«فيس بوك».. تغيرات كبرى لحماية خصوصية المشتركين

بعد أن وصلت مستويات تسرب البيانات إلى أقصاها

TT

يتوقع أن تزيح «فيس بوك»، أكبر شبكة اجتماعية على الإنترنت، عن ضوابطها الجديدة لحماية خصوصيات المشتركين فيها أوائل الأسبوع المقبل. وتأتي الخطوات الجديدة التي ستتخذها «فيس بوك» بعد قيام السلطات الأميركية والأوروبية بالتدقيق في أعمالها، بسبب ازدياد المخاوف من أن ترتيبات الخصوصية المعتمدة في تنظيم عملها، ليست آمنة ولا تضمن سلامة المشتركين وبياناتهم الخاصة.

وقد توسعت حملة مطالبة «فيس بوك» بترتيب شؤونه بعد أن ناشدت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الشبكة بأن تسمح للمشتركين بالخروج من ضوابط ترتيباتها الجديدة التي تفرض عليهم أن يتشاركوا ببياناتهم مع طرف ثالث، أي مع بعض المواقع الإلكترونية على الإنترنت.

كما شهدت الشبكة مؤخرا حدوث ثغرات تم من خلالها تمرير معلومات حساسة إلى طرف ثالث، الأمر الذي خلق انطباعا عاما بأن الشركة غير مهتمة بخزن البيانات الشخصية بشكل آمن.

وقد توسع نطاق هذه الانتقادات مما أدى إلى ازدياد النشاط داخل دوائر «فيس بوك» وقاد إلى عقد اجتماع على مستوى تنفيذي في مقر الشركة في بالو ألتو بولاية كاليفورنيا، خصص لمناقشة مسائل الخصوصية. ونقلت صحيفة «الفايننشيال تايمز» البريطانية عن سايمون ديفيس المسؤول في منظمة «برايفاسي إنترنشيونال» المعنية بالخصوصية حول العالم، في لندن، أن التغييرات سوف تشمل على الأغلب وضع «نظام تحكم رئيسي» يمكنه تسهيل الخيارات الخصوصية للمشتركين. وكان ديفيس قد أبلغ بالخطوات التي تعتزم الشركة تنفيذها.

وسوف يسمح النظام الجديد للمشتركين اختيار التشارك ببياناتهم بين ثلاثة أصناف مثل: صنف «التشارك مع كل شخص»، أو «التشارك مع أصدقاء الأصدقاء»، أو «التشارك مع الأصدقاء» فقط.

وتأمل «فيس بوك» أن يوفر هذا النظام الرئيسي بديلا للترتيبات المعتمدة حاليا التي أثارت الالتباس لدى المشتركين. وذكرت التقارير أن الشركة قد اقترحت أيضا تسهيل خروج المشتركين من أحد الترتيبات المثيرة للجدل وهو «الجانب الشخصي الفوري» الذي يؤدي مهمة التشارك الفوري لمعلومات أي مشترك مع أي طرف ثالث من المواقع الإلكترونية.

إلا أن الأمر الذي لا يزال مجهولا هو الكيفية التي ستروج فيها «فيس بوك» للنظام الجديد، وكم هي عدد الترتيبات السابقة التي ستظل باقية. وتجدر الإشارة إلى أن الشبكة قامت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بإجراء تغييرات على ترتيبات الأمن لديها، إلا أن الأمر الساري الذي اقترحته كان يعني التشارك بالمعلومات مع كل شخص، ولذا فإن الكثير من المستخدمين شكوا من الخيارات المثيرة للالتباس. ولذا فإنه «لم تحدث إعادة تقييم جوهرية متواصلة حول مقاربات الشركة، الخاصة بالخصوصية» كما يقول ديفيس.

وتأتي التحضيرات لـ«نظام التحكم الرئيسي» وسط مخاوف من أن مستويات تسريب البيانات الخاصة للمشتركين قد وصلت إلى أقصى الحدود.

وقد اعترفت «فيس بوك» أنها تعيد التفكير في مقارباتها بشأن الخصوصية، إلا أنها لم تتوصل بعد إلى قرار نهائي حولها. وقالت الشركة: «لقد قضينا الأسبوعين الأخيرين في الاستماع والتشاور مع الخبراء من كاليفورنيا وواشنطن العاصمة ومن حول العالم.. لقد تشاركنا مع أطراف مختلفة في عدد من الأفكار المتنوعة».

وأضافت الشركة أيضا أنها تؤمن بأن المشتركين سيعجبون بالجوانب الجديدة، التي ستسهل الأمور عليهم، «إذ يقدر المستخدمون وجود نظم مراقبة حقيقة وشاملة»، إلا أنهم يرغبون في أن تكون أبسط وأكثر سهولة عند الاستخدام. كما أنهم يريدون طرقا أبسط وأسهل للخروج من ترتيبات التشارك بالمعلومات الشخصية مع المواقع الإلكترونية. إننا نستمع إلى ما يقوله الآخرون وندخل أفكارهم في الضوابط المبتكرة التي سنعلنها قريبا». وتابعت الشركة أن «هناك من يعتقد أن كل هذا هو زوبعة في فنجان، لكن آخرين يعتقدون أن هذه المسائل جدية وخطيرة تحتاج إلى تقييم ومجابهة على مستويات عليا في الشركة».