سحب ورماد بركاني.. عواصف الطبيعة تقاوم مهرجان كان

يفتتح جدوله بـ«روبن هود» الجديد

ملصق فيلم «روبن هود» في كان (رويترز)
TT

يفتتح فيلم «روبن هود» للمخرج الشهير ريدلي سكوت، الذي يعود فيه من جديد إلى تلك الأسطورة الشهيرة، مهرجان كان السينمائي الدولي، غدا الأربعاء، عندما تنطلق تلك الاحتفالية التي تستمر 12 يوما بحضور كوكبة من نجوم صناعة السينما.

ويجسد دور البطولة في الفيلم الملحمي للمخرج البريطاني المخضرم (72 عاما)، الذي أخرج أفلاما مثل جلاديتور (المصارع) الحائز على جائزة «أوسكار كيت بلانشيت»، الممثل الحائز أوسكار أيضا راسل كرو، كما يتميز بلمسات قليلة من رسوم الغرافيك على غرار فيلم المصارع في مشاهد العصور الوسطى.

وحسب تقرير لوكالة «د.ب.أ»، فقد رسم فيلم سكوت صورة عصرية نسبيا ونوعا ما أقل احتشاما لشخصية البطلة «مايد ماريان» التي تشارك «روبن هود» في قتال قوى الظلام الخاصة بالملك جون أثناء محاولتها صد الغزو الفرنسي لإنجلترا.كما يشهد المهرجان هذا العام عودة من نوع مختلف، وهي عودة غوردن جيكو، رمز جشع الشركات في فترة الثمانينات من القرن الماضي.

ويعود رجل البورصة الشهير، الذي أمضى السنوات الأخيرة في السجن بسببتهم تلاعب في الأوراق المالية، للشاشة الكبيرة في فيلم «وول ستريت: موني نيفر سليبس» (وول ستريت: أموال لا تهدأ أبدا) للمخرج الأميركي أوليفر ستون.

ومرة أخرى، يستعين ستون (63 عاما) بالممثل القدير مايكل دوغلاس، الذي فاز بجائزة أوسكار في عام 1988 لتجسيده شخصية جيكو، في فيلمه الجديد الذي يتوقع أن يكون أحد أبرز الأفلام في «كان».

وكان ستون يأمل من خلال فيلمه «وول ستريت» في عام 1987 قد كشف الغطاء الذي يكمن تحته التلاعب والفساد، والذي كان يعتقد أنه يكمن في قلب الرأسمالية الأميركية.

لكن الفيلم حقق نجاحا في شباك التذاكر، وحوّل غوردن جيكو إلى بطل غير محبب لكثير ممن في بدأوا طريقهم ليكونوا رجال مال، والذين أحبوا عقيدته في أن «الجشع أمر طيب».

وبدأت صناعة السينما في الآونة الأخيرة في التعافي من الأزمة المالية العالمية، لكن قبل أيام معدودة من انطلاق المهرجان السينمائي العالمي هذا العام، يبدو أن قوى الطبيعة تقاومه.

ففي الأسبوع الماضي اجتاحت موجات عاتية شاطئ كان الذي تحفه أشجار النخيل، بينما كانت استعدادات المهرجان تجري على قدم وساق. والآن، تهدد سحب الرماد البركاني المتصاعدة من بركان آيسلندا في تعطيل الرحلات الجوية إلى الريفييرا الفرنسية.

ويتنافس 18 فيلما من 15 دولة على جائزة السعفة الذهبية للمهرجان، التي تعد أبرز جوائز المهرجان على الإطلاق.

وتشمل هذه القائمة أفلاما جديدة لمخرجين، مثل: البريطاني مايك لي، والمكسيكي أليخاندرو جونزاليس إيناريتو، والياباني تاكيشي كيتانو، والكوري لي تشانج دونج، والصيني وانج شياوشواي.

ويعد الفيلم الأميركي الوحيد الذي يتنافس على الجائزة الكبرى هو الفيلم السياسي «فاير جيم» (لعبة نزيهة) للمخرج دوغ ليمان، الذي يستند إلى وقائع حقيقية، منها محاولات الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش كشف هوية عميلة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) «فاليري بليم».

ويعرض كل من فيلم «روبن هود» و«وول ستريت: أموال لا تهدأ أبدا» خارج المنافسة.

ويتصدر مهرجان «كان» جدل حول فيلم «خارجون عن القانون» للمخرج الجزائري «رشيد بو شارب»، الذي يتناول تاريخ الاستعمار الفرنسي في الجزائر، مما أثار تهديدات بتنظيم احتجاجات.

من ناحية أخرى، يقاطع وزير الثقافة الإيطالي «ساندرو بوندي» المهرجان، بسبب فيلم وثائقي يسخر من رد فعل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني على الزلزال الذي ضرب وسط إيطاليا في العام الماضي.

وقال المخرج الأميركي كوينتين تارانتينو في أعقاب عرض فيلمه «أنجلوريوس باستردز» في افتتاح المهرجان في العام الماضي إنه «لحلم دائم أن تحصل على الافتتاح في كان».

وقال تارانتينو، واصفا المهرجان بأنه مثل أولمبياد صناعة السينما، «بالنسبة إلي لا يوجد مكان آخر يماثل كان بالنسبة إلى صناع الأفلام... في هذا الوقت على الريفييرا والحديث عن الأمور المتعلقة بالسينما».

ولا يبدو أن التمثيل الهزيل لهوليوود في المسابقة الرسمية كان له أثر كبير على سطوع النجوم في مهرجان هذا العام، حيث من المقرر أن تظهر مجموعة من أبرز نجوم السينما على البساط الأحمر للمهرجان، من أمثال: شين بين، وناعومي واتس، وجوش برولين، وخافيير بارديم.