أفلام «جوائز أناسي» الإماراتية تكشف حياة الأطفال

في برنامج أفلام وثائقية من 40 دولة تتواصل عروضها حتى 9 مايو

TT

تسلط الدورة الثانية من «جوائز أناسي للأفلام الوثائقية» الإماراتية الضوء على المآسي التي يخلفها الفقر في أفريقيا، وتصور مشاهد لأطفال جياع في المكسيك ومالي ومصر، يعيشون حياة لاإنسانية جراء هذا الفقر، وتوجه هذه المشاهد ما يشبه صرخة نداء لإنقاذ هؤلاء الصغار.

وكانت قد انطلقت فعاليات «أناسي» يوم الجمعة الماضي، ومن المقرر استمرارها حتى التاسع من مايو (أيار) المقبل، حيث تعرض أفلاما من 40 دولة في دور السينما الإماراتية. ومن الأفلام المشاركة، الفيلم الكندي «استمتع بالفقر»، ومن خلاله استطاع المخرج الهولندي «رينزو مارتينز» على مدار عامين أن يجوب أنحاء الكونغو بدءا من العاصمة كينشاسا ليصل إلى عمق البلد.

لم يعتمد هذا الفنان في فيلمه على أي أسلوب احترافي، بل على العكس، فقد كانت أدواته عبارة عن كاميرا حملها معه طوال رحلته، حيث نراه يظهر على الشاشة ويرصد الصراع مع الفقر في بلد يعيش ما خلفته الحرب الأهلية من أوزار، ويصور مآسي الأطفال في هذه الدولة، وحياتهم القاسية بسبب الفقر.

وقام «رينزو مارتينز» بتصوير قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بمركباتهم الحديثة والجبارة، حيث كانوا يوفرون الحماية لإحدى الشركات الدولية لتتمكن من البحث عن الذهب من دون أن تعرضها لأي خطر، وصور جثث عمال المناجم هؤلاء الذين كانوا ينقبون عن الذهب، وجثث المتمردين الذين أحاطت بهم عدسات المصورين الغربيين، وصور موظفي الإغاثة البيض الذين علت وجوههم ضحكات، لتلتقط عدسة الكاميرا صورا تذكارية مع كل من تسلم معونتهم الطارئة، وصورا للعمال الذين لا يكسبون ما يكفي لسد رمق أطفالهم الذين سحقهم الجوع.

وقام مارتينز بإطلاق برنامج يعلم من خلاله الكونغوليين الفقراء كيف أن «صور الفقر» قد تكون مصدرا طبيعيا يدر عليهم أرباحا لم تكن في الحسبان.

وتحت إشرافه، بدأ المصورون المحليون بتصوير الأطفال الجياع والمصابين بسوء التغذية، بدلا من تصوير حفلات الزفاف، ونصب لافتة ضوئية في منتصف الغابة تقول: «استمتعوا بالفقر»، لعل الفقراء يتمكنون من جني بعض من أرباح هذا المشروع أيضا.

يدور الفيلم المكسيكي «لوس هيريديروس» حول مجموعة من الأطفال الذين يعيشون في الريف المكسيكي، الذين دفعتهم الظروف الصعبة للعمل في سن مبكرة.

ويركز الفيلم على كفاحهم اليومي للبقاء على قيد الحياة، كما يسلط الضوء على نشاطاتهم في الزراعة والنحت وطلاء المنحوتات الخشبية والرعي وصنع الطوب والنسج والعناية بإخوانهم والتزود بالمياه وحصد المحاصيل والطماطم والذرة الصفراء.

ويشير الفيلم إلى أن الأطفال حملوا أوزار حياة صعبة، يعيشون تفاصيلها يوما بيوم، وهاهي الأجيال تتعاقب، الواحد تلو الآخر، ويبقى العمال الصغار مطوقين بأغلال الفقر. ويكشف الفيلم المالي «وليدن.. أطفال أشخاص آخرين» انتشار ظاهرة التبني في مالي، بينما يركز الفيلم المصري البريطاني «أحلام الزبالين» على قضية 3 أطفال يعانون قسوة العيش وسط أطنان من القمامة في القاهرة.

ويناقش الفيلم الوثائقي «أحلام الزبالين» قصة 3 مراهقين مصريين، ولدوا وسط تجارة القمامة وكبروا في أكبر قرية للقمامة على مستوى العالم، وهي متاهة من الطرق الضيقة لا يمكن النفاذ من خلالها، لأنها مخفية وسط القمامة، ويسكنها 60 ألف مواطن من «الزبالين» وهي الكلمة الدارجة لعمال النظافة.

أما الفيلم البرازيلي «معركة من أجل نهر الزينجو» للمخرج إيارا لي، يسلط الفيلم على مدار 11 دقيقة، الضوء على نهر الزينجو، أحد روافد نهر الأمازون، وهو موطن لما يزيد على 10 آلاف من المواطنين الأصليين الذين يعتمدون على النهر في معيشتهم، غير أن الحكومة البرازيلية في إطار سعيها إلى تطوير المنطقة تقترح إنشاء ما سوف يعتبر ثالث أكبر سد لتوليد الكهرباء من المياه في العالم، الأمر الذي يهدد بتدمير تنوع الأحياء في حوض نهر الزينجو وحرمان هؤلاء الناس حقوقهم في مستقبل مضمون.

أما الفيلم الفرنسي «تدفق: حبًا.. بالماء» للمخرجة إيرينا سالينا، فيحذر على مدار 94 دقيقة من مخاطر تهدد المياه في العالم، ويؤكد أنه دخل بالفعل في أزمة.

وتنظم الحدث مؤسسة «أناسي للإنتاج الإعلامي»، برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الإمارات بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف».

بلغ عدد الأفلام التي وصلت للتصفيات النهائية 24 فيلما وثائقيا من أصل 220 فيلما، مثلت عدة دول، بينها روسيا وكندا وبلجيكيا وفرنسا والنيجر وفلسطين وبولندا والمكسيك وإسبانيا.