بيت «الست وسيلة» الأثري بالأزهر يتحول إلى بيت للشعر

يستضيف ندوات وأمسيات ويناقش قضايا أدبية

TT

انتهت وزارة الثقافة المصرية من إعداد وتجهيز منزل «الست وسيلة» الأثري بمنطقة القاهرة التاريخية خلف الجامع الأزهر، ليكون مقرا لـبيت الشعر العربي الذي يرأسه الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، ومن المقرر أن يفتتحه فاروق حسني، وزير الثقافة المصري، خلال الشهر الحالي.

وحول البيت، أعرب رئيسه الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، في بيان صحافي للوزارة عن أمله أن يكون البيت ساحة للاتصال المباشر بين الشعراء والنقاد من خلال الندوات والمحاورات والمحاضرات والمناقشات التي يتضمنها برنامج «بيت الشعر»، الذي يقام شهريا، ويتابع فيه النقاد ما يظهر من أعمال الشعراء وما يطرح على فن الشعر من تساؤلات، متمنيا أن يكون للبيت فروع في المحافظات كافة.

وقال حجازي إن البيت سيكون مفتوحا أمام جميع الشعراء، خاصة المتميزين منهم في مناحي الشعر المختلفة، ليكون بمثابة ساحة يقدم فيها الشعراء أعمالهم ويستعيدوا الاتصال بالجمهور، «خصوصا أن الشعر منذ فترة طويلة أصبح ينشر في المجالات والصحف والكتب وتحول إلى كلمة مقروءة فقط، رغم أنه في الأصل يجب أن يكون كلمة مسموعة يتذوقها الجمهور عن طريق الاتصال المباشر مع الشاعر».

ومن جانبه، قال المهندس محمد أبو سعده، مدير صندوق التنمية الثقافية بالوزارة، إن الصندوق قام بإعداد وتجهيز المنزل الأثري وتزويده بالوسائل والأجهزة كافة التي تمكنه من تأدية دوره كمقر لإبداعات الشعر المختلفة وبوصفه واحدا من مراكز الإبداع التابعة للصندوق بالقاهرة والمحافظات.

وحول فكرة إنشاء البيت، قالت مديحة جوهر، المشرف الثقافي علي بيت الشعر، إن الفكرة تقدم بها أعضاء لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة ولكن تحولت من مجرد نشاط إلى مركز للإبداع ووافق عليها فاروق حسني وزير الثقافة، وخصص بيت «الست وسيلة» الأثري ليكون مقرا وبيتا للشعر العربي تابعا لصندوق التنمية الثقافية الذي قام بتأثيث البيت وترميمه.

ويهتم البيت بالعلاقة بين الشعر وباقي الفنون ومن بينها (الموسيقي، التصوير، الفنون التشكيلية، الخط العربي، التمثيل، المسرح)، وسيشهد إقامة أمسيات شعرية وندوات ومناقشة القضايا الأدبية والأمسيات الفنية والموسيقية والمهرجانات والمؤتمرات، بالإضافة إلى إصدار مجلة فصلية وإنشاء مكتبة متخصصة في الشعر عبر العصور، بالإضافة إلى الشعر العربي والأعمال المهمة من الشعر الأجنبي بمختلف اللغات.

وكان فاروق حسني قد أصدر قرارا بتشكيل مجلس أمناء بيت الشعر يضم مجموعة من الشعراء والنقاد برئاسة الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي وعضوية كل من الشعراء: فاروق شوشة، عبد الرحمن الأبنودي، محمود قرني، محمد إبراهيم أبو سنة، والنقاد: د. كاميليا صبحي، محمد حماسة عبد اللطيف، د. سعيد توفيق. بالإضافة إلى د. عماد أبو غازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وحسام نصار رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالوزارة. وروعي في التشكيل أن يكون ممثلا لكل التيارات الشعرية.

يجاور بيت «الست وسيلة»، منزل الهراوى خلف الجامع الأزهر، وانتهت الوزارة المصرية من ترميمه قبل خمسة أعوام، واستغرقت صيانته عامين، وكانت خطة الترميم بمثابة إنقاذ له، بعدما كاد يتعرض للانهيار، فضلا على اختفاء الكثير من محتوياته مثل اللوحات الجدارية التي تم العثور عليها في أثناء دراسة حالته قبل ترميمها.

وفي زيارة لـ«الشرق الأوسط» للبيت، يلاحظ المرء أن فريق الترميم راعى إضافات جديدة، أبرزها عدم المساس بتاريخ المنزل، بعد فقدان الكثير من مكوناته الأساسية، فضلا على إبراز نافورة المنزل وترميم اللوحات الجدارية، حيث تم الاستعانة بأحد الخبراء الفرنسيين، بالإضافة إلى صيانة واجهتي المنزل والحجرتين الرئيسيتين في الجهة الشمالية الشرقية منه، وتشتملان على ثلاث فتحات تشبه المزاغل، تليها فتحة باب مستطيلة يغلق عليها مصراع خشبي تمثل المدخل الحالي للمنزل.

والمنزل شيده مواطن يدعى عبد الحق وشقيقه لطفي، ثم انتقلت ملكيته حتى وصلت إلى الست وسيلة خاتون بنت عبد الله، وكانت آخر من سكنته ولذلك عرف باسمها، وفي داخله فناء أوسط مكشوف ومقعد مسقوف بسقف خشبي تزينه زخارف نباتية وهندسية وأسفله إزار خشبي به كتابات نسخية.

وكان البيت الأثري يحتوي على الكثير من اللوحات الجدارية التي اختفت قبل عدة سنوات، إلى أن عثر عليها فريق الترميم في إحدى المخازن مشونة بقلعة صلاح الدين بالقاهرة، حيث تم ترميم اللوحات الجدارية بالمنزل، ومعالجة حالات تدهور العناصر المعمارية به. وتوصف هذه اللوحات بأنها من اللوحات النادرة التي لم تتكرر في بيوت القاهرة إلا في بيتين أثريين مماثلين هما بيت «الربعمائة» وبيت «علي لبيب».