معرض «جائزة جميل» يحط رحاله في دمشق

11 عملا فنيا مستوحى من التراث الإسلامي تلقى إقبالا واسعا

زائرة تتابع باهتمام المعروضات في معرض جائزة جميل بدمشق
TT

في طقس تراثي تاريخي بديع وجميل حيث يتماهى المعروض الأثري بالمعروض المعاصر المعتمد على التراث، تحتضن حاليا قاعة العرض الدائم في متحف دمشق الوطني أعمالا فنية لـ11 فنانا معاصرا من الفائزين والمرشحين لجائزة عبد اللطيف جميل للتصميم المعاصر المعتمد على التراث الإسلامي.

المعرض الذي ينظمه متحف «فيكتوريا وألبرت» البريطاني بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني (فرع سورية) والمديرية العامة للآثار والمتاحف السورية لاقى إقبالا واسعا من متذوقي ومتابعي الفنون الجميلة والمهتمين بالتراث والأعمال الجمالية.

«الشرق الأوسط» جالت في المعرض والتقت المشرفة عليه من قبل مديرية الآثار السورية العامة فتاة جديد، التي قالت إن المعرض خاص بأعمال الفائزين بجائزة عبد اللطيف جميل عن عام 2009. وأقيمت على هامش المعرض ورشة عمل في محترف مصطفى علي وأشرف عليها الفنان سامر يماني.

وسينتقل معرض «جائزة جميل» بعد دمشق إلى قصر بيت الدين في لبنان، وتقول فتاة جديد: «المعرض يقدم فكرة جديدة خارجة عن التقليد المعروف في المعارض الفنية كالتجريدية والواقعية، هنا نشاهد معروضات ذات بعد رمزي، وأنا أشاهد المعروضات بشكل يومي وأرافق الزوار منذ انطلاقته قبل شهر وأشعر أنه حقق لي نوعا من الرضا الجمالي»، وتضيف المشرفة على المعرض أنها لاحظت اهتماما واسعا من جمهور دمشق الثقافي بالمعرض، وخاصة من قبل طلاب معاهد الفنون وزوار دمشق من السياح، وتضيف أن هذا الاهتمام ترجم إلى كم ضخم من الزوار حيث بلغ عددهم خلال شهر أكثر من 5000 زائر.

وتمضي عبيد قائلة: «أعجبني من المعروضات العمل الفائز بالجائزة الأولى، حيث أخذ مساحة كبيرة ومقصوصة بقطع صغيرة وبزخرفة جميلة وفيه جهد كبير وتعب في التقنية حيث فيه تفاصيل كثيرة مع تعبير عن الماضي والحاضر والمستقبل، وهناك عمل آخر أعجبني يقدم مجوهرات بشكل رمزي مع بناء متكامل داخله لأغراض تعبيرية أرادها هذا الفنان من خلال هذه الجوهرة».

المعرض - حسب الجهة المنظمة وكما جاء في نشرة تعريف المعرض والمعروضات - يضم أعمالا لفنانين ومصممين ترشحوا إلى المرحلة النهائية للحصول على «جائزة جميل 2009»، حيث نالت الفنانة الإيرانية المولد المقيمة في نيويورك آفروز أميغي (Afruz Amighi) «جائزة جميل» الأولى عن عملها «1001 صفحة» (2008). ويعرض هذا العمل إلى جانب أعمال المرشحين الثمانية النهائيين الآخرين، حيث تتنوع أعمال هؤلاء الفنانين لتعكس غنى التقاليد الإسلامية التي استوحيت منها، إضافة إلى أنها تعبر عن تنوع هذه التقاليد. كما أن إسهاماتهم تنم عن الحيوية التي تتسم بها التقاليد الإسلامية، ومدى الروعة والتعقيد اللذين وصل إليهما الفن والتصميم الإسلامي المستوحى من هذه التقاليد.

ومن الأعمال أيضا عمل الكويتية حمراء عباس «صحون ورقية» (2008)، حيث تعتبر هذا القطعة امتدادا لطريقة العمل الخاصة التي تتبعها عباس والتي تتمثل في كولاج الورق ذي الأنماط المعقدة والدقيقة المستوحاة من المصادر الإسلامية. وهناك 4 ملصقات للإيراني رضا عابديني، ويعرض سيفان بيكاكي لأمثلة من قطع المجوهرات التي صنعها بيديه، والتي تجمع بين السحر المعاصر والحيوية المستعيدة لتاريخ مدينته الأم إسطنبول، وحياتها ذات الطابع الحضري، وهناك أعمال لكل من المغربي حسن حجاج والإيراني خسرو حسن زاده والألمانية سوزان حيفونا والباكستانية سحر شاه واللبناني كميل زخريا.

أقيم المعرض في متحف «فيكتوريا وألبرت» في لندن بين شهري يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) 2009، وفي المتحف الوطني في الرياض في المملكة العربية السعودية في شهر يناير (كانون الثاني) 2010. وبعد دمشق، سوف ينتقل المعرض إلى قصر بيت الدين في لبنان (بدءا من 25 يونيو/ حزيران)، ثم سينتقل إلى الشارقة وإسطنبول والدار البيضاء.