شوكولاته الكراميل المملح تشتهر بفضل أوباما

قدمها له أحد أنصاره خلال الانتخابات وأصبحت الشوكولاته الرسمية للبيت الأبيض

أوباما يتذوق قطعة من الشوكولاته خلال زيارته لأحد المصانع في بنسلفانيا (أ.ب)
TT

عندما اكتشفت شركة «فرانز تشوكولاتيس أوف سياتل» بمدينة سياتل الأميركية أن الرئيس باراك أوباما يعشق أحد الأصناف التي تنتجها كانت فرحة مسؤولي الشركة لا تصدق، فبين عشية وضحاها حصلت على دعاية مجانية ضمنها ارتباط اسم رئيس الولايات المتحدة بأحد منتجاتها. وتبعا لتلك الدعاية ارتفعت مبيعات الشركة بشكل عال، وازداد الطلب على نوع الشوكولاته المفضل لدى أوباما والمعروف باسم «سموكد سالت كراميل» (نكهة الكراميل المملح المدخن) لدرجة دعت الشركة إلى وقف التصنيع في بقية خطوطها الأخرى لتوفير الكميات المطلوبة من قطع الشوكولاته بالكراميل. أما الشوكولاته فهي بالتأكيد غير تقليدية، فهي تمزج بين الشوكولاته والكراميل مغطاة بطبقة من الملح الخشن الذي تستورده الشركة من مصنع من جنوب ويلز ببريطانيا.

وامتد تأثير تفضيل أوباما لهذا النوع من الشوكولاته إلى أبعد من الشركة المصنعة، إذ شهد مصنع الملح ارتفاعا واضحا في أرباح المصنع، وهو ما أدى بالتالي إلى تعزيز صادرات بريطانيا من المواد الغذائية للعام الخامس على التوالي.

وتعود قصة الشوكولاته المملحة مع أوباما، والمفضلة لديه على مدار أربع سنوات، بعدما قدم إليه أحد أعضاء الفريق المعاون له، وهو من سياتل، في حملته الانتخابية صندوقا منها كهدية. والآن، يجري توزيع حلوى الكراميل تلك على زائري البيت الأبيض.

ويعكس عشق الرئيس للكراميل المدخن المملح واحدة من قصص النجاح التجاري في بريطانيا. ورغم أن الزيادة التي شهدتها المبيعات لم تتجاوز 4.4% فقط حسبما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإنها أسهمت في رفع الروح المعنوية بين الشركات العاملة في صناعة الغذاء لحدوثها في عام عسير اتسم بتراجع اقتصادي، وعانت قطاعات التصنيع الأخرى انحسارا في مبيعاتها الخارجية بنسبة 11.8%.

اللافت للانتباه أن «ملح أوك المدخن»، الذي تنتجه شركة «انغليزي سي سولت» ويستخرج من مياه البحر المحيطة بجزيرة نورث ويلز، ثم يجري تدخينه في ولش أوك، يوفر المذاق اللطيف اللازم للكراميل.

خلال 12 عاما فقط، نجح ديفيد لي ويلسون، مدير الشركة، في زيادة مبيعات الشركة إلى الخارج من الملح بنسبة 45% تقريبا، تضمنت ارتفاعا مفاجئا في المبيعات الموجهة إلى الولايات المتحدة.

وذكرت «الغارديان» أن طلبات شراء الأنماط المتنوعة من ملح أوك المدخن قد ارتفعت على نحو متوافق مع ارتفاع مبيعات الكراميل المدخن المملح بنسبة 35% بعد تنصيب الرئيس أوباما.

من جانبها، قالت أندرينا بيغيلو، ابنة صاحب مصنع الشوكولاته، فران «أجرينا تجارب على الكراميل المصنوع بالحليب والشوكولاته منذ بضع سنوات، لكن واجهنا صعوبة في الوصول إلى المذاق المناسب».

وأضافت «أرادت أمي إضافة ملح إلى الكراميل، لكنها لم تشأ أن يكون قويا للغاية. الملاحظ أن الملح المدخن من (أنغليزي) مدخن بصورة طفيفة للغاية ولا يمنحك سوى نفحة بسيطة من التدخين، وبالتالي يكمل النكهات الأخرى في الشوكولاته».

ولا تعد تلك أول حالة يرتبط خلالها نجاح تجاري بالرئيس أوباما، فعلى سبيل المثال، شهد متجر بمنطقة ديز موينز زيادة هائلة في مبيعاته من الكعك المحلى خلال الانتخابات، بعدما أبدت ابنتا أوباما إعجابهما بمذاق الكعك الذي ينتجه.

وربما تعد الكعكة المحلاة بالشوكولاته من «بيبي بومرز كافيه» في ديز موينز بولاية أيوا أشهر كعكة محلاة على مستوى الولايات المتحدة، ويرجع ذلك إلى أن ابنتي الرئيس، ماليا (10 سنوات) وساشا (7 سنوات)، أبدتا إعجابهما بالكعكة لدى زيارتهما لمقر رئاسة الحملة الانتخابية لوالدهما بديز موينز في أيوا منذ 3 أعوام.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أن رودني ماكسفيلد، أحد ملاك «بيبي بومرز كافيه» قال في حديث لشبكة «فوكس نيوز»: «قبل الانتخابات، أخبرت الفتاتان باراك بأنهما ترغبان في تناول كعك محلى من متجرنا لأنه أعجبهما. وبصورة ما، وصل الخبر إلى الصحافة. وبصورة ما انتقل إلى (أسوشييتد برس). وانتشر الخبر على الصعيد الوطني، ثم العالمي. والآن، نبيع الكثير من الكعك المحلى».

وقد أسهم ذلك في ارتفاع مبيعات المتجر الصغير بدرجة دفعته لإعادة التفكير في نشاطه التجاري برمته.

وقد عاين ماكسفيلد وشريكه التجاري توم ماغناني ارتفاع المبيعات على نحو هائل، واضطرا إلى فصل نشاط إنتاج الكعك المحلى عن باقي المتجر كي يتمكنا من الوفاء بالطلبات المتدفقة على المتجر وعبر موقعه الإلكتروني على شبكة الإنترنت.

وانتقل المتجر من بيع أقل من 300 كعكة محلاة أسبوعيا - وفي بعض الأحيان كان يتبرع بالكعك المتبقي مساء الجمعة - إلى بيع آلاف القطع يوميا.

وأضاف ماكسفيلد «لقد أصبحنا مشهورين بإنتاج الكعك المحلى الآن، ويرغب الجميع في القدوم إلينا. لدينا منفذ بيع يلقى إقبالا شديدا في أيوا ويرغب الجميع في التقاط صور برفقتنا وأن نهديهم توقيعات تذكارية لنا وصورا للكعك الذي ننتجه وصورا لنا مع الكعك».

وقصص مثل الشوكولاته أو الكعك المفضل لدى أسرة أوباما المفضلة هي ضمن قصص كثيرة حول الشهرة التي تصيبها الأماكن التي يقصدها الرئيس الأميركي خاصة المطاعم ومحال الآيس كريم وبيع الحلوى، فبفضل زياراته المتكررة التي ترصدها الكاميرات نجحت مطاعم محلية وبسيطة في التحول إلى مطاعم ذات شهرة عالمية.