«مهرجانات بيت الدين» تحتفل بيوبيلها الفضي وبتوأمة مع «مهرجان الأردن»

«زورو» و«زياد الرحباني» إلى جانب «سيرك خفي»

رئيسة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط مع وزير السياحة فادي عبود خلال المؤتمر الصحافي أمس (ا.ف.ب)
TT

برنامج منوع وعلى مستوى رفيع هذه السنة، تعد به «مهرجانات بيت الدين» روادها، محتفية بيوبيلها الفضي، بمناسبة مرور 25 عاما على انطلاقتها. وفي مؤتمر صحافي عقدته رئيسة المهرجانات، نورا جنبلاط عقيلة الزعيم وليد جنبلاط، ظهر أمس، بحضور وزير السياحة فادي عبود، ومدير الكونسرفتوار الوطني اللبناني وليد غلمية والفنانة هبة قواص، في الصالة الزجاجية لوزارة السياحة اللبنانية، تحدثت جنبلاط عن الجهود التي بذلت لجعل الاحتفالات اليوبيلية لائقة بسمعة المهرجان. أما المفاجأة التي أرادت جنبلاط أن تخص بها الصحافة اللبنانية فهي التوأمة التي تمت بين «مهرجان بيت الدين» و«مهرجان الأردن»، وهو ما سيترجم تعاونا وتبادلا، وفرقا مشتركة تنتقل بين البلدين، وتحيي المهرجانين من خلال اتفاق واحد.

وبرنامج بيت الدين يفتتح في العاشر من يوليو (تموز) بحفل للأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة وليد غلمية، ترافقه غناء الديفا هبة قواص، في أغنيات ومعزوفات خاصة وضعت خصيصا للمناسبة. ويستمر المهرجان حتى السادس من أغسطس (آب) ليختتم بحفل للمغني الإيراني المعروف محمد رظا شجاريان ترافقه الأوركسترا الخاصة به. ويجمع المهرجان هذه السنة بين الرقص والموسيقى والاستعراض والسيرك، أما الفنانون المشاركون فآتون من بلدان مختلفة.

وكانت الصحف الأردنية قد عبرت عن غضب بسبب ما اعتبرته اتفاقات غير معلنة بين «مهرجانات بيت الدين» و«مهرجان الأردن». وكتبت إحدى الصحف الأردنية منتقدة الإعلان عن التوأمة في بيروت: «لا يغفر لإدارة مهرجان الأردن الجديدة تجاهلها التام للإعلام الأردني، حيث سيتم الإعلان عن التوأمة مع تغييب كامل وشامل للإعلام الأردني، وكأن مهرجان الأردن لا يخصنا، بل يخص غيرنا، تماشيا مع المثل الشعبي (العرس عنا والزفة عند الجيران)، حيث كان من الأجدى عقد مؤتمر صحافي لتبيان تصورات المهرجان أو على الأقل إشراك الإعلام الأردني بما هو ذاهب إليه المهرجان، لا أن نقف كمتلقين ومكتوفي الأيدي أمام أمر صار واقعا».

وجدير بالذكر أن مديرة مهرجان الأردن سهى بواب كما رئيس لجنة المهرجان عصام سلفيتي حضرا المؤتمر الصحافي أمس في بيروت. وردا على سؤال حول عدم الإعلان في الأردن عن التوأمة وما أثاره هذا من غضب، فقال عصام سلفيتي: «كان الترتيب في الأساس أن يعلن عن الخبر في لبنان، لكننا سنعقد مؤتمرا صحافيا في عمان لنعلن عن التوأمة وبرنامج مهرجان الأردن، ونطلع الأردنيين على التفاصيل كافة، وسيعرف الأردنيون أن 4 حفلات على الأقل ستكون مشتركة مع بيت الدين». وهذه الحفلات هي تلك التي ستفتتح بيت الدين، أي التي تحييها هبة قواص، إضافة إلى حفل فرقة «بنك مارتيني» بأعضائها الاثني عشر، التي تغني في بيت الدين يوم 12 من يوليو. أما الحفل المشترك الثالث بين المهرجانين فهو الذي يحييه الفنان المغربي عبدو شريف مستعيدا عبد الحليم حافظ، ويقام هذا الحفل في لبنان يوم 10 من يوليو، بينما الحفل الرابع هو الذي سيتم من خلاله الاحتفاء بالعبقري شوبان في مئويته الثانية التي يحتفل بها العالم. ويتم هذا الاحتفال في بيت الدين يوم 31 من يوليو، أما مواعيد الحفلات الأربع في الأردن فيعلن عنها في عمان لاحقا.

ومهرجان الأردن الذي أثار كثيرا من الغبار والنقد حوله انتقلت إدارته من القطاع العام إلى القطاع الخاص هذه السنة، حيث باتت تديره لجنة من المتطوعين بينهم مثقفون ورجال أعمال.

وقالت نورا جنبلاط لـ«الشرق الوسط»: «إن التوأمة مع مهرجان الأردن جاءت نتيجة وجود أصدقاء مشتركين، وهذا أمر جيد لأنه يفسح المجال لتبادل الخبرات، وتأسيس مرحلة جديدة، مفتوحة الآفاق». وتضيف جنبلاط: «هذه التوأمة ستسمح لنا بعمل تنمية سياحية مستدامة، كما ستساعد في خفض تكاليف الفنانين، وأسعار تذاكر السفر، وهو ما سيعود على المهرجانين بمردود أفضل». وتعتبر جنبلاط أن ما نشر عن لبنان كوجهة سياحية أولى في «نيويورك تايمز» و«الجارديان» خلال الصيف الماضي، سنرى نتائجه هذه السنة، بارتفاع عدد المصطافين.

ومن أبرز حفلات بيت الدين لهذا العام هي تلك التي ستحلق فيها موسيقى الجاز مع زياد الرحباني في سهرة عامرة يوم 17 يوليو. ولافت على البرنامج أيضا موزيكال «زورو» الذي يشارك فيه سبعون فنانا ويعتمد بشكل أساسي على عزف موسيقى حية لأوركسترا تصاحب الاستعراض، ورقص الفلامنكو. ويحتفي مهرجان بيت الدين بشكل خاص بفنانة الجاز ديانا كارل التي ما زالت على لائحة هذا المهرجان منذ 15 عاما إلى أن تمكن المنظمون من الاتفاق معها، حيث سيقام حفلها يوم 2 من أغسطس. ولمحبي الباليه ستؤدي فرقة «برولجوكاج» «الثلج الأبيض» مساءي 21 و22 من يوليو. وينتظر أن تلقى حفلات «سيرك أنفزيبل» إقبالا كبيرا، وهي التي تجوب العالم لتخلب الصغار والكبار، وستمتد حفلات السيرك على مدى أربعة ليال من 26 إلى 29 من يوليو. وكان وزير السياحة فادي عبود قد تحدث في المؤتمر الصحافي معبرا عن تفاؤله بصيف سياحي ناجح، خصوصا أن عدد السياح ارتفع عام 2010 بشكل واضح عن العام الذي سبقه، فقد زاد عدد السياح في شهر مارس لهذا العام ما نسبته 28% عن العام الفائت.