في «أبل».. ضياع جهاز «آي فون» مشكلة كبرى

مهندس بالشركة نسي النسخة الأولية من الجهاز فأثار ضجة في مواقع الإنترنت

TT

ليعلم أي شخص فقد في يوم من الأيام هاتفا جوالا أنه كان من الممكن أن يكون في وضع أسوأ كالشخص الذي ترك هاتفه في حانة داخل كاليفورنيا. ولم يكن ذلك هاتفا عاديا، ولكنه كان نموذجا سريا للغاية من جهاز «آي فون» المقبل. ومن غير المتوقع الإعلان عن هذا الموديل رسميا خلال شهرين.

وبالنسبة إلى الأفراد داخل شركة «أبل»، قد تكون هذه مزحة سخيفة، حيث تشتهر الشركة بأنها الشركة الأكثر سرية داخل وادي السليكون، ونادرا ما تخرج منها تسريبات. ولكن، بعد أن ترك النموذج الأولي من الهاتف في حانة داخل وادي السليكون بمدينة ريد وود، بدأت صور من الجهاز تظهر نهاية الأسبوع على مدونات متخصصة في مجال التقنية، الأمر الذي أدى إلى حالة من الجنون بين المهووسين بمنتجات «أبل».

ولم يمضِ وقت طويل حتى ظهرت صور من المنتج على موقع أخبار التقنية «جيزمودو»، وفحصه محررو الموقع - كما لو كان كائنا غريبا من كوكب آخر - لمعرفة خصائصه. وقال الموقع يوم الاثنين إن هذا الهاتف يعود إلى مهندس داخل شركة «أبل». وكان نقاش كبير حول مدى صحة ذلك، خلص معظم المدونين إلى أنه حقيقي. ورفضت شركة «أبل» التعليق على الأمر.

ويقول تيم باجارين، رئيس «كرياتف ستراتيجيز» التي تتابع أخبار «أبل» على مدار ثلاثة عقود: «إنه أمر مفاجئ للغاية، إذ تتحلى شركة (أبل) بحزم شديد تجاه المنتجات الجديدة، ويسود تكتم شديد حتى يوم الكشف عن الجهاز، وإذا كان ذلك شيئا صحيحا، فإنه سيكون الحادثة الأولى من نوعها».

ويتساءل البعض عما إذا كان ترك الهاتف كان في إطار إجراء قامت به الماكينة الإعلانية داخل الشركة. ويقول بول سافو، وهو مسؤول مخضرم داخل وادي السليكون: «من أجل الشخص الذي نسيه، أتمنى أن تكون هذه مجرد حركة تسويقية، ولكني لا أعتقد أن ذلك محتمل. هذا آخر شخص في الكون أتمنى أن أكون مكانه في الوقت الحالي».

وأفاد موقع «جيزمودو» في تحديث على مدونة يوم الاثنين يتناول بالتفصيل كيف حصل الموقع على الهاتف، أن مهندس برمجيات ترك جهاز «آي فون» في غورميت هوس ستودت وهو متجر وحانة داخل مدينة ريد وود.

وقام الشخص الذي عثر على الهاتف ببيعه لموقع «جيزمودو»، الذي اشتراه مقابل 5000 دولار، حسب ما قاله نيك دينتون الرئيس التنفيذي بـ«غاوكر ميديا» المالكة لموقع «جيزمودو» خلال رسالة فورية.

وتقوم المواقع التابعة لشركته منذ وقت طويل بالدفع مقابل الحصول على سبق صحافي، وجنت من وراء ذلك أرباحا كثيرة. ووصل معدل تصفح الموقع إلى ذروته يوم الاثنين، وفي منتصف النهار قام أكثر من مليون زائر بتصفح الموقع في ساعة واحدة لرؤية صور الجهاز.

وبنهاية اليوم، بدأت تقارير تظهر على شبكة الإنترنت تقول إن الرئيس التنفيذي بشركة «أبل» ستيفن جوبس طلب من موقع «جيزمودو» إعادة الجهاز. ورفض دينتون التعليق، وقال إن أي محادثة بين جوبس و«جيزمودو» ستكون سرية.

وقال: «لم يكن بيننا أي اتصالات رسمية مع شركة أبل»، وقال براين لام رئيس تحرير «جيزمودو» إن من المحتمل إعادة الجهاز إلى شركة «أبل».

ومن الواجهة، يبدو أن الجهاز يشبه جهاز «آي فون» الحالي، ولكن له حواف أكثر حدة وأرفع قليلا. كما أن مفاتيح التحكم في الصوت والتشغيل مختلفة، ويبدو أن ظهر الهاتف زجاجي خزفي، ليساعد على استقبال أفضل. ويعالج ذلك مشكلة دائمة عانى منها جهاز «آي فون» منذ بدء الإعلان عنه قبل ثلاثة أعوام.

وفي مساء الاثنين قال «جيزمودو» إنه جاءها خطاب من بروس سيويل، نائب الرئيس البارز لدى «أبل» والمحامي العام، يطلب إعادة الهاتف. وكتب سيويل في خطاب أن «جيزمودو» نشر: «وصل إلى علمنا أن جيزمودو تحوز حاليا جهازا ينتمي إلى أبل».

* خدمة «نيويورك تايمز»