الخيل والحارة الدمشقية في معرض تشكيلي لفنان سوري في جدة

ينظمه الفنان السوري هشام العايش ويقدم فيه تجربة 30 عاما من الفن التشكيلي

من أعمال الفنان هشام العايش
TT

«إلى الذين شجعوني، وإلى الذين صرخوا في وجهي».. هكذا اختار الفنان السوري هشام العايش أن يهدي معرضه التشكيلي الذي يقيمه بصالة العالمية للفنون الجميلة بحي الحمراء في جدة حاليا. ويأتي المعرض تلخيصا لمسيرة ثلاثين عاما هي عمر المشوار الفني للعايش. واختار الفنان من بين مئات الأعمال التي قدمها منذ ثمانينات القرن الماضي 45 لوحة تشكيلية ليضعها في معرضه الذي يقام تحت عنوان «مشوار الثلاثين عاما». ويأتي هذا المعرض بعد معرض أقامه العايش بجدة قبل 15 عاما تحت عنوان «الرسم بالكلمات».

وتتنوع أعمال العايش ما بين أعمال نفذت بخامات الفسيفساء ولوحات بالقلم الرصاص وأخرى بألوان الزيت والأكريلك والألوان المائية. و حول معرضه، قال العايش لـ«الشرق الأوسط» إن أعماله المعروضة تعالج موضوعات منها معاناة قطاع غزة، حيث اختار أن يرمز في لوحاته عن غزة بإطار من حديد تعبيرا عن حالة الحصار التي تعيشها هذه المدينة. ويعتبر العايش أن طرحه هذا الموضوع وغيره من الموضوعات المشابهة ينبع من رسالة الفنان في إحساسه بالآخرين ونقل همومهم وأحاسيسهم بريشته، معتبرا أن الفنان الذي لا يحس بالآخرين لا يستحق أن يمسك بالريشة. وإلى ذلك، تحضر الخيول العربية كموضوع رئيسي في لوحات العايش التي ينوي تقديمها إلى الجمهور، حيث يعتبر العايش واحدا من أفضل الفنانين التشكيليين الذين استخدموا الحصان في أعمالهم رمزا للأصالة والتراث والحضارة. كما يقدم العايش لزوار معرضه أعمالا تصور البيئة السورية بحاراتها وأبنيتها القديمة وحقولها وبساتينها وخيولها. وفي حين اختار العايش أن يقدم خلاصة مشوار ثلاثين سنة في مدينة سعودية، يرى أن المتلقى السعودي يملك قراءة عميقة للأعمال الفنية تتجاوز القراءة السطحية إلى قراءة بنيوية أعمق تغوص في المعاني التي يوظف الفنان لوحاته من أجلها. وكان العايش قد أقام أكثر من عشرة معارض فنية شخصية في كل من سورية ولبنان والسعودية ومصر وتركيا وألمانيا، كما حصد عددا من الجوائز وشهادات التقدير. وتقتنى أعمال العايش في الكثير من منازل ومكاتب الشخصيات الاجتماعية والاقتصادية ورجال الأعمال.

ويقرأ الدكتور غازي الخالدي، وهو ناقد فني، أعمال العايش بأنها تجمع بين أطراف صعبة كالأصالة والمعاصرة والموضوع والمضمون. ويرى الخالدي أن العايش استطاع أن يقدم الحصان العربي في أعماله الفنية بمعان جديدة تجعل المتلقي يفكر فيها طويلا قبل أن يطلق حكمه معتمدا على المشاهدة البصرية المباشرة. ويضيف الخالدي أن الحصان يحضر في أعمال العايش بصورة مدهشة تجمع بين موضوع التفرد والجمال والقوة ومضمون الحضارة والتراث والأصالة والعراقة. من جانبها، ترى الفنانة صفية بن زقر، التي تقتني مجموعة من أعمال العايش في متحفها الخاص، أن رمزية الخيل في أعمال العايش تدل على تميزه في طرح موضوع الأصالة العربية في أعماله. والعايش الحاصل على دبلوم في التربية الرياضية من برلين وصاحب الأرقام القياسية في سباقات 110 و400 متر تتلمذ على يد الفنان لؤي كمال وزميله حزقال طوروس.