أوباما يطلق النكات حول تدني شعبيته

حفل عشاء مراسلي البيت الأبيض يجمع نجوم الغناء والصحافة والسياسة

في حفل عشاء مراسلي البيت الابيض.. جاي لينو يلقي كلمة وأوباما يبتسم (رويترز)
TT

نحى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، جانبا القرارات والبيانات السياسية لليلة واحدة، وحاول تقمص دور الفنان الفكاهي، أمس، السبت في العشاء السنوي لرابطة مراسلي البيت الأبيض. وقد نجح على ما يبدو في ذلك، وهو ما جعل صحيفة «واشنطن بوست» تعلق قائلة: «إذا فشل أوباما في الانتخابات القادمة، فأمامه فرصة لأن يصبح فنانا كوميديا».

ومن جانبها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن حفل عشاء اتحاد مراسلي البيت الأبيض، وهو العشاء السنوي الذي يجمع صناع السياسة وصناع الترفيه مع الصحافيين، حفل بالكثير من النكات حول سمرة بشرة النائب جون بونير، وعدم قدرة جو بايدن نائب الرئيس على تمالك نفسه من الضحك، وتميز قناة «إم إس إن بي سي» على قناة «فوكس نيوز».

وعلى الرغم من أن معظم نكات الرئيس لم تتطرق بصورة مباشرة إلى السياسة، إلا أن إحدى الملاحظات الساخرة التي ألقاها الرئيس نقلت التوترات الخفية الدائرة حاليا حول معركة الهجرة التي عادت إلى الظهور مرة أخرى.

أشار أوباما إلى تأكيد السيناتور جون ماكين الذي أعلنه مؤخرا بأنه لم يصف نفسه قط بـ«المنشق».

وقال أوباما: «جميعنا يعلم جيدا ما قد يحدث له في أريزونا إذا ما فقد هويته الشخصية، أديوس، أميجوز».

وأشارت الصحيفة إلى أن أغلب نكات الرئيس كانت خفيفة، وأحيانا موجهة نحوه هو شخصيا. فقد تحدث الرئيس حول انخفاض معدلات التأييد له. وفي إشارة واضحة إلى نظرية المؤامرة بأنه ولد في كينيا، أشار إلى أن لا يزال يحظى بتأييد كبير في محل ميلاده. وقال مازحا للينو: «إنه لشيء رائع أن أراك يا جاي الشخص الوحيد الذي انخفضت نسبة التأييد له أكثر مني العام الماضي».

وحسب تقرير نيويورك تايمز فأن تاريخ عشاء رابطة مراسلي البيت الأبيض يرجع إلى 96 عاما، ويعد واحدا من أشهر الأمسيات في العاصمة واشنطن، الذي يكتمل بالسجاد الأحمر والاحتفالات الاستثنائية. وعلى الرغم من تكريم الحفل للإنجازات الصحافية وجمع الأموال لصندوق المنح الدراسية للرابطة، فإن المشاهير الذين حضروا الحفل حرصوا على الخروج بأكبر قدر من المتعة من الحفل، الذي جمع مغني البوب جاستين بيبر، معشوق المراهقين في الولايات المتحدة، وفريق جوناس براذرز الغنائي، مع ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات المركزية، وفتاة المجتمع كيم كارادشيان من برنامج «رياليتي شو»، إلى جانب كريس ماثيوز مقدم برامج الواقع. كما حضر الحفل أيضا المخرج السينمائي ستيفن سبيلبيرغ، والممثلان مورغان فريمان، واليك بولدوين والمغنية جيسيكا سيمبسون.

أشاد أوباما بوجود فريق جوناس براذرز، الذين يمكن أن يعتبروا ساشا وماليا - ابنتي الرئيس - ضمن مشجعيهم، لكن أوباما حذر الفرقة من «الطائرات من دون طيار».

وواصل الرئيس الحديث محييا سكوت براون معشوق المراهقين، السيناتور الشاب الجديد القادم من ولاية ماساشوتس، الذي يمثل ولاية متقدمة، بأنه «سياسي في واشنطن ليس لديه ما يخفيه».

وكانت سارة بالين هي الأخرى هدفا مفضلا للينو، ولكن كانت لديه ملاحظة ودية، فقال: «لو أنها فازت بالرئاسة فستكون المرة الأولى التي تقوم فيها ملكة جمال بإحلال السلام في العالم».

يرى الكثير من الأفراد في هذا العشاء فرصة للسياسيين وصحافيين لتنحية العداوات اليومية، ولكنه قد يكون مثارا للإحراج أيضا، فبعد الانتقادات اللاذعة التي وجهت إلى الرئيس بوش من ستيفن كولبير في عام 2006، سعى المنظمون إلى خفض أعداد الفنانين. بعد ذلك العام، انتهجت صحيفة «التايمز» سياسة عدم حضور حفل العشاء.

قال الممثل الكوميدي بيل ماهر موضحا للصحافيين الذين تجمعوا على السجادة الحمراء عن السبب وراء تودد سياسي واشنطن لجمهور عنيد: «عندما تضحك، فإنك تشير إلى ما تشعر به تجاه شيء ما».

قد يكون الهزل خطرا في أوقات الأزمات الوطنية. لذا، توقف أوباما عن الفكاهة قرب نهاية الجلسة كي يتحدث بشأن «تلك الصراعات الرهيبة على ساحل الخليج»، وتسرب النفط، وكذلك الجنود «من الرجال والنساء الذين يضعون حياتهم عرضة للخطر كل يوم لسلامتنا والحرية».

وواصل أوباما نبرته الجادة في تكرار طلبه الذي أعلنه أمام خريجي جامعة ميتشغان، داعيا الأميركيين إلى توسعة مصادرهم الإخبارية بدلا من تصفح المواقع الإخبارية التي تقاسمهم تطلعاتهم الشخصية.

وساعدت ميشيل أوباما على تقديم منح دراسية من الرابطة بقيمة 132.000 دولار إلى 18 طالبا. وتم تكريم عدد من الحاصلين على جوائز صحافية: بن فيلر من «أسوشييتد برس»، وجاك تابر من محطة «إيه بي سي نيوز»، ومارك نولر من محطة «سي بي إس» الإخبارية، وسوزان بوهان وساندي كليفمان من صحيفة «كونترا كوستا تايمز» على تغطية الأحداث الإقليمية والوطنية.

* مقتطفات من كلمة أوباما

* «لم أكن متأكدا من أنني سأحضر الليلة. لقد شجعني بايدن على ذلك. لقد همس في أذني قائلا: «يا سيادة الرئيس، هذا ليس عشاء عاديا، إنها وجبة كبيرة وصاخبة».

«لقد مر عام تقريبا منذ المرة الأخيرة التي تحدثت هنا. كثير من الإنجازات وكثير من الإخفاقات، فيما عدا نسب التأييد التي أحظى بها، والتي تدنت. لكنها السياسة، إنها لا تزعجني. أضف إلى ذلك أنني أعرف أن نسب التأييد والشعبية لا تزال عالية للغاية في البلد الذي ولدت فيه». «على الرغم من ذلك، إنني مسرور لأن الشخص الوحيد الذي انخفضت شعبيته أكثر مني في العام الماضي موجود هنا الليلة. سعيد لرؤيتك يا جاي. وأشعر بالسعادة كذلك لأنني أتحدث أولا. لقد رأينا جميعا ما حدث عندما أخذ شخص ما وقتا للحديث بعد الوقت المخصص للسيد لينو».

لا يوجد شيء من الصعب الحصول عليه أكثر من الحب، ولا يوجد شيء أكثر أهمية للمحافظة عليه من الحب.. حسنا، الحب وشهادة الميلاد».