جدة: المعرض السعودي الدولي.. مفارقات عجيبة بين الموديلات العالمية والمحلية

محلات الذهب شاركت فيه للتعريف بمواقعها جنوب المدينة

TT

أن توجد في محفل للمجوهرات، فذلك يعني أنك ستشاهد أسماء عالمية لا يقل وزنها عن القطع الثمينة التي تحويها تلك المحلات، الأمر الذي يزيد من قوة المنافسة فيما بينها.

ولكن ما حدث في المعرض السعودي الدولي الأول (صالون المجوهرات)، الذي احتضنته مدينة جدة الأسبوع الماضي، جاء مختلفا إلى حد ما، وذلك نتيجة وجود مفارقات عجيبة ناتجة عن عرض تصميمات من مجوهرات تحمل في مجملها طابعا سعوديا بحتا، إلى جانب وجود محلات للذهب الخالص، التي ربما لم تصل إلى مستوى الماركات العالمية التي أثبتت وجودها بشكل كبير.

قطع المجوهرات التابعة لمشروع «سعفة الخير» حملت الطابع السعودي عبر استخدام خامات من البيئة المحلية، والمتضمنة أخشاب البخور والنفط الخام وخيوط كسوة الكعبة وجلود الغزلان، إضافة إلى تصميمات مستوحاة من التراث السعودي.

الأميرة هناء بنت عبد الله بن خالد بن عبد العزيز، مدير عام مشروع «سعفة الخير»، أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن تلك المشاركة تعد الأولى من نوعها بالنسبة إلى المشروع، ولا سيما أن مجال المجوهرات كان جزءا من «سعفة الخير» منذ انطلاقها قبل نحو عامين ونصف.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن مثل تلك المعارض يتيح لنا الاحتكاك بأسماء عالمية من شأنها أن تكسبنا خبرة أكبر، عدا كونها تساعدنا في تحديد موقعنا بالسوق السعودية ومدى إقبال المتلقي الأجنبي لنا».

وأشارت إلى أن تصميمات مجوهرات «سعفة الخير» تمثل حضارة سعودية، وخاصة أنها تحوي خامات طبيعية مأخوذة من البيئة المحلية نفسها، وذلك بهدف التميز في مجال المجوهرات بطابع سعودي. ولا تقتصر القطع الموجودة على الحلي النسائية، فقد تم تنفيذ خواتم وتعليقات وكبكات رجالية وسلاسل للمفاتيح، إلى جانب العقود النسائية. وعلقت الأميرة هناء: «وجود منتجات رجالية كان سببا في جذب الرجال إلى الشراء أكثر من النساء أنفسهن، إضافة إلى اهتمام فئة الشباب والشابات باقتناء تلك المنتجات، لكونها تعد سهلة، ومن الممكن حملها أو ارتداؤها يوميا».

وذكرت مدير عام مشروع «سعفة الخير» أن المجوهرات المزينة بخيوط كسوة الكعبة تلقى استحسانا وإقبالا كبيرين من قبل الأجانب حديثي العهد بالإسلام، إضافة إلى الإقبال على براميل النفط التي تعد من أشهر المعالم السعودية. وعلى بعد ما لا يقل عن 10 أمتار من أحد أركان المجوهرات الثمينة، تقبع نحو خمسة أسماء تابعة لمحلات الذهب الموجودة في مناطق جنوب جدة تحت مسمى واحد وضع ضمن بوابة الدخول إلى ذلك الجزء من المعرض المتضمن «سوق الذهب جدة التاريخية».. عوض بن سويدان، المسؤول عن ركن أحد المحلات المشاركة، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن وجودهم كمحلات جاء من باب ضرورة إكمال العدد فقط، إلى جانب أنها تهدف إلى نشر اسمهم والتسويق لمنتجاتهم فقط.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يزورنا آلاف الزبائن ليتعرفوا على اسمنا، عدا التعريف بمواقعنا الأساسية في جدة، لكون تلك الطبقة من المجتمع تجهل مناطق جنوب جدة»، لافتا إلى أن المبيعات في مثل تلك المعارض تعد ضئيلة جدا، إلا أن المعرض ناجح كدعاية فقط.

وأضاف: «نلاحظ أن الأجانب هم أكثر زيارة لأركان الذهب الخالص، وذلك من باب حب الاستطلاع فقط، إلا أن المبيعات عادة ما تأتي من قبل أهالي البلد أنفسهم»، مشيرا إلى أن أسعار البيع لا تختلف عن تلك الموجودة في محلاتهم الأساسية بسوق الذهب. ومن جانبه، أرجع صلاح العماري سبب صعوبة منافسة المجوهرات العالمية إلى اختلاف الأسعار بين الذهب وبقية الأحجار الثمينة والماس وغيرها، عدا اختلاف المنتجات نفسها.

فيما يرى فلاح سالم، أحد المشاركين في محلات الذهب، أن تنظيم معارض بذلك المجال يعد ناجحا إذا ما اقتصر على المشاركة المحلية فقط، التي من المفترض أن تضم التجار السعوديين دون العالميين. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «مثلما توقعنا قبل المعرض أن يكون الإقبال ضعيفا إلى حد ما نتيجة وجود منافسين أقوياء لنا من ناحية المجوهرات، إلى جانب أن المعرض لم يتزامن مع بداية موسم أو إجازة سنوية».

وأكد أنهم (تجار الذهب) استطاعوا التسويق لأنفسهم بشكل جيد، وخصوصا أن الكثير من الزائرين لم يتوقعوا وجود تصميمات جيدة في معارض جنوب جدة، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود أسماء كبيرة في مجال الذهب ما زالت حاضرة بقوة، لكونها استطاعت المحافظة على كيانها رغم ما تعرضت له سوق الذهب من أزمة.

وأضاف: «نحاول كسب أكبر قدر ممكن من الزبائن عن طريق أسعارنا خلال هذا المعرض، ولا سيما أن بعض الزوار يبحثون عن الأقل ثمنا، الأمر الذي من شأنه أن يجعل هناك إقبالا جيدا إلى حد ما على منتجاتنا».

ومثلما شهدت القطع الثمينة المعروضة اختلافا في تصميماتها ولو بشيء بسيط من ركن لآخر، اختلفت أيضا طرق التسويق للأسماء المشاركة، ففي الوقت الذي اكتفت فيه ماركات كثيرة بمنتجاتها المعروضة، جاءت مشاركة مجوهرات عبد اللطيف حفني مختلفة إلى حد ما، لكونه نجح في التسويق لاسمه عن طريق أول مختبر متكامل لفحص الأحجار الكريمة على مستوى معارض المجوهرات في السعودية. حمود صالح مسؤول المعرض أفاد لـ« الشرق الأوسط» بأن ذلك المختبر الذي أنشئ منذ نحو 18 عاما متخصص بفحص الأحجار الكريمة وتحديد نوعيتها ونظافتها وجميع الجوانب المتعلقة بتحديد قيمتها، مؤكدا أن جميع أنواع تلك الأحجار والماس من شأنها أن تتعرض للغش والتقليد.

إلى ذلك، ينطلق في جدة اليوم معرض الذهب، الذي تنظمه شركة علاقات عامة بحسب المهندس سامي كردي، برعاية من مازن البترجي، نائب رئيس غرفة جدة، ويأتي ذلك في وقت وجهت فيه دعوات لعدد من المهتمين في السوق السعودية لحضور المناسبة.