مدينة الجم بتونس تستضيف مهرجانا دوليا يحتفي بصناعة الفسيفساء

TT

قال منظمون أمس الجمعة إن مدينة الجم الأثرية في تونس ستستضيف الأسبوع المقبل الدورة الرابعة لمهرجان الفسيفساء «الموزايك» التي أصبحت صناعة مربحة وأحد صادرات تونس الجديدة إلى الخارج.

سيشهد المهرجان الدولي للفسيفساء الذي يُفتتح الجمعة المقبل ويستمر ثلاثة أيام مشاركة الكثير من الحرفيين من مختلف البلدان. ويعتبره المنظمون فرصة لتعريف السائحين بالأصول التاريخية للفسيفساء التي تلقى رواجا واسعا في إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة.

وقال الناصر بوصلاح مدير المهرجان الدولي للفسيفساء لـ«رويترز» إن المهرجان سيمنح السائحين فرصة للمشاركة في إنجاز لوحة من الفسيفساء. وبوصلاح واحد من أبرز الحرفيين في مجال الفسيفساء في منطقة المتوسط وأنجز لوحات لكثير من الشخصيات العالمية المعروفة. ويعتقد علماء الآثار والمؤرخون أن تونس تحتوي على أكبر رصيد من الفسيفساء في العالم أثبتتها الحفريات التي أُجريت في عدد من المناطق والمدن الأثرية القديمة.

وتتضمن هذه الدورة من المهرجان الدولي للفسيفساء عدة مسابقات كبرى وإعداد لوحة فسيفساء عملاقة بمشاركة 2010 من الشبان بمناسبة الاحتفال بعام 2010 كعام دولي للشباب.

كما سينظم المهرجان عدة ندوات مثل «الفسيفساء هوية حرفية ومجال واعد للتطور» و«تاريخ الفسيفساء واستعمالها في التزويق».

وتتميز «تيسدروس» (الاسم الروماني السابق للجم) بقصرها الأثري ذي الشكل البيضوي الذي يعتبر أحد أشهر المسارح في العالم ويتجاوز طوله مائة وخمسين مترا فيما يبلغ محيطه نحو خمسمائة متر ويتسع الآن لأربعة آلاف مقعد.

وشيد القصر الأثري المصنف ضمن الآثار المعترف بها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في بداية القرن الثالث القائد الروماني جوردييان الثاني الذي قاد انتفاضة على إمبراطور روما في ذلك العصر وأقام قصرا خاصا به سعى لأن يكون متميزا حتى على قصر روما.

ويعمل في قطاع الفيسفساء أكثر من ألف عامل في مدينة الجم التي تضم نحو 20 ألف نسمة. وفي المدينة 30 مؤسسة تصدّر منتجاتها إلى أوروبا والولايات المتحدة.

وتحتوي مدينة الجم على مجموعة أثرية قديمة وضخمة من الفسيفساء لا سيما من العهد الروماني مما جعل هذه المنطقة قطبا رئيسيا لتطوير صناعة الفسيفساء.

وبلغت صادرات قطاع الفسيفساء في تونس العام الماضي 2.7 مليون دولار. وتسعى تونس لرفع صادراتها من الفسيفساء لتنويع صادراتها إلى الخارج، وأيضا للتعريف بعراقة تاريخها وجذب مزيد من السياح المولعين بالزخرفة والآثار إلى البلاد.