سكان برشلونة يشكون من البكيني والسياح المرتدين ملابس البحر

الألمان يتحدون باريس بصنادلهم وجواربهم التي أصبحت موضة مزعجة في المدينة الرومانسية

تسعى الآن عاصمة إقليم قطالونيا شمال إسبانيا لإقناع زائريها بارتداء بعض الملابس أثناء تجوالهم في شوارعها (أ.ف.ب)
TT

السياح يأخذون عاداتهم وتقاليدهم إلى أي مكان يذهبون إليه، دون أي اعتبار أو مبالاة، أو حياء، للتقاليد المحلية. وهذه تكون أحيانا مخالفة لأصول الذوق والمعتقدات، ويعتبرها أهل البلد المضيف تحديا لهم.

لكن بعض المدن الأوروبية التي قدمت نفسها على مر السنين، مثل باريس وبرشلونة وغيرها، بصورة عصرية أو رومانسية، تجد أن بعض ما يرتديه السياح يشوه صورة مدينتهم ويفقدها طابعها المميز.

وبينما تشهد بعض الدول مثل فرنسا جدلا حول حظر النقاب، وبلغ الأمر أن صدق البرلمان البلجيكي على قانون بهذا المعنى، تجد أن برشلونة تعاني من مشكلة مختلفة تماما، فالسائحون يتجولون في شوارع المدينة أشباه عراة. وارتفعت أصوات تنادي بفرض القوانين والحفاظ على طابع المدينة.

ومن جانبها بدت باريس هي الأخرى منزعجة من منظر السياح الألمان الذين يسهل التعرف عليهم لأنهم الأشخاص الذين يستخدمون الجوارب مع الصنادل. وأصبح هذا الأسلوب موضة رائجة مما يزيد من صعوبة التعرف على الزائرين من الجارة ألمانيا.

وتسعى الآن عاصمة إقليم قطالونيا شمال إسبانيا، لإقناع زائريها بارتداء بعض الملابس أثناء تجوالهم في شوارعها، فمشهد السياح الذين يكتفون بارتداء لباس البحر ذي القطعتين «البكيني» وملابس البحر ليس محببا لسكان ثاني أكبر مدن إسبانيا الذين يعتبرونه مؤذيا.

في البداية كانت حشود مشجعي كرة القدم الإنجليز والألمان الذين كانوا يسيرون في حي لاس رامبلاس بأجسادهم شبه العارية، أو يتسكعون في متنزه جويل العام الذي صممه المعماري الشهير أنتوني غاودي، ثم ساير الشباب والسائحون الموجة.

وتعلق صحيفة «إلبريوديكو دي كتالونيا» على الظاهرة في غضب: في الوقت نفسه أصبح الآباء (من المدينة) يذهبون للتسوق مرتدين السراويل الرياضية القصيرة.. الأمر لا يتعلق بالمظهر الجمالي فحسب.. بل بالصحة العامة أيضا، فعندما يكون الجو حارا.. لا يريد أحد أن يلمسه شخص نصف عار في مترو الأنفاق أو في الحافلة».

يعتقد الإسبان أن البكيني وسراويل الاستحمام مكانها الشواطئ وليس طرقات المدينة، أما أن تذهب للتسوق أو لأحد المطاعم مرتديا ملابس استحمام فهو ما يرون أنه ينم عن افتقار للذوق.

أما بالنسبة لبرشلونة، فالأمر لا يقف عند هذا الحد، فصورة المدينة باتت على المحك. فالمدينة الإسبانية العريقة التي يقطنها 1.6 مليون نسمة لا تعتبر نفسها منتجعا شاطئيا، بل مدينة عالمية ومركز تجمع وجذب هائلين.

ومن هذا المنطلق فإنه من المنطقي أن يصاب أصحاب الفنادق ورجال الأعمال بالقلق والخوف على سمعة مدينتهم التي يعرضها بعض السائحين بملابسهم الخفيفة للخطر. والآن يسعى مسؤولو المدينة لنشر هذه الرسالة بين السائحين، كي يرتدوا ملابس «لائقة». ويشيرون إلى أولئك الزوار بألا يتجولوا في شوارع مدنهم بملابس البحر. وقالت أسومبتا سكارب عضو مجلس بلدية المدينة «سوف نوضح قواعد التعايش».

من جانبهم، رحب أصحاب الفنادق والمحال التجارية والأحزاب السياسية بالمبادرة، ويطالب السياسيون المحافظون حتى بفرض غرامات على من يرتادون الشوارع أشباه عراة. وهو ما فعلته مدينة سيتجز الساحلية المجاورة، غير أن برشلونة لن تمضي إلى هذا الحد. تقول سكارب «على الشرطة أن تركز على ضمان الأمن».

ورجوعا إلى باريس يبدو أن استخدام الجوارب مع الصنادل سوف يصبح تركيبة مثالية هذا الصيف في حال انخفاض درجة الحرارة نوعا ما أو عند تشوه طلاء أظافر القدم. ويقدم مصممو الأزياء جوارب مصنوعة من القطن الجيد أو مزيج من الحرير والقطن.

وقال مصمم الأزياء جاسبارد يوركيفيش، الذي ارتدت عارضات الأزياء أثناء عرض تصميماته جوارب مع الصنادل «إن استخدام الجوارب يضفي لمحة من الأصالة ويحرر المظهر من الشكل الرسمي المبالغ فيه».