في مزادها للأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة والمجوهرات.. «كريستيز» تركز على السوق العربية

اختصاصية الفن المعاصر في الدار لـ «الشرق الأوسط» : الأزمة المالية وراءنا ونتوقع أن نبيع كل معروضات المزاد

لوحة «الشادوف» للفنان محمود سعيد
TT

أول ما يطالعك عند الدخول إلى مزاد «كريستيز»، أشهر المزادات العلنية العالمية المعروفة في دبي، هي منحوتة للفنان الإيراني العالمي المعاصر بروي تانافولي تحت عنوان «هيتش»، وهي كلمة فارسية تعني بالعربية لا شيء، لكن بالدخول ستجد أن كل شيء بانتظارك، فإذا اخترت أن تدخل إلى قسم المجوهرات سيستقبلك خاتم ماسي صغير يتصدر الواجهة. الخاتم مرصع بقطعة من الماس يبلغ ثمنه مليون دولار أميركي ومجموعة واسعة من المجوهرات النفيسة، تعرض للمرة الأولى منها قطعتان أبدعهما المُصمِّم اللبناني أندريه مارشا: هما طقم من الأساور المصنعة من الياقوت الأزرق والماس، متعددة الألوان، مع خاتم ذي تصميم ملائم بقيمة تقديرية قد تصل إلى 30.000 دولار أميركي بالإضافة إلى سوار من الحجرين الكريمين الكابوشون والسبينيل، ذي تصميم مستدير بقيمة تقديرية قد تصل إلى 25.000 دولار أميركي.

وفي مزاد هذا العام يبدو أن «كريستيز» تبدي رغبة في توسيع شريحة المهتمين بمعروضاتها وهو ما يعكس مشاركة عدد من المصممين والفنانين العرب للمرة الأولى، ومن بين المعروضات الذهبية سوار من الذهب مرصع بأحجار كريمة تمثل أعلام عدة دول عربية وكتب بداخلها كلمة «فديتك» باللهجة الإماراتية، مما يعني تركيزا أكبر على السوق العربية والإماراتية تحديدا.

وتصب «كريستيز» اهتمام مزادها هذا العام على المجوهرات الراقية، التي تحمل اسم أشهر المصممين بمنطقة الشرق الأوسط، جنبا إلى جنب مع مجوهرات لمصممين أوروبيين، وهو ما بدا واضحا من خلال إعلان الدار انضمام خمسة مصممين جدد من بلدان الشرق الأوسط إلى مزادها، بالإضافة إلى اهتمامها بأعمال فنية لفنانين ورسامين ونحاتين عالميين وإقليميين، من أمثال فاتح المدرس، وعلي عمر الرميص، وبرويز تنافولي، وفرهد موشيري وغيرهم. وتوضح لين قدوره، اختصاصية المجوهرات في «كريستيز» لـ«الشرق الأوسط»، «أن المجوهرات التي يحتويها مزاد هذا العام تحاكي أذواقا لمقتنين حول العالم، وأنه من المتوقع بحكم العلاقات التي نبنيها مع زبائننا، أن يأتينا زبائن قاموا بشراء بعض المجوهرات في مزادات سابقة، مشيرة إلى أن معروضات كثيرة مميزة هذا العام، من ضمنها مجموعة من الخواتم النفيسة وتصاميم تعرض لأول مرة منها مجموعة تحاكي روح الشرق». وتشير «كريستيز» إلى أنه ومنذ تدشين مكتبها في دبي وتنظيم أول مزاداتها في المنطقة في عام 2006، ارتفع إنفاق عملائها من بلدان الشرق الأوسط خلال مزاداتها المقامة حول العالم بنسبة تفوق 400 في المائة. كما أنَّ أكثر من 50 في المائة من عملائها الجُدد بمنطقة الشرق الأوسط، ممَّن شاركوا بمزاداتها بدبي باتوا أكثر شغفا بالمزادات الدولية، الأمر الذي جعلهم يحرصون على المشاركة في مزادات «كريستيز» الأخرى حول العالم.

بدورها، تقول هالة خياط اختصاصية الفن المعاصر في «كريستيز» إن هناك 125 عملا فنيا في مزاد «كريستيز» يمكنها أن تنشئ متحفا دائما على مدار السنة لوحدها.. «لدينا أعمال متميزة من العالم العربي وتحديدا من مصر. وردا على من يقول لنا لماذا لا تعرضون أعمالا لفنانين عرب، نقول إننا لا نبحث عن الجنسية، إنما نبحث عن العمل إن كان جميلا أم لا، لدينا أعمال مميزة من سورية، ومن مصر ولبنان».

وتشير خياط في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأعمال العربية المشاركة هي من أهم الأعمال الموجودة في المزاد، وتضيف: «نتمنى أن تباع هذه الأعمال لمؤسسات عامة: متاحف ومراكز ثقافية عربية، لكي تراها الأجيال العربية، لأن كل لوحة تعتبر مدرسة بحد ذاتها، بالتقنية، بالموضوع، باللون، بالضوء.. فالجيل الجديد لا يرى أعمالا عربية مهمة، وبالتالي هو مفتون بالفن الغربي».

ودائما في الحديث عن المزادات مؤخرا تطل الأزمة المالية وتأثيراتها على نجاح المزاد أو فشله، وهنا تقول خياط: «في مزاد العام الماضي تمكنا من بيع 88% من معروضاتنا، وفي هذا العام نحن متفائلون وواثقون بأننا سنبيع كل ما لدينا من معروضات، ولا نلاحظ تداعيات الأزمة المالية»، مشيرة إلى أن المنطقة ماضية بخطى حثيثة وواثقة نحو آفاق واعدة، وأن عدد العملاء المسجلين من بلدان الشرق الأوسط ارتفع بنسبة 30 في المائة خلال عام 2009، لتتصدر مناطق العالم في هذا الجانب خلال العام المذكور، تليها الصِّين الكبرى بنسبة 20 في المائة.

ومن المعروضات اللافتة للنظر في المزاد، التي يصعب على مشاهدها فهم أهميتها بمفرده، عمل للفنان الإيراني فرهد مشيري، هذا العمل الفني عبارة عن اثنين وثلاثين سجادة مصفوفة فوق بعضها البعض، فيما ثقبت السجادات جميعها على شكل طائرة. وتوضح هالة خياط أن الفنان كان يقصد أن السجادة التي تشتهر إيران بصناعتها وعرفت ببساط الريح في أساطير الشرق، لم تعد خيالا مع اختراع الطائرة وكل يقع في عصر مختلف، «هذا العمل الفني على بساطته يعرض للبيع بـ250 ألف دولار»، أما اللوحة الإماراتية الوحيدة في المزاد فهي للفنان التشكيلي الإماراتي عبد القادر الريس.

هذا ويمكن للمقتنين والمهتمين الاطلاع على كتيبات مزادات دبي المقبلة عبر موقعها على الإنترنت، مع إمكانية مشاركة المقتنين من حول العالم في المزادين المُقبلين ومجموعة من الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة النخبوية لرسامين ونحاتين عالميين وإقليميين، من أمثال فاتح المدرس، وعلي عمر الرميص، وبرويز تنافولي، وفرهد موشيري وغيرهم. يشار إلى أن المزاد سيضم أيضا مجوهرات من عدة دول أوروبية عريقة كمجموعة «بوغ آرت» (Bogh - Art) من المجوهرات التي تجمع بين الأحجار الكريمة، والمصمم العالمي فينسينت غراسيا (Vincente Gracia) المصمم رينيه لاليك (René Lalique)، الذي يصفه كثيرون بأنه رائد حركة الفن الحديث في صناعة المجوهرات. ومن المقرر أن تنظم «كريستيز»، السلسلة الثامنة من مزاداتها بدبي في الفترة بين 28 - 25 أبريل (نيسان) الحالي، حيث يُقام «مزاد الأعمال الفنية العالمية الحديثة والمعاصرة»، ثم يليه «مزاد المجوهرات والساعات - مزاد دبي».