خطابات الملك عبد العزيز ومبعوث الحكومة البريطانية تعرضها دار «سوذبي» في لندن

ضمن مزادها لكتب الرحلات والمخطوطات

القنصلية البريطانية في جدة
TT

تعرض دار «سوذبي» في لندن مجموعة نادرة من الخطابات التي تعرض للبيع للمرة الأولى وتتعرض إلى المخاطبات بين الملك عبد العزيز آل سعود والممثل الرسمي للحكومة البريطانية في الجزيرة العربية غيلبرت كلايتون في الفترة ما بين مايو (أيار) وأغسطس (آب) 1928.

الوثائق التي تقدر لها الدار مبلغا يتراوح ما بين 70 ألف إلى 100 ألف جنيه إسترليني تناولت بشكل خاص قضايا تعلقت بالحدود مع العراق والغارات القبلية وتعكس جانبا جديدا من العلاقات السعودية - البريطانية. الأرشيف يتكون من 332 صفحة كان ضمن الوثائق الخاصة في القنصلية البريطانية في جدة ويعرض بالتفصيل للقاءات الملك عبد العزيز وكلايتون في الفترة ما بين 8 و20 مايو ولقاءات أخرى في الفترة ما بين 1 و3 أغسطس.

يضم الأرشيف أربعة خطابات من الملك عبد العزيز تحمل خاتمه، مع الترجمة الإنجليزية، إلى المبعوث البريطاني في جدة منها خطاب يشرح فيه الملك موقفه من تسوية الحدود بين نجد والعراق موضحا أن المنطقة المشار إليها في المخاطبات تدخل ضمن حدود نجد ويضيف في انتقاد واضح للحكومة البريطانية أن «رد الحكومة البريطانية لا يدمر آمالنا في تسوية الأمر فحسب وإنما يعتبر بمثابة سهم مصوب نحو ثقتنا في المحادثات التي أجريناها مع الممثل البريطاني في العقير».

يقول الدكتور غابرييل هيتون نائب مدير قسم الكتب والمخطوطات في «سوذبي» في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن الأرشيف يؤرخ لسلسة اجتماعات عقدها السير غيلبرت كلايتون مع الملك عبد العزيز في عام 1928، ويضيف أن الوثائق الموجودة هي خليط من الرسائل والأوراق الرسمية والمسودات الخاصة بالقنصلية البريطانية في جدة وأيضا مجموعة من المراسلات بين القناصل البريطانيين في بغداد وفلسطين وجدة تناقش موضوع الحدود مع العراق والغارات القبلية بين الجانبين. الوثائق تتضمن المناقشات والردود والآراء كل جهة تطرحها حسب «الأجندة الخاصة بها» كما يعلق هيتون. فهناك، على سبيل المثال، خطاب من القنصل البريطاني في جدة إتش جي جيكنز إلى شخص يدعى بورديلون يطلعه على تفاصيل حول أحد الاجتماعات التي عقدها في جدة. كما توجد بعض المسودات لخطابات وأيضا تفاصيل الاجتماعات وشرح مفصل للسياسة البريطانية في المنطقة وموقفها من النزاع على الحدود وأيضا سياستها في وضع نقاط حربية على الحدود بين البلدين. توجد أيضا ترجمات لبعض تلك الوثائق وذلك لعرضها على الجانب السعودي فيما يبدو.

المجموعة «غنية جدا» على حد تعبير هيتون، فمنها يتمثل لنا فصل من التاريخ الذي شهد بدايات المملكة العربية السعودية وعلاقاتها مع الدول المجاورة وأيضا مع القوى العظمى وقتها.

الوثائق بالعربية والإنجليزية وبعضها مكتوب بخط اليد ويحمل خاتم الملك عبد العزيز، وهنا يضيف ريتشارد فاتوريني خبير المخطوطات في «سوذبي» أنه «من النادر رؤية خطابات من الملك عبد العزيز في السوق». أما بالنسبة إلى مالك تلك المجموعة من الوثائق الفريدة فيقول هيتون إن الوثائق انتقلت من القنصلية البريطانية في جدة إلى لندن وانتهت في حوزة أحد الدارسين المختصين في المنطقة، وأضاف بابتسامة: «كما تعرفين لا نستطيع البوح باسم مالك هذه المجموعة، ولكننا نستطيع القول بأنها المرة الأولى التي تعرض فيها هذه الوثائق للبيع في المزاد».

وإلى جانب الوثائق يقدم المزاد ألبوما من الصور النادرة من السعودية والعراق وأفغانستان التقطتها عدسة طيار في السلاح الملكي البريطاني. تتضمن صورة «نادرة»، على حد تعبير فاتوريني، لتسليم فيصل الدويش زعيم الإخوان الذي قاد تمردا ضد الملك عبد العزيز وألقى البريطانيون القبض عليه في الكويت. الألبوم يضم أيضا صورة للملك عبد العزيز مع الكولونيل إتش آر بي ديكسون في رحلة قنص. بقية الصور تعرض مشاهد مختلفة للعربات العسكرية البريطانية في المنطقة ومشاهد من العراق وكابل.

المزاد يقدم أيضا مجموعة من الصور التي التقطها محمد أفندي سعودي أثناء رحلته للحج في عام 1907 ـ 1908 وأيضا كتاب «مرآة الحرمين» لإبراهيم رفعت باشا. وكانت الدار قد قدمت مجموعة من الصور التي التقطها سعودي في مزادها للمخطوطات وكتب الرحلات في عام 2007 وحققت أسعارا عالية. وتعود الدار لتقدم مجموعة أخرى من الصور التي التقطها سعودي وهو موظف بوزارة العدل المصرية تخصص في فحص الوثائق المزورة، وعند قيامه برحلة الحج مع المحمل المصري في بداية القرن التاسع عشر برفقة إبراهيم رفعت باشا، قام بالتقاط صور لمكة والمدينة أبرز فيها الطراز المعماري السائد وطبيعة المباني حول الحرمين. وعلى الرغم من أن الصور قد تعتبر تسجيلية بحتة فإنها تعكس أيضا عيني فنان. فاللقطات التي أخذها محمد أفندي للمحمل ولمسجد الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - في المدينة، تمثل لقطات بارعة تحمل قيمة فنية إلى جانب قيمتها التاريخية الواضحة لنا الآن. ويعرض المزاد أيضا نسخة لكتاب «مرآة الحرمين» الذي ألفه رفعت باشا ويسرد فيه وقائع رحلاته إلى مكة والمدينة في الفترة من 1901 إلى 1908.

الوثائق التي تعرضها الدار ضمن مزادها لكتب الرحلات والوثائق يوم 6 مايو المقبل ستعرض لراغبي الشراء ابتداء من غد (الخميس) 29 أبريل (نيسان).