الفلسطينيون يصنعون أكبر رغيف مسخن في العالم

تثبيتا لهوية الأكلات الشعبية الفلسطينية في مواجهة «السرقات» الإسرائيلية

اختار أصحاب الفكرة المسخن، باعتباره أكلة فلسطينية بامتياز ويفاخر الفلسطينيون بأن مكونات المسخن مشتقة من الأرض الفلسطينية وتوصف الأكلة بأنها جزء من الموروث الثقافي للشعب الفلسطيني (إ.ب.أ(
TT

تشجع الفلسطينيون بعد التجارب السابقة الناجحة في دخول موسوعة غينيس، بأكبر طبقي كنافة وتبولة في العالم، على تكرار التجربة مرة أخرى. وهذه المرة، عبر صنع أكبر رغيف مسخن في العالم في إحدى قرى مدينة رام الله الريفية. وحرص رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، على تدشين الرغيف الذي بلغ قطره أربعة أمتار، ووزنه 1350 كغم.

وكان فياض أول من أكل من رغيف المسخن الذي صنع في ساحة مدرسة مزارع النوباني وعارورة الثانوية للذكور، بمنطقة بني زيد الشرقية في رام الله.

وقال فياض إن «مهرجان الفرح.. المسخن الفلسطيني» يجسد حقيقة تشبث الشعب الفلسطيني بأرضه، وقدرته على تجاوز الصعاب كافة. واعتبر فياض أن إعداد أكبر رغيف مسخن في العالم، يمثل «مفخرة»، ويعكس حرص الشعب الفلسطيني على مواصلة طقوس حياته.

وقال فياض، وهو يتذوق المسخن الذي اشتهرت به مدن وقرى شمال فلسطين تحديدا، «هذا بُعد ثقافي وتراثي، ويؤكد على ارتباطنا الوثيق بالأرض ويؤكد تمسكنا بها وبالحياة عليها». وزاد قائلا: «هذا الإنجاز يستحوذ على اهتمام أبناء وبنات شعبنا، وفيه بُعد احتفالي مهم، لأننا نحتفل بتراثنا.. بثقافتنا.. بأصالتنا، ما يؤكد حقنا بممارسة حياتنا سواء أدخل (الطبق) موسوعة غينيس أم لم يدخل«.

واختار أصحاب الفكرة المسخن، باعتباره أكلة فلسطينية بامتياز، ويفاخر الفلسطينيون بأن مكونات المسخن مشتقة من الأرض الفلسطينية، وتوصف الأكلة بأنها جزء من الموروث الثقافي للشعب الفلسطيني.

ويصنع المسخن من خبر الطابون وزيت الزيتون والبصل والدجاح. وتشتهر فلسطين بإنتاج زيت زيتون قد يعتبر الأفضل عالميا.

وقال رئيس بلدية بني زيد الشرقية، عبد الرحمن النوباني، نحتفل بالتراث الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي سلبه. ويرى القائمون على الفكرة أن مكونات المسخن تمثل تشبث الفلسطينيين بأرضهم، وقال جمال العاروري، مدير عام مشروع «أكبر رغيف مسخن في العالم»، أن إعداد رغيف المسخن يعتبر إنجازا بالمقاييس كافة.

وأضاف «أن الحدث ينسجم مع الجهود المبذولة لدعم الموروث الثقافي، وتثبيت هوية الأكلات الشعبية في مواجهة مساعي إسرائيل لتشويه الحقائق»، وتساءل العاروري: «ألم تعمد إسرائيل في وقت سابق إلى الادعاء بأن بعض الأكلات الشعبية الفلسطينية، هي إسرائيلية».

وانشغل 40 من الطهاة في صنع رغيف المسخن، الذي احتاج إلى 250 كيلو غراما من الطحين، و170 كيلو من الزيت، و500 كيلو من البصل، و70 كيلو من اللوز. وأشرف على التنفيذ الشيف غسان عبد الجواد، وهو نفسه الذي كان يقف وراء صنع أكبر «طبق تبولة» في العالم، ونفذ عام 2007.

وتابع ممثلون عن موسوعة «غينيس» العالمية صناعة رغيف المسخن الذي أشرفت عليه وزارة السياحة والأثار، وشركة «فلسطين أحلى».

وتخلل صنع الرغيف مجموعة من الفقرات، شملت عروضا من الدبكة، والزجل الشعبي، وحضر إلى جانب فياض وزراء ومسؤولون فلسطينيون، وناشطون، وفلاحون، والسفير الأردني في رام الله. وانتهى العمل بانشغال مئات الفلسطينيين في التهام الرغيف الكبير.