حفلات عربية تعيد «كان» إلى ما كانت عليه.. لكن كيت بلانشيت لا تجد وقتا للراحة

المهرجان يحشد نخبة من المخرجين العالميين

المخرج الأميركي وودي ألان يتوسط لوسي بنتش (يسار) وناومي واتس، طاقم فيلم «سوف تقابل شخصا غريبا داكن البشرة» (رويترز)
TT

* حفلة ولا كل الحفلات

* أقامت «الهيئة العامة للثقافة والتراث» في أبو ظبي حفلة ساهرة كبيرة في أحد مطاعم «كان» المطلة على البحر. عدد المدعوين تجاوز الـ400، وجل هؤلاء من السينمائيين والمعنيين بالعمل السينمائي في أكثر من جانب ونشاط.

معظم حفلات «كان» الساهرة كانت على هذا النحو في التسعينات وصولا إلى ما قبل عام 2008. مجلة «هوليوود ريبورتر» ذات الصدور اليومي في المهرجان لديها كل سنة زاوية خاصة يكتبها صحافي مهمته تقييم الحفلات، وهو خير من أبقى مفكرة عامرة بالملاحظات بنى عليها تقييمه لكل حفلة حضرها من تلك التي أقيمت في هذا المهرجان عبر العقدين الأخيرين. وقال حين سألته، إن مستوى الصرف تأثر كثيرا بسبب الأزمات: «راح الكافيار وحل مكانه الجزر المبشور». ثم أضاف: «لكن حفلة أمس كانت استعادة لتلك الحفلات التي تستقطب الاهتمام وتؤدي المهمة الإعلامية الموكلة إليها».

* مخرجون من هنا وهناك

* يتفق النقاد، في إجماع نادر هذه الأيام، على أن الدورة الثالثة والستين من مهرجان «كان» المنطلقة منذ 4 أيام، تحتوي بالفعل على عدد من مخرجي السينما الكبار والمشهود لهم: كن لوتش، ومانويل دي أوليفييرا، ومايك لي، وبرتنران تفارنييه، وتاكيشي كيتانو، وأوليفر ستون، وريدلي سكوت، وجان لوك غودار من بين آخرين. إلى جانب هؤلاء عدد من المخرجين الذين وصلوا إلى مرحلة متقدمة من الشهرة وباتت أعمالهم تشكل رديفا مهما لمهرجانات السينما مثل الجزائري الأصل رشيد بوشارب والإيراني عباس كياروستامي وكلاهما موجود في حاضرة هذا المهرجان.

لكن هل نحن واثقون من أن هذا الزخم من الأسماء له أي دلالة خارج العروض الرسمية؟

قبل سنوات ليست بالبعيدة قرع المهرجان وعدد كبير من النقاد الطبول ونفخوا في المزامير ترحيبا بالوافدة الجديدة صوفيا كوبولا، ابنة أبيها فرنسيس فورد كوبولا، التي قدمت عبر فيلمها «ماري أنطوانيت» النوع التاريخي الذي يحب المهرجان عرضه في كل دورة. تكلف الفيلم 40 مليون دولار لإنجازه، لكن الحفاوة الظاهرة والكم الكبير من الكتابات المسبقة لعرضه وتلك اللاحقة، والعشرات من المقابلات التي شملت المخرجة وبطلتها كرستين دانست لم تنجح في التمهيد لنجاحه التجاري حين حط على الشاشات الكبيرة سواء في فرنسا أو في الولايات المتحدة.

وإذا ما رصف المرء الأمثلة ستطول لتؤدي إلى نتيجة واحدة: في حين أن العالم السينمائي يحتفل بالمهرجان الفرنسي الدولي الشهير، فإن حسابات المشاهدين لا تتعامل حاليا إلا مع «آيرون مان 2» و«كيف تدرب تنينك» و«كابوس شارع إيلم» و«روبِن هود» كونه صنع أساسا لتلك الغاية وما اختياره لافتتاح الدورة الحالية من «كان» إلا إطلالة كان المهرجان يستحقها كما استحقها الفيلم بجدارة.

* حوار مع كيت بلانشيت

* وجود الممثلة كيت بلانشيت (41 سنة) في فيلم ريدلي سكوت «روبِن هود» في حد ذاته إضافة نوعية لدور كان يستحق أن يكتب أكثر عمقا. الفارق يتضح لو أن ممثلة أخرى من نفس وزنها قامت ببطولته وارتكنت إلى المواصفات المحددة المذكورة في السيناريو والأحداث التي تضطلع بها. لكن بلانشيت أدت الدور كما لو كانت تملك الدور الأول فعلا خالقة الحضور المناسب الذي تستحق حتى ولو كان الفيلم عن روبِن هود لا عن شخصية ماريان لوكسلي التي تؤديها.

كيت التي ولدت في أستراليا وعرفت الشهرة العالمية في بريطانيا سنة 1998 حين لعبت بطولة فيلم شيخار كابور «إليزابيث»، تقدم على كل دور تلعبه بذات القدر من الجدية، حتى حين تجد نفسها فجأة ومن دون مقدمات في فيلم أقل مستوى من معظم أعمالها السابقة مثل فيلم مثل «بوليس ساخن» قبل ثلاثة أعوام.

* ما هو الفيلم الذي قمت بتمثيله ولم ينل النجاح الذي كان يستحقه من وجهة نظرك؟

- سريعا هكذا أعتقد أن واحدا من هذه الأفلام هو «الألماني الجيد» لستيفن سودربيرغ. هناك أفلام أخرى مثلتها وكنت أعلم أنها لن تشهد نجاحا ما، لكن «الألماني الجيد» بدا لي وأنا أشاهده مرة واحدة بعد التصوير يستأهل النجاح.

* مثل أي أفلام تقصدين؟

- أقصد مثل «قهوة وسجائر» لجيم يارموش، وربما «الموهبة» لسام رايمي.

* النقاد كانوا غير راضين عن «الألماني الجيد»؟

- أعتقد أنه كان فيلما رائعا. أحببته. لم يكن تقليدا أو ترجمة لفيلم من الأربعينات كما كتب كثيرون ولم أكن أحاول أن أمثل شخصية «إنغريد برغمَن». هكذا كتب بعضهم أو أي ممثلة أخرى. الممثلة التي كانت في ذهني كانت الألمانية هيلديغارد نف، لكن ليس من باب التقليد بل من باب معرفة كنه الشخصية الألمانية.

* من باب أن كل شخصية لا بد أن يكون لها نموذج ينتمي إلى ذات الثقافة ربما؟

- تقريبا. أعتقد أن النقد تفاعل ضد الفيلم لأن الفيلم كان باردا جدا، في حين نجد أن الأفلام التي تتعامل وموضوع الهولوكوست عادة ما تكون عاطفية جدا. ما أراد سودربيرغ تحقيقه في المقام الأول هو فيلم بأسلوب جيد وخاص. هذا كان طموحه. وهو فيلم أعتز به وفخورة به جدا وبوضوح شعرت بخيبة أمل لأنه لم يتواصل مع الجمهور.

* هل تجدين نفسك مرتاحة في إطار الفيلم التاريخي؟ «إليزابيث» ثم «إليزابيث: العصر الذهبي» و«روبِن هود» إلخ..؟

- لا أعرف كيف أفسر ذلك. المفترض أن أكون مرتاحة في كل الأدوار بلا استثناء، لذلك لا أعتقد أن هذا هو ما يحدث معي حين أمثل فيلما تاريخيا. ربما هناك شيء آخر.

* ربما مزيج من السن المناسب والحضور الجسدي والعناصر الفنية والفكرية الضرورية؟

- حين أقرأ السيناريو أفكر في التجسيد. وهناك عوامل كثيرة تمر بي كما تمر بكثير من الممثلين. إنها ليست حكرا على أحد من بينها الرغبة الخاصة: هل فعلا أريد أن أمثل شخصية الملكة إليزابيث مرة أخرى؟ هل أريد أن ألعب دور الجاسوسة؟ هل أريد أن أمثل فيلما بهذا الموضوع أو مع هذا المخرج؟ مسائل كثيرة تتبعها مسائل أخرى. طبعا لن يتقدم إلي أحد بدور صغير أو دور لا يناسب أو دور يعرف أن هناك من الشروط البدنية ما لا أستطيع القيام به، لذلك فإن الكثير مما يعرض علي لا يشكل خروجا عن الصورة التي يتوقعها مني كثيرون. الباقي هو كيف أستخرج وأطور ثم أضع حياة جديدة في تلك الشخصية المسنودة إلي.

* هل هناك اختلاف بين أداء شخصية خيالية مثل دورك في «الألماني الطيب» وفي «سماء» أو «أخبار الشحن» وأخرى حقيقية مثل «فيرونيكا غيرين»؟

- اخترت أمثلة جيدة لهذا السؤال، والجواب هو لا. أقصد أنني لن أشبه الصحافية فيرونيكا غيرين على مستوى الملامح أو حتى تفاصيل السلوك، لكن الشروط العامة لا بد أن تكون متطابقة. ما عدا ذلك هو الترجمة التمثيلية لكلتا الشخصيتين الخيالية والواقعية وبشروط الممثل الواحد. طبعا، هناك التزام يتجاوزني في الحالة الأولى فإنجاز فيلم عن شخصية واقعية يتطلب التزامات تعرف أنها غير مطلوبة في الحالة الثانية.

* حضرت مهرجانات كثيرة من بينها كما أعلم تورنتو وبرلين و«كان». هل هناك روتين معين تجدين نفسك مرتبطة به في كل من هذه المناسبات؟

- طبعا.. باستثناء أن أكون عضو لجنة تحكيم، أحضر المهرجانات كجزء من محاولتنا جميعا ترويج الفيلم الذي اشتركنا فيه. هنا نحن في «كان» بسبب «روبِن هود» وفي تورنتو كنت بسبب «إليزابيث» ثم «إليزابيث: العصر الذهبي»، وقبل ذلك في «كان» بسبب «إنديانا جونز ومملكة الجمجمة الكريستال». بالتالي ما أجد نفسي أقوم به هو هذا الفعل بالتحديد. حضور العرض الأول واللقاءات الصحافية والمؤتمر الذي يلي عرض الفيلم ثم المغادرة سريعا لارتباطي بتصوير فيلم آخر. إنه نفس الروتين، لكن تصوير الأفلام ذاتها يتبع الروتين أيضا. أشياء كثيرة أخرى في الحياة هي روتينية مهما بدت نشطة أو حيوية مثل ممارسة التدريبات الرياضية.

* هل يختلف «كان» عن سواه بالنسبة للممثل؟

- بالنسبة للممارسات التي وصفتها.. لا، لكن على صعيد آخر، كان مكانا جميلا ومريحا. للأسف ليس هناك وقت للراحة فيه.

* الفيلم الذي تعودين من أجله إلى بافاريا هو «هانا»، وبعده إلى الهند في فيلم «صيف هندي» وكلاهما لنفس المخرج..

- نعم. جو رايت الذي هو من تلك المواهب الرائعة.. أخرج «غفران» كما لا بد تعلم وأنا سعيدة بالتمثيل معه في فيلمين متواليين.. أنتظر الكثير منهما.

* أفلام اليوم Wall Street: Money Never Sleeps «وول ستريت: المال لا ينام» إخراج: أوليفر ستون.

أدوار أولى: مايكل دوغلاس، وشاي لابوف، وجوش برولين، وكاري موليغن.

الولايات المتحدة - خارج المسابقة.

سيناريو ألان لوب وستيفن شيف، لا يريد أن يترك شخصية غوردن غيكو مرتاحة بإثمها السابق. الشخصية، كما أداها في سنة 1987 مايكل دوغلاس في فيلم «وول ستريت» كانت وقفت في ذلك الفيلم لتقول بثقة وخبث لمستمعيه من كبار شخصيات المال والاقتصاد في نيويورك عبارتها الشهيرة «الجشع جيد». لـ23 سنة بقيت العبارة قيد التداول كلما بحث النقاد في سينما المخرج أوليفر ستون أو في أفلام مايكل دوغلاس أو في تلك الأعمال التي تناولت أوضاعا اقتصادية. بل هي عبارة تناقلها أكثر من كاتب ومعلق سياسي واقتصادي ليصف المنوال الذي سارت عليه الحياة الاقتصادية الأميركية في ذلك الحين على الأخص.

إذن آن الأوان لكي يشرح غوردن نفسه، كما آن الأوان للمخرج ستون أن ينتقل من البحث في الوضع الاقتصادي لما قبل الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 إلى الوضع الاقتصادي بعده. كل ذلك في صياغة متعددة الطروحات في البداية تهبط بعد ذلك إلى وضع عاطفي يرتع على خلفية الحياة الاقتصادية الحاضرة مع انهيار الوضع المصرفي في الولايات المتحدة وصعود الأزمة الاقتصادية والمعيشية في المقابل.

من ناحية أخرى فإن أوليفر ستون هو من بات أرق مما كان عليه أيام جولاته السياسية في الثمانينات أيام كان جادا في بحثه عن مبارزات سياسية يخوضها حينا ضد البيت الأبيض وحينا ضد الـ«سي آي إيه»، وكما الحال في «وول ستريت» السابق، مع الحرية الاقتصادية التي استحوذ عليها كبار مالكي المصارف والمضاربين في أسواق البورصة. الآن هو يترك المشاهد يستنتج ما يريد استنتاجه صحيح، لكنه لا يتخذ الموقف الذي يعكسه، تماما كما كان حاله في «إمباير ستايت» قبل 4 أعوام حين التزم بالحادث الفردي وخلفيات شخصيتين سقطتا تحت الركام ولم يصدر موقفا خاصا به سوى ما يمكن استنتاجه من انفعال عاطفي زرعه في شخص جندي من المارينز أسهم في المساعدة على إنقاذهما.

إخراج أوليفر ستون يبدو للعين مشبعا بالنشاط والتجدد واستخدام «الكومبيوتر غرافيكس» للنقلات السريعة والشاشة المنقسمة على نفسها لعرض أكثر من فعل ورد فعل، لكن الفيلم نفسه، وبمنأى عن هذه اللعب العينية، لم يعد تشويقا ناجحا كما كان. في الحقيقة ليس هناك من تشويق واحد في الساعتين والعشر دقائق من العرض. لا سؤال حول ما إذا كان هذا ما سيقع أو ذاك. لا توقعات. لا غموض ولا إثارة في أي شأن.

* سينما وسينمائيون

* أعلنت شركة «إيماجناشن» الإماراتية عن أن إنتاجها الإماراتي الأول سيكون «ظل البحر» الذي سيخرجه نواف الجناحي، وهو مخرج شاب قدم عملا جديرا في العام الماضي بعنوان «الدائرة». الفيلم من كتابة محمد حسن أحمد، وسيباشر بتصويره في الشهر العاشر من العام الحالي.

وفي السياق نفسه، أعلن مهرجان دبي السينمائي أنه نجح في تسويق أحد الأفلام الإماراتية التي عرضها في دورة عام 2009. الفيلم هو «مدينة الحياة» لعلي مصطفى وقد ابتاعته شركة «شورلاين» لتوزيعه عالميا.

* الممثل الفرنسي العربي الأصل، طاهر رحيم، سيتناصف بطولة فيلم فرنسي مع الممثل المعروف جيرار ديبارديو. الفيلم الذي لا يزال بلا عنوان من كتابة واكيم لافوس يدور حول قصة واقعية لأم قتلت أولادها الخمسة ثم حاولت الانتحار. طاهر رحيم هو بطل فيلم «نبي» الذي عرض في «كان» العام الماضي.

* أعلن المخرج مايكل رادفورد هنا أنه سيتوجّه قريبا لتصوير فيلمه الثاني مع الممثل آل باتشينو فالتمويل صار جاهزا لتقديم ترجمة سينمائية (أخرى) لمسرحية وليام شكسبير «الملك لير»، وكان رادفورد وباتشينو عملا معا على إنجاز مسرحية شكسبير «تاجر البندقية» قبل نحو 7 سنوات.

* المخرج الجزائري رشيد بوشارب عازم على غزو الولايات المتحدة في مشروعه الجديد. فقصة فيلمه المقبل تتحدث عن شرطي عربي يعمل في سلك البوليس الفرنسي ينتقل للتحقيق في جريمة قتل تدور تفاصيلها في مدينة لوس أنجليس ويعاونه عليها شرطي أميركي. الفيلم بعنوان «شرطي بينفيل».