مزاد دار «فيليبي دي بيري» الأسبوع الماضي يؤكد اضطراب أسواق المال

رغم دفع الملايين لبعض الأعمال الفنية لوورهول وبيكاسو

TT

اعتقدت بعد مشاهدة الملايين والملايين والملايين من الدولارات تنفق على الأعمال الفنية لوورهول وروستشنبيرغ وبيكاسو وكالدير وجوناس في مزاد الربيع خلال الأسبوعين الماضيين أن المشكلات المالية التي شهدها العالم بالأمس القريب لم تكن أكثر من حلم مزعج. لكن انخفاض حجم المبيعات في دار «فيليبي دي بيري»، التي تحتل المرتبة الثالثة بين دور المزادات، ليلة الخميس، ذكر الجميع بأن أشباح الركود الاقتصادي لم تختف بعد.

الأعمال الـ22 في المزاد - لفنانين معاصرين مثل ريتشارد برنس وتاكاشي موراكامي ومارك نيوسون - كانت من مجموعة هالسي مينور، صاحب شركة تكنولوجيا والمشارك المؤسس في مجموعة «سي إن إي تي»، الذي كان أكبر منفق خلال العقد الماضي على أحدث القطع الفنية وقطع الأثاث المعاصرة. والآن يضطر مينور لبيع ما جمعه من جولات التسوق السابقة، وستوجه عائدات المبيعات - بأمر من المحكمة الجزئية بالولايات المتحدة للمنطقة الجنوبية في نيويورك - لسداد قرض متأخر 21.6 مليون دولار لشركة «برايفت فاينانس» التابعة لبنك «ميريل لينش» التابع لـ«بنك أوف أميركا». للتنافس مع دار «كريستي»، التي حاولت هي الأخرى الحصول على المجموعة للبيع، وافقت «فيليبس» على منح شركة «إم إل برايفت فاينانس» 8 في المائة من أرباحها. كما نشرت دار «فيليبس» كتالوغا للمجموعة مع مقال مثير تضمن مقابلة مع مينور حول هوايته في جمع التحف قال فيها «إن مهمتي جمع الأفضل فقط».

جذب المزاد جمهورا كبيرا غصت به غرفة مبيعات تشيلسي في دار «فيليبس» التي تطل على نهر هادسون وويست سايد هاي واي. حضرت المزاد وجوه مألوفة من جامعي التحف الموسميين مثل دونالد وربل جامع التحف الشهير في ميامي، والشخصية الشهيرة في المجتمع النيويوركي جين هولزار، والمعروفة باسم بيبي جين هولزار، التي كانت واحدة من حاشية آندي وورهول في الستينات، وديفيد غانك مدير صندوق تحوط، وستيفان تي إدليس جامع التحف من شيكاغو، ومارك جاكوبس مصمم الأزياء، لكن المثير للدهشة أن أيا منهم لم يتبار على شراء عمل فني واحد. وجذب غياب مينور الانتباه، وعندما سئل مايكل غينيس، رئيس قسم الفن المعاصر العالمي في دار «فيليبس»، عما إذا كان قد حضر إلى البيع قال «لم نشهد هالسي هذا الأسبوع».

يملك مينور ماضيا متقلبا مع المزادات الفنية. فمن بين المشكلات التي يواجهها ذلك النزاع الشهير الذي لم يزل دون حل حول لوحة إدوارد هكس «مملكة مسالمة ونمر السكينة». بعد تأمين مجموعة مينور، تمكنت دار «فيليبس» من إقامة مزاد اكتظ بمجموعة متنوعة من الفن المعاصر. وعلى مدار الليلة كانت المزايدات ضعيفة على الأغلب وكانت النتائج مختلطة، فمن بين 73 عملا تم عرضها للبيع، 16 منها لم يتقدم لشرائها أحد. وبلغت حصيلة المبيعات 37.9 مليون دولار في مقابل التوقعات بوصولها إلى ما بين 33.4 و48.4 مليون دولار.

عكس ذوق مينور في جمع الأعمال الفنية الكثير من أشهر شخصيات العقد الماضي. كانت نجم المبيعات ليلة الخميس لوحة «ممرضة في هوليود» التي بيعت بأربعة ملايين دولار عام 2004، والتي كانت واحدة من مجموعة ريتشارد برنس «الممرضة الشقية»، التي امتلكها ستيفن كوهين ملياردير صندوق التحوط. اللوحة التي قدرت قيمتها بما بين 5 و7 ملايين دولار بيعت مقابل 6.4 مليون دولار إلى مزايد بالهاتف، وكانت أغلى القطع الفنية التي بيعت خلال الليلة. وبيعت لوحة أخرى (فندق تشاتربوكس) لبرنس من مجموعة «جوك» التي رسمت في التسعينات والتي قدرت قيمتها بـ800.000 إلى 1.2 مليون دولار، واشتراها مزايد أيضا عبر الهاتف بـ750.000 دولار أو 902.500 دولار مع إضافة أتعاب الدار.

* خدمة «نيويورك تايمز»