ولي عهد بريطانيا يدشن فيلم «الجزيرة العربية» الثلاثي الأبعاد في حفل كبير بوسط لندن

بحضور الأمراء تركي بن ناصر وتركي الفيصل وسفير خادم الحرمين الشريفين

الأمير تشارلز والأمير تركي الفيصل في افتتاح فيلم «الجزيرة العربية» (أ.ف.ب)
TT

دشن الليلة قبل الماضية الأمير تشارلز، أمير ويلز ولي عهد بريطانيا، بالعاصمة البريطانية في حفل حضره عدد من كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية والفنية والاجتماعية، فيلم «الجزيرة العربية» الثلاثي الأبعاد الذي يتحدث عن تاريخ الجزيرة العربية والنهضة الحضارية والتقدم في عهد الدولة السعودية والدور البناء الذي قام به الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. وحضر حفل الافتتاح الأول للفيلم، الذي عرض على الشاشة العملاقة في دار سينما «بي إف أي إيماكس» وسط لندن، كل من الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، والأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، والكثير من الشخصيات السياسية والثقافية والدبلوماسية والفنية والإعلامية العربية والأجنبية.

وشاهد الحضور العرضة السعودية، التي كانت ترحب بقدومهم عند بوابة دار السينما، وكذلك شاهدوا مقتنيات التراث التي عرضت بالمعرض السعودي المقام على هامش تدشين الفيلم، الذي أخذ المشاهدين في رحلة عبر الزمن مدتها 45 دقيقة من الماضي العربي القديم إلى عصر التقدم الذي تعيشه المملكة اليوم. وكان قد سبق التدشين حفل استقبال أقامه الأمير تشارلز في قصر كلارنس هاوس بلندن، تكريما للأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير تركي الفيصل، والأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة وكبار المسؤولين.

أبرز الفيلم، وهو أول فيلم ثلاثي الأبعاد يصور بالكامل في المملكة العربية السعودية، القفزات النوعية التي حققتها المملكة في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن الملك المؤسس عمد بعد توحيد البلاد إلى استخدام عائدات النفط في التعليم والنهضة العمرانية والتقدم ووضع أسس بناء الدولة السعودية الحديثة. كما تناول الجهد الكبير الذي انصب على مرافق الحج والتوسعة الكبيرة في الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وتطوير المرافق في عرفات ومنى وغيرها من الأماكن المقدسة.

ولقد صور الفيلم المسجد الحرام، حيث بدا الآلاف من المصلين وهم يؤدون الصلاة سجدا، علاوة على نقله سلسلة من الصور عن فريضة الحج، التي تجمع سنويا أكثر من ثلاثة ملايين مسلم في بقعة واحدة تقدم خلالها المملكة جميع التسهيلات والخدمات لضيوف الرحمن، بالإضافة إلى تصوير جوي للمسجد النبوي في المدينة المنورة. واستعرض، من ناحية أخرى، ازدهار الحركة التعليمية والجامعية في المملكة، مبرزا بهذا الصدد تطور جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.

وأعاد الفيلم إلى الأذهان الكثير من الحقب التاريخية التي تعاقبت على الجزيرة العربية، قبل الإسلام وبعده، واستذكر بهذا الصدد حضارة الأنباط في مدائن صالح وما اتسم به عصر الأنباط من رواج التجارة وانتشار الزراعة، خاصة زراعة شجرة اللبان الذي كان إنتاجه يصدّر إلى دول شتى، بما فيها أوروبا. وأظهر الفيلم كذلك عددا كبيرا من المناطق ذات المزايا الجمالية الاستثنائية في المملكة العربية السعودية، فيعرض لقطات لمناظر رائعة في قاع البحر الأحمر، حيث تسبح الأسماك الزاهية الألوان وسط الشعب المرجانية. في الواقع، نقل الفيلم الصورة الحقيقية للمملكة كما رآها مستشار الفيلم الكاتب والمؤرخ البريطاني روبرت لايسي، الذي عاش فيها عدة سنوات ليسطر رسالة عالمية تحكي واقعها الحديث. ومن ناحيته، قال مخرج الفيلم غريغ ماك غيلفري «إن الهدف من إنتاج الفيلم، الذي استخدمت فيه أحدث آلات التصوير العالية التقنية، هو إطلاع الناس على التاريخ والطبيعة والحضارة والتقدم الذي أحرزته المملكة العربية السعودية»، مشيرا إلى أن النسخة العربية من الفيلم جاهزة وبانتظار العرض. وكان قد شارك في المادة الحوارية للفيلم الشاب السعودي حمزة جمجوم، الذي يدرس مادة الإخراج السينمائي في الولايات المتحدة، والكاتبة السعودية نعمة النواب.

هذا، ومن المقرر أن يعرض الفيلم، الذي أشرف على مراجعة نصوصه نخبة من رجال العلم والفكر والثقافة برئاسة الأمير تركي الفيصل، في أكثر من 400 دار عرض سينمائية في العالم.