ازدانت العاصمة البريطانية أول من أمس استعدادا لافتتاح معرض تشيلسي للزهور السنوي ومنح الطقس المشمس، الذي فاجأ سكان لندن والحدائق والزهور المشاركة في العرس السنوي، بريقا خاصا. وعلى الرغم من أن بريطانيا ما زالت تعاني من تأثير الأزمة المالية العالمية عليها وانشغال سكانها هذا الأسبوع بالخطة المالية للحكومة الجديدة فإن ذلك لم يطغ على الحدائق المشاركة في المعرض السنوي على عكس العام الماضي.
وافتتحت الملكة إليزابيث الثانية المعرض أول من أمس مرتدية زيا صيفيا يطغى عليه ألوان الطبيعة المشرقة وتألقت يوم الاحتفال أيضا نجمات ومشاهير مثل الممثلة الشهيرة هيلين ميرين التي تحرص على حضور اليوم الأول من المعرض كل عام والعارضتان جيري هول وتويغي ومغني فريق البيتلز السابق رينغو ستار ولم لا فالمعرض السنوي فرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة وأيضا بالاهتمام الإعلامي الذي يصاحب المعرض في بريطانيا التي تولي فصل الربيع والصيف عناية خاصة وتجد فيها تعويضا أيام الشتاء الممطرة. كما وجد محبو البستنة فرصة لهم لتفحص الحدائق المشاركة للحصول على أفكار جديدة لحدائقهم فنقلت وكالة «رويترز» عن الممثل البريطاني ريتشار إي غرانت قوله «أزور المعرض كل عام فأنا مزارع متحمس ولا يوجد مكان مثل هذا على الأرض».
وفي جميع أرجاء الحدائق انطلقت الفتيات اللواتي ارتدين أقصر ما لديهن للاستمتاع بالحدائق بينما وجدت الباحثات عن الشهرة ضالتهن في كاميرات المصورين فوقفن للتصوير عارضات كل غريب ومثير من الملابس والوشم وأيضا الرسومات التي تغطي كامل الجسم.
وشارك في المعرض نحو 600 حديقة منها حديقة زينت بما ثمنه 20 مليون جنيه إسترليني من الماس وقف حولها الحراس المسلحون كما تميزت حديقة أخرى بحمام سباحة بداخله مقاعد مرتفعة للجلوس.
وفي جانب آخر قام الطاهي الشهير جيمي أوليفر بإقامة مطعم في الهواء الطلق لإعداد البيتزا داخل الحديقة الخاصة بجمعية الأطفال والتي صممت لمنح الأطفال وعائلاتهم المساحة الخضراء الأنيقة والآمنة لقضاء الوقت سويا.
أما مصممة الحدائق سو هوارد التي صممت حديقة تحمل اسم ستيفن هوكنغ العالم الفيزيائي البريطاني الشهير فكانت في انتظاره لدى وصوله لحضور الافتتاح في حديقته التي حملت تصميمات مستوحاة من نظريته الشهير حول «الثقوب السوداء» في الفضاء. ويتوقع أن يبلغ عدد زوار المعرض 150 ألف زائر.
معرض تشيلسي للزهور هو تقليد إنجليزي عريق بدأ منذ نحو مائة وأربعين عاما عندما بدأ أول عروضه عام 1862 في حديقة النباتات الملكية في كنسنغتون تنقل بعد ذلك في أكثر من موقع حتى استقر في المستشفى الملكي بتشيلسي وأقيم بانتظام سنويا في الموعد نفسه فيما عدا استثناءات بسيطة، فقد ألغي العرض في عامي 1917 - 1918 بسبب الحرب العالمية الأولى، وخلال الحرب العالمية الثانية ألغي العرض حين استخدمت وزارة الحربية أرض المعرض كموقع مضاد للطائرات.