية بعنوان «الجمارك الخضراء»، تنظمها منظمة الجمارك العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بدعم من جمارك اليابان، وبمشاركة مسؤولين جمركيين من عشر دول عربية. وهدفها تنمية المعارف والمهارات ضمن المراكز الجمركية الحدودية وزيادة إسهامها وفعاليتها في حماية البيئة.

ولاحظت مديرة المعهد لمياء البساط أن «القضايا البيئية تندرج ضمن أولويات السياسات الحكومية في كل دول العالم، وخصوصا بعد انتشار التدهور البيئي وتزايد سوء استخدام الموارد الطبيعية وتجارة المواد والنفايات الخطرة». مشيرة إلى أن «التوازن بين المحافظة على النظم البيئية وإنتاجيتها من جهة، والأنشطة الاقتصادية التنموية من جهة أخرى، هو السبيل الوحيد لضمان إتاحة الموارد الطبيعية لاستخدام الأجيال المقبلة. وضمن هذا الإطار تأتي أهمية التدريب والتوعية أداتين رئيسيتين وفاعلتين في مساندة المولجين بإنفاذ القوانين وخصوصا الجمارك، للتصدي للجرائم البيئية».

وأملت في «شراكات لتبادل المعلومات والخبرات وأفضل الممارسات من أجل مكافحة الاتجار غير المشروع وتحسين الإدارة البيئية، وفي إيجاد أدوات مشتركة لإدارة البيانات وللتعاون من خلال توسيع الشبكات القائمة لإنفاذ القوانين الخاصة بالمواد المستنفدة للأوزون وإدماج الرقابة على عمليات النقل عبر الحدود للمواد الكيميائية المشمولة ببروتوكول مونتريال واتفاقيات روتردام واستوكهلم وبازل وغيرها من أطر التعاون التي تساعد الجمارك اللبنانية على حماية شعبها وبلدها والمشاركة الفاعلة في الجهود العالمية لصون وحماية البيئة».

وشرح الخبير في منظمة الجمارك العالمية هوي فو، دور المنظمة في مكافحة الجرائم البيئية الحدودية، وشدد على أهمية التنسيق بين الدول في هذا المجال، مشيرا على سبيل المثال إلى أن 65 إدارة جمركية في العالم نفذت العام الماضي عملية مشتركة لمكافحة أعمال النقل غير الشرعي للنفايات الخطرة بين أوروبا وأفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادي، مما أدى إلى ضبط أكثر من 45 ألف طن من هذه النفايات.

وأبرز هوي فو أهمية التدريب والتوعية في هذا المجال، مشيرا إلى أن الورشة تندرج في هذا الإطار، «وهي الأولى للأمانة العامة لمنظمة الجمارك العلمية في المنطقة العربية». وأبرز رئيس مصلحة الديوان في المجلس الأعلى للجمارك اللبنانية حنا فارس دور الجمارك في كل الدول في حماية الأمن الاجتماعي. وقال إن «الأخطار المجتمعية تفاقمت، والرصاصة، قد لا تصيب مواطنا، لكن المخدرات تقضي على الأفراد والعائلات دون هوادة، وتهدد مجتمعا بكامله، كذلك الأطعمة الفاسدة، والدواء المغشوش، ناهيك بالمواد السامة والنفايات المشعة، وكلها تفوق في أضرارها وإيذائها المدافع والراجمات».

ودعا إلى «التكاتف والتواصل والتنسيق التام، من أجل غد أفضل، ومستقبل محميّ، ومجتمع نظيف، مطمْئن لأبنائه، من أي عرق كان أو جنسية كانت».

ويشارك في أعمال الورشة، إضافة إلى هوي فو، الخبراء إيزرا كلارك من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وستيفان ناش من الأمانة العامة لـ«سايتس» (CITES) ومحمد جواد (من الإنتربول)، وهاني مبشر (مدير المركز الإقليمي لاتفاقية بازل في مصر)، وعماد نحال الخبير الإقليمي حول اتفاقية روتردام، وعبد الله جواد الوداعي المنسق الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.