بغداد تكشف للعالم وجهها المزهر

مهرجانها الدولي الثاني للزهور يختتم اليوم

موظفة بإحدى الشركات المشاركة في المعرض تتأمل زهورا وأخرى تشم وردة («الشرق الأوسط»)
TT

تشهد حدائق الزوراء في بغداد اليوم اختتام مهرجان بغداد الدولي للزهور الذي استمر أسبوعا كاملا، وشاركت فيه أكثر من 20 دولة وشركات زراعية محلية ودولية.

ويعد متنزه الزوراء أحد أهم متنفسات العائلة البغدادية خاصة بعد إغلاق جزيرة بغداد واستغلالها من قبل الجانب الأميركي، وأيضا جزيرة الأعراس. ويتميز متنزه الزوراء بكثرة توافد الزائرين بعد إجراء تعديلات عليه وافتتاح حديقة الحيوانات الوحيدة بالعراق فيه. وأعدت أمانة بغداد وهي الجهة المشرفة على تنظيم المهرجان احتفالا واسعا سيجري عصر هذا اليوم، توزع فيه الشهادات التقديرية على الأجنحة الثلاث الأولى الفائزة وعلى الوفود المشاركة في المهرجان فضلا عن إقامة فعاليات فنية، ويحضر الاحتفال أمين بغداد صابر العيساوي وعدد من المسؤولين في الدولة وشخصيات سياسية وأدبية. يذكر أن أمانة بغداد كانت قد بدأت العام الماضي تنظيم أول مهرجان شاركت فيه 13 دولة أوروبية وأميركية ودول آسيوية وعربية، فيما تغيبت عن المشاركة في المهرجان الأول محافظات العراق وإقليم كردستان رغم توجيه الأمانة دعوات رسمية لهم. وأكد العيساوي خلال حضوره فعاليات المهرجان أنه «يعد حلقة من سلسلة مهرجانات تهدف إلى إرسال رسالة إلى العالم بأن بغداد تواصل إشعاعها الحضاري والفني والثقافي من خلال إقامتها لمهرجانات متخصصة في مجالات الزهور والزراعة والآثار والتراث والرياضة والسياسة والاقتصاد وغيرها من المجالات». وأضاف أن «هذا المهرجان يهدف إلى عدة أمور أبرزها نقل صورة جميلة إلى العالم عن بغداد السلام والمحبة وجذب الشركات والمعماريين والمستثمرين إليها إضافة إلى خلق حالة من التنافس بين الدوائر البلدية في الأمانة لتقديم الأفضل وتحويل هذه التصاميم في متنزه الزوراء إلى حيز التطبيق من خلال إنشاء مساحات خضراء ومتنزهات جديدة في المناطق الواقعة ضمن قواطع عملها لزيادة جمالية العاصمة بغداد».

وأوضح العيساوي أن «الأمانة أنشأت دائرة المشاتل والمتنزهات لتكون مسؤولة عن الزراعة وإنتاج الشتلات بمختلف أنواعها وإدخال أصناف وهجن جديدة». وبيّن أن «الأمانة نفذت أكثر من 400 حديقة في مدينة بغداد إضافة إلى قيامها بتطوير المتنزهات الرئيسية والكبيرة، مشيرا إلى أن الأمانة بحاجة إلى زيادة المساحات الخضراء في مدينة بغداد وإدخال تصاميم مميزة من خلال خلق شراكة بين المهندسين المعماريين والمهندسين الزراعيين»، مشيدا بدور القطاع الخاص المشارك في هذا المهرجان من أجل خلق نوع من المنافسة لتقديم الأفضل والأحسن في المجال الزراعي».

من جهته قال محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق: «إن مهرجان بغداد الدولي يهدف إلى إعطاء صورة للحياة المزدهرة في مدينة بغداد لإزالة حالة الخوف والحزن التي تترافق مع الأحداث المؤلمة التي تمر بها بغداد وكذلك إعطاء انطباع للعالم بأن بغداد تستعيد ألقها ومجدها، وأبناؤها يحتفلون بالأزهار ويقيمون مهرجانا للورود»، مشيرا إلى أن «العمليات الإجرامية التي تستهدف الشعب العراقي لن تثنينا ولا بد لعجلة الحياة أن تدور ويبقى الأمل يحدو كل العراقيين». من جانبه قال مدير عام دائرة العلاقات والإعلام في أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة لـ«الشرق الأوسط» أن هذا المهرجان «الذي تحتضنه العاصمة بغداد للمرة الثانية على التوالي وتحت شعار (بغداد زهور وإعمار) هو بمثابة كرنفال للتألق والجمال». وأشار إلى أن «الوفود الدولية المشاركة في المهرجان تمثل سورية والصين وإيران وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وفرنسا ولبنان وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية فضلا عن شركات زراعية يونانية ومصرية وهندية وأخرى محلية مع وجود محافظات البصرة والنجف والكوت وكربلاء ومديرية زراعة محافظة بابل وجمعية النحالين العراقيين»، لافتا إلى تشكيل لجنة تحكيمية تضم ممثلين من وفود بلجيكا وسورية ولبنان والولايات المتحدة وعضوا من مجلس محافظة بغداد وآخر من أمانة بغداد وممثلا عن المكاتب الزراعية وعن كلية الزراعة».

من جهته قال بشير الخرفان رئيس الوفد السوري: «إن مشاركة الوفد السوري تعد الثانية في هذا المهرجان وهذا أسعدنا كثيرا كوننا شعرنا بأننا رفعنا مع إخواننا العراقيين باقة من الزهور نهديها لبعضنا البعض لتكون مقدمة محبة وسلام بين جميع أطياف الشعوب وليكن شعارنا زهرة يهديها بعضنا لبعض لتكون رسالة خير ومحبة وأمن وسلام فيما بيننا». وأضاف أن «بغداد ارتدت هذا اليوم أجمل ثيابها المؤلفة من كثير من أنواع الزهور القادمة من أغلب بلدان العالم ونتمنى أن تكون هذه الحلة من الأزهار دائمة تزين جميع مدن العراق»، مشيرا إلى أن «المشاركة في هذا المهرجان ما هي إلا رسالة دعم ومحبة لهذا البلد الشقيق».