عالم «اللوكس» الفرنسي يريد التواصل مع الشرق الأوسط والعالم العربي

مهرجان في دبي ومعجم الكماليات من بيروت ودمشق.. وتكريم

متحف اللوفر أحد أماكن جذب السياح (إ.ب.أ)
TT

تحت مسمى «هيئة كولبير» الذي لا يعني الكثير بالنسبة إلى القارئ العربي يختبئ ما يشكل فرادة فرنسا وأسلوبها وفن الحياة فيها وصناعاتها الكمالية الفاخرة والموضة، وباختصار كل ما هو «لوكس». ومن الأسماء الـ75 المنضوية تحت لواء «هيئة كولبير» هناك الأكبر في عالم الأزياء والعطور والجواهر والحلي والذهب والفضة والجلديات والكريستال والبورسلين والمطاعم والفنادق وما شابه مما يغري الحواس الخمس. لتكتمل الصورة لا بد من الإشارة إلى أن عددا من المعالم التاريخية الأشهر في فرنسا انضمّ إلى الهيئة لتتكامل بذلك صورة الاستقطاب التي تشد السائح أو المقيم الأجنبي لفرنسا مثل قصر فرساي وفيلا ميديسيس في روما ومتحف اللوفر والكوميديا الفرنسية.

وللعام الحالي، قررت «هيئة كولبير» أن تكرس جهودها للعالم العربي والشرق الأوسط على وجه الخصوص.

وتشرح إلزابيث بونسول ديبورت، المندوبة العامة للهيئة، هذا التوجه بخصوصيات المنطقة وديناميتها الاقتصادية وتعلقها بالإبداع الفرنسي في المجالات المذكورة. وبشكل عام، تحقق البيوتات المنضمة إلى الهيئة 8 في المائة من مبيعاتها السنوية البالغة 22 مليار يورو في الشرق الأوسط والمنطقة الخليجية على وجه الخصوص. وتؤكد بونسول ديبورت أن الأزمة الاقتصادية «لم تؤثر» على مبيعاتها في المنطقة بل جل ما لاحظته أن نسبة نموها «تباطأت» بعض الشيء. ولذا، فإن الخطة التي أعدتها الهيئة متعددة الأغراض وتذهب أبعد من التعريف بالإبداعات الفرنسية وعالم الحلم وإثبات الحضور إلى التركيز على المكنون وشرح المدلولات الثقافية والإبداعية التي تلهم هذه الصناعات بمعناها الواسع. وكانت الهيئة كرست العام الماضي للسوق الصينية. وبعد عدة رحلات في الشرق الأوسط (دبي، والسعودية، ولبنان) اعتمدت الهيئة خطة من ثلاث مراحل تعول عليها لدفع حضورها في المنطقة.

يشكل مهرجان هيئة «كولبير» في دبي الذي سيجري ما بين 20 و30 أكتوبر (تشرين الأول) القادم في «دبي مول» حجر الزاوية في خطة التحرك إذ سيضم إبداعات استثنائية تعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط. وتصف بونسول ديبورت هذا المهرجان بأنه «رحلة في التخيل الفرنسي لعالم الكماليات واللوكس». وستتم خلاله لقاءات مع المبدعين من كل الفنون الجمالية الذين سيوجدون بهذه المناسبة ناهيك بما ستعرضه أعلام هذه الصناعات في المحلات التي ستفتتح في «دبي مول» بهذه المناسبة وهي الأولى من نوعها في المنطقة.

وقبل ذلك، ستعمد الهيئة إلى نشر كتاب بالغة العربية حول «مفردات» اللوكس على الطريقة الفرنسية أعده اللغوي والشاعر الفرنسي آلان ري وقدم له الفيلسوف ريجيس دوبري. وغرض «القاموس» الغوص في دقائق المعاني التي توحي بها هذه الصناعات الكمالية في عالم الجمال والإرهاف والشعور والبحث عن المرادفات لها في اللغة العربية. وسيتم إطلاق القاموس الجديد في بيروت ثم لاحقا في دمشق.

وتنوي الهيئة، في بادرة هي الأولى من نوعها، إطلاق جائزة «الإبداع والتراث» هذا العام من أجل تكريم الأشخاص الذين يتقاسمون مع الهيئة القيم نفسها. وقد وقع الاختيار هذا العام على الشيخة مي بنت محمد الخليفة، وزيرة الإعلام والثقافة في البحرين لتكون أول من سيُمنح الجائزة في العالم العربي. وشرحت المندوبة العامة هذا الاختيار بأنه عائد للدور الذي تلعبه الشيخة مي على صعيدَي تشجيع الإبداع المعاصر والتمسك بالمحافظة على التراث البحريني والعربي. وسيتم منح الجائزة في احتفال سيتم في باريس في 7 يونيو (حزيران) القادم.