سرقة 5 لوحات بنصف مليار يورو من متحف الفن الحديث في باريس

بين «الضحايا» حمامة بيكاسو وراعية ماتيس وزيتونة براك

لوحة بيكاسو من الفن التكعيبي
TT

تعرض المتحف الوطني للفن الحديث في باريس للسرقة، في ساعة مبكرة من صباح أمس، وتمكن السارق من الفرار مع خمس لوحات لمشاهير الرسامين، بينها واحدة لبيكاسو وأخرى لماتيس وثالثة لبراك ورابعة لمودلياني وخامسة لفردينان ليجيه. ويقدر حجم السرقة، حسب التحقيقات الأولية، بأكثر من نصف مليار يورو، أي ما يقارب 700 مليون دولار.

وكان لانتشار الخبر، نهار أمس، وقع الصدمة على الأوساط الفنية، ليس في باريس فحسب، بل في العالم. فاللوحات المسروقة هي: «الحمامة المنقطة» للفنان الإسباني بابلو بيكاسو، و«الراعية» للفرنسي هنري ماتيس، و«شجرة الزيتون القريبة من استاك» للفرنسي جورج براك، و«المرأة ذات المروحة» للرسام والنحات الإيطالي أميديو مودلياني، و«طبيعة جامدة على ضوء الشموع» للفرنسي فردينان ليجيه. وزاد من الصدمة ما نشره موقع صحيفة الـ«باريزيان»، من أن جهاز الإنذار في المتحف عاطل ولم يتم تصليحه منذ شهرين.

وكان الحارس يقوم بجولته المقررة في السادسة والنصف صباحا عندما اكتشف اختفاء اللوحات الثمينة من المتحف الواقع في الدائرة السادسة عشرة من العاصمة، أي في أرقى أحيائها ومقر سكن النخبة السياسية والصناعية والمصرفية. وكشفت كاميرا المراقبة عن أن شخصا قد تسلل إلى المكان بعد أن قطع زجاج إحدى النوافذ وكسر قفل السياج المؤدي إلى داخل المتحف.

وعمد اللص إلى نزع اللوحات من إطاراتها تسهيلا للفها وتمريرها من النافذة ونقلها إلى الخارج. ويحاول المحققون رفع البصمات التي من المحتمل أن يكون مرتكب العملية قد تركها على الإطارات. ونظرا إلى ضخامة السرقة فقد أوكل التحقيق فيها إلى شرطة مكافحة العصابات والجريمة المنظمة. لكن هذا النوع من السرقات يبقى مثيرا لعلامات الاستفهام، نظرا إلى استحالة تداول اللوحات المعروفة في الأسواق الفنية المحلية والعالمية.

تعرضت متاحف فرنسية كثيرة للسطو في السنوات الأخيرة، وكذلك نهبت أعمال فنية نادرة ولوحات وتخطيطات لبيكاسو من مؤسسات رسمية، أو من منازل أثرياء أو من يخوت راسية على الساحل الجنوبي للبلاد.

وفي عام 2007 سرقت لوحتان لبيكاسو من بيت حفيدته ديانا، ولم يكن هناك أي آثار لمحاولة السطو. وقدر ثمن العملين بـ75 مليون دولار. وبيت الحفيدة لا يبعد كثيرا عن المتحف الذي تعرض للسرقة أمس. كما اختفت عدة أعمال لبيكاسو من فيلا في الريفيرا الفرنسية عام 1989 من بيت حفيدته الأخرى مارينا بيكاسو، وقدر سعر الأعمال بأكثر من 25 مليون دولار.

وتعتبر لوحات بيكاسو من أكثر الأعمال الفنية التي تتعرض للسرقة، ويعتقد أن السبب في ذلك يرجع إلى وفرة الإنتاج التي تحلى بها الفنان. وحسب التقديرات في السوق الفنية، فإن هناك أكثر من 500 عمل فني لبيكاسو لا تزال مفقودة، وهي مسجلة في سجل الأعمال الفنية المفقودة في لندن.

متاحف أخرى مثل أورسي ومتحف بيكاسو الباريسيين، تعرضت هي الأخرى لعدة عمليات سطو على مدى تاريخها. والاعتقاد السائد أن المحترفين في سرقة الأعمال الفنية يعتمدون في الوصول إلى المكان على أشخاص يعملون في الداخل ويتقاضون أجورا قليلة.

ولكن بسبب شهرة هذه الأعمال الفنية فإنه من الصعب على السارق أن يبيع هذه الأعمال في السوق الفنية.

وتمت استعادة عدد من المسروقات، بينما بقيت غيرها في حكم اللغز المجهول. ويخشى من أن يكون المتورط في السرقة، كما في سرقات سابقة من العيار ذاته، عاشقا مهووسا بالفن، ولا يرضيه سوى الاستحواذ لنفسه على أعمال شهيرة وتعليقها في مكان مغلق ليتمتع برؤيتها من دون الآخرين. وغالبا لا يتم الكشف عن تلك السرقات إلا بعد مرور فترة طويلة ورحيل اللص المغرم.

يذكر أن متحف الفن الحديث في باريس، الذي يجمع الأعمال الفنية من القرن العشرين، يعتبر الأكثر أمانا بين متاحف العالم. وقد افتتح عام 1961 ويحتوي على 8000 عمل فني.