تحت بند الأزياء التنكرية.. الأحزمة الناسفة تدخل الجامعات العراقية

أطلق عليه «حزام التفاوض».. في حفلات التخرج الصاخبة لهذا العام

طلاب من الجامعة التكنولوجية في بغداد (أ.ب)
TT

بينما ينشغل ساسة العراق هذه الأيام بالبحث عن طرق وحلول لحل خلافاتهم نحو تشكيل حكومة جديدة، ينشغل أغلب طلبة العراق في جامعاته بالبحث عن أساليب جديدة ومبتكرة لحفلات التنكر التي اعتادوا على إقامتها كل عام، لكنها هذا العام بدت أكثر صخبا وأكثر تجددا للابتكارات التي وصلت إلى أن يتنكر مجموعة من طلبة الجامعة التكنولوجية في بغداد إلى ارتداء أحزمة ناسفة (كاذبة) والتجول في أروقة الجامعة، وسط ذهول زملاء لهم بالابتكار الجديد الذي أطلقوا عليه «حزام التفاوض»، ويقصدون به أنه الحزام الذي أضحى لغة المفاوضات بين البعض.

أحد الذين ارتدو الأحزمة الناسفة قال «إنها صرعة اليوم» وخالفه في الرأي زميل له قائلا: بل إنها «أحدث ما توصلت إليه المفاوضات بين الساسة العراقيين وغير العراقيين»! بائع الخضراوات وبائعات الخضراوات كان لهم نصيب في حفلات التنكر التي يراها الطالب (علي لطيف) خروجا عن المألوف طيلة العام وتعبيرا عن الفرح بالتخرج على الرغم من المخاوف من عدم إيجاد وظيفة يبدأ بها رحلته العملية بعد رحلة الدراسة خصوصا وأن آخر الإحصاءات التي اطلع عليها تشير إلى وجود الملايين من العاطلين عن العمل بينهم الكثير من خريجي الكليات والمعاهد الذين يعمل بعضهم في أعمال لا تمت بصلة إلى الدراسة التي قضوا سنوات طويلة للحصول على شهادة تخصصية تؤهلهم للعمل في المجال الذي يأملون العمل به.

لكن إيلاف مكي لا تهتم بما يفكر فيه أغلب زملائها في البحث عن عمل، وتقول: دعونا نعيش لحظتنا في الفرح ونرقص على أنغام الموسيقى، على الرغم من أنها لم تشارك في الرقص خجلا لكنها كانت تشجع زملاءها من الشبان الذين كانوا يؤدون دبكة كردية على أنغام الموسيقى الصاخبة.

أحد المشاركين في مجموعة زي العصر العباسي قال لـ«الشرق الأوسط» إنهم اختاروا هذا الزي تعبيرا عن ذلك العصر الذهبي الذي عاشه العراقيون بينما هم يعيشون الآن عصر المفخخات والقنابل والأحزمة الناسفة مشيرين إلى أن ملابسهم كلفتهم مبالغ كبيرة كانوا يجمعونها طيلة العام الدراسي ولم يبلغوا زملاءهم بالفكرة التي اتفقوا عليها لتكون مفاجأة لهم.

في جامعة المأمون كان للاحتفالات والرقص حصة أخرى من فرح الطلبة بتخرجهم وكان الغبار المتصاعد نتيجة الدبكات الجماعية قد منعت التصوير من قبل المشاركين أو ضيوف الجامعة الذين انبهروا أيضا بالأزياء التنكرية التي ارتدتها الطالبات أو الطلبة على حد سواء. الطلبة قضوا أيام العطل في التحضيرات داخل جامعاتهم وصولا إلى يوم الأحد يوم الدوام الرسمي في عموم العراق، وعمل الطلبة على صباغة أرضية الجامعات وعمل الديكورات التي بدت جميلة جدا ويؤكد أحد الطلبة الذين عملوا أياما في هذه الديكورات أنها كلفتهم أيضا مبالغ كبيرة وجهدا استثنائيا وهم لم يستعينوا بمصممي الديكورات المتخصصين معتمدين على أفكارهم المتجددة والجميلة.