«هدية من الصحراء».. في عاصمة الخيل الأميركية

احتفالية ثقافية تستعرض مجد وتفرد موحد الدولة السعودية وتاريخ الخيول العربية الأصيلة

TT

تقام في ولاية كنتاكي الأميركية حاليا الاحتفالية الرسمية التي ينظمها الاتحاد السعودي للفروسية، والفروسية السعودية (صندوق الفروسية)، بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم رئيس مجلس الأمناء، والأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الفروسية السعودية عضو مجلس الأمناء، والأمير نواف بن فيصل بن عبد العزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي للفروسية عضو مجلس الأمناء، والأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عضو مؤسسة «ليان» الثقافية، وأعضاء مجلس الأمناء.

قالت الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز، إن فعالية «هدية من الصحراء» الثقافية قد جذبت مبادرات كثيرة من جهات معنية، أو التي لها اهتمامات بالفروسية، إلى المشاركة في هذا الحدث المهم الذي يعكس أهمية الفروسية بالنسبة إلى المجتمع السعودي عامة والإرث الحضاري للخيول العربية في الإسلام بشكل خاص».

ولمحت الأميرة عادلة بنت عبد الله إلى أنها وفريق العمل بدأوا التحضير للمعرض منذ عام ونصف العام تقريبا، وقالت: «كان العمل مع المصممين متواصلا، وذلك باطلاعنا على تصميماتهم ومناقشتها ثم تنفيذها، وقد اخترنا المصممين هالة الشعيل للمجوهرات، ويحيى البشري للأزياء لكونهما من الفنانين ذوي الخبرة كما أنهما على درجة عالية من إتقان العمل، ولديهما نظرة تراثية عميقة وقدرات فنية إبداعية تواكب العصر الحديث في الوقت ذاته». وأضافت أن مجموعة «الفروسية» ستجول في الولايات المتحدة وستعرض في لندن عام 2012 وسيكون عرضها الدائم في المملكة في «متحف الفروسية».

كما احتفى الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء الفروسية السعودية، مساء أمس، بضيوف المعرض الذي دشن أمس، وذلك في حديقة الخيل بكنتاكي، وتقدم الحاضرين حاكم الولاية ستيفن بشير، والأمير تركي الفيصل، والأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الفروسية السعودية، والأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اتحاد الفروسية، والأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز عضو مؤسسة «ليان» الثقافية.

وتقوم الجوانب الثقافية في الفعالية على تناول الوجه التاريخي للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وارتباط مسيرة توحيده للملكة بالخيول العربية، عبر عدد من المعروضات تشمل لوحة مشغولة باليد رسمها الفنان العالمي أحمد مصطفى، وهي تعرض الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود موحد الدولة السعودية على ظهر جواد عربي أصيل. وضم العمل عناصر تشكيلية وتقنيات تكوين، فاللوحة تستند من الناحية التاريخية إلى شخصية الملك عبد العزيز كما ظهر في التاريخ كقائد عسكري بارز ورجل دولة تميز بالحكمة والسياسة واستطاع أن يستعيد ملك أجداده وأرسى استقلاله في إطار السيادة المطلقة للإسلام.

اللوحة تصور راكب الحصان الذي تتجلى فيه صفات عربية أساسية، وهي المروءة (الرجولة) والفتوة (الفروسية).

لوحة «فرس وفارس» تتناول الفرس العظيمة من الخيول العربية، ومن صفاتها المميزة الرأس الأرستقراطية والعنق المقوسة والخياشيم الواسعة والأطراف النحيلة والخياشيم الواسعة وحيوية الطباع التي تحكي الشجاعة والقدرة على التحمل واليقظة. وتعرض اللوحة في مدخل الاحتفالية المخصصة للاحتفاء بافتتاح معرض «هدية من الصحراء» الذي سيستمر حتى سبتمبر (أيلول) المقبل.

كما تضم الفعالية عرضا خاصا بالمشغولات الذهبية المعبرة عن الخيل وعن أدواته وعن التصميمات المحاكية له، تقدمها مصممة المجوهرات السعودية هالة الشعيل.

كما يقدم المصمم العالمي السعودي يحيى البشري عرضا للأزياء التقليدية المعبرة عن ثقافة الخيل والفرسان بمشاركة عارضات يقدمن تصميمات متنوعة تحكي قصة الفرسان والخيل بلمسة فنية مميزة.

ويقدم العازف العالمي المغربي سعيد الشرايبي 12 مقطوعة موسيقية تحكي تاريخ الخيل ومعزوفاته من العصر القديم وحتى العصور الحديثة. وتعرض الفعالية مقتنيات من معارض ومتاحف عالمية أسهمت بها احتفاء بالخيول العربية.

كما يقدم القائمون على الفعالية كتاب «الفروسية» جمعه وترجمه وراجعه فريق متخصص من مختلف دول العالم بإشراف الدكتور شهاب الدين أحمد حامد الصراف. الكتاب يقع في جزأين وهو يحكي مسيرة تاريخية للخيل العربي، حيث إنه في الجزء الأول يحكي فنون الفروسية في تاريخ المغرب والمشرق. وتتناول فصوله مواضيع مثل: العربات والمعدات الخاصة بالحصان في الشرق الأدنى القديم للكاتبة ماري أيكن والبروفسور يوست كرويل أستاذ آثار بجامعة أمستردام، وهناك فصل يدور حول تدريب الخيول في النصوص المسمارية، ألواح كيكولي، ومواد أخرى في متحف الشرق الأدنى في برلين للدكتور يواكيم أمين من متحف الشرق الأدنى في برلين، وآخر حول عدة الحصان الآشوري وأدوات زينته للدكتور جون كورتيس أمين قسم آثار غرب آسيا في المتحف البريطاني.

أما الجزء الثاني، فقد سلط الضوء على تدجين الحصان وعصر العربة والحصان في الحرب والصيد والرمي والكرة والصولجان والخيل في المواكب والاحتفالات وعلم البيطرة وعلاج الخيل والحصان والأدب والأساطير والخيل في القرآن والسنة.

وساهم عدد من المؤسسات الثقافية والمتاحف العالمية والمكتبات المتخصصة في عدد من الدول، في إثراء المعرض الذي ضم تشكيلة مميزة من المقتنيات المتعلقة بالخيل من مختلف دول العالم، ومن هذه المؤسسات «بيبلوتكاريل» و«سان لورنزديل اسكوريا» من إسبانيا، ومن ألمانيا متحف برلين ومؤسسة «انتكاملونج» ومتحف انديش كنست والمتحف الإسلامي ومتحف راسيتش ومؤسسة «ستاتبيبلوتيك» ومؤسسة «كارل سرو» ومتحف باديش ومتحف بيندن ومتحف ستاليش للفلكلور. ومن أيرلندا مكتبة «شيستر بيتي»، ومن الإمارات متحف الآثار، ومن تركيا متحف توب كوبي ومتحف اسكيري والمتحف التركي الإسلامي، ومن الدنمارك المكتبة الملكية، ومن روسيا متحف الكرملين ومتحف هيرماتاج والمتحف الروسي الوطني، ومن سورية المتحف الوطني ومتحف تدمر، ومن فرنسا متحف أرمي ومتحف الإنسان ومتحف اللوفر والمتحف الوطني للفنون والمتحف الوطني للاحتفالات.

* البشري يعرض 60 لوحة تحكي قصة العلاقة بين الفارس والفرس

* وخلال الاحتفالية عرض المصمم السعودي العالمي يحيى البشري عددا من الملابس التقليدية المعبرة عن الخيول العربية التي تحكي قصة الفرس والفارس والعلاقة الحميمة بينهما. وقدم البشري 7 لوحات من الجمال والخيال تحكي التفاصيل التي جمعت الإنسان بالخيل منذ بدء الخليقة والمعرفة وحتى اليوم. العرض الضخم الذي ابتكر معزوفته الموسيقية الفنان الفرنسي صافي بوتيل سيكون منعطفا جديدا في مسيرة البشري لضخامة العرض باعتباره إضافة ثقافية مهمة.

وبرز من خلال العرض 3 عناصر في علاقة الإنسان بالخيل، وهي الحب والحرية والقوة، حيث أخذتنا اللوحة الأولى نحو بداية تعامل الإنسان مع الخيل وكيف كانت الخيول عونه في غزواته ورياضاته وفروسيته وفي نقله للحضارات من مكان إلى آخر، ثم لوحة أخرى تحكي فيها الأزياء أصالة الحصان العربي وكيف استخدمه العظماء في التاريخ أمثال نابليون بونابرت وجنكيز خان والإسكندر الأكبر.

وتوالت اللوحات في العرض في تناغم فريد لتظهر معاني أخرى تدل على شرف المنافسة الرياضية سواء في الصيد أو السباقات أو البولو في مزج رائع وخلاب مع تقاسيم الجمال والأناقة وعلى إيقاع الخيول العربية الأصيلة.