الجناح السعودي في معرض شانغهاي يتخطى جغرافيا العالم ويتجاوز التوقعات

استقبل أكثر من 12% من إجمالي زوار معرض «إكسبو»

رقصة فلكورية سعودية («الشرق الأوسط»)
TT

بات الجناح السعودي المشارك في فعاليات معرض «إكسبو 2010» حديث الناس والإعلام الصيني في شانغهاي، بعد مرور شهر على افتتاحه الرسمي في الأول من مايو (أيار) الحالي. وبسبب السمعة التي انتشرت عن الجناح نتيجة الروايات التي نقلها زائروه السابقون، ينتاب معظم الزوار الجدد فضول شديد للتعرف على محتوياته. ويصل عدد زوار الجناح السعودي يوميا إلى نحو 25 ألف زائر، ويصطفون في طابور يتلوى حول مبنى الجناح بطول يصل أحيانا إلى 1500 متر، وتزيد مدة الانتظار فيه أكثر من ثلاث ساعات. تقول جو شاو نين (21) سنة «أعتقد أن الجناح بكامله قمة في الروعة كان حقا أجمل جناح رأيته. انتظرت أربع ساعات وكان بالفعل يستحق فترة الانتظار».

ويحتوي الجناح السعودي على عرض مصور ترافقه موسيقى من دون شرح، يقف فيه الزائر على سير متحرك داخل قاعة مصممة على شكل سفينة، فيأخذه في رحلة طائرة ذات أبعاد رباعية عبر الصحارى السعودية وداخل الحرم المكي الشريف، ويحلق به فوق المدن والمواقع الصناعية في المملكة، ويغطس به إلى أعماق البحر الأحمر بمرجانه وأسماكه الملونة. تقول جانغ دا (21) سنة، من مقاطعة آن خوي الصينية بعد حضورها العرض «أعتقد أن الممر السينمائي كان قمة في الروعة، وقد كانت الرؤية واضحة للغاية. لقد كانت حقا رحلة مذهلة أحببت كل ما فيها كثيرا». أما الفرنسي أرنود مارتينيز (50) سنة، الذي حضر مع عائلته، فيتفق مع ابنه وابنته على دهشتهم من التقنية العالية للفيلم والعصرية في تنفيذه، كما يتفقون على الرغبة في العودة لمشاهدته مرة أخرى.

وقد تجاوز الجناح السعودي في معرض شانغهاي «إكسبو 2010» كل التوقعات وفقا لآخر الإحصائيات المسجلة، فقد استقبل الجناح أكثر من 12% من إجمالي زوار معرض «إكسبو»، حيث زاد عدد زائريه على نصف مليون زائر بعد أقل من شهر من افتتاحه في الأول من مايو. وكان أعلى تدفق للزوار إلى معرض «إكسبو» في يوم واحد قد وصل إلى نحو 350 ألف زائر، وكان ذلك يوم 22 مايو، وقد استقطب الجناح السعودي منهم أكثر من 25 ألف زائر، مما يدل على حجم الإقبال الكبير من قبل الجماهير.

وقال المدير التنفيذي للمفوضية السعودية، الدكتور محمد العيسان الغامدي «أشعر بالفخر لأن الجناح السعودي أصبح نقطة جذب رئيسية لزوار المعرض»، وأضاف قائلا «إن الجناح تم تصميمه ليستقبل عددا كبيرا من الزوار، وهو في ذلك فريد من نوعه. كما أنه يعد تجربة متميزة لن تنسى، وستبقى في ذاكرة زوار معرض (إكسبو 2010) لفترة طويلة». ورغم تعدد اللغات والجنسيات والأعمار لزوار معرض «إكسبو» الذي يشارك فيه أكثر من مائتي دولة، فإن الشيء الذي يكاد يتفق عليه الجميع هو أن عرض الجناح السعودي هو الأفضل بين جميع الأجنحة المشاركة. وقد صمم الجناح على شكل سفينة تمت تسميتها «سفينة النور» حسب وصف الدكتور محمد الغامدي، وقد وضعت في اتجاه الغرب نحو مكة المكرمة. وبالإضافة إلى العروض الفلكلورية التي تعطي الجمهور فكرة عن الثقافة الموسيقية الراقصة من شتى أنحاء المملكة، فإن الزوار يشاهدون عرضا رائعا على إحدى أكبر شاشات العرض الموجودة في العالم اليوم ليخرجوا منه بوجبة سريعة مدتها 15 دقيقة بنكهة سعودية تتنوع بالثقافة السعودية الثرية وتعدد ملامحها وجغرافيتها. ولا ينحصر هذا الشعور في زائري المعرض من الأجانب، بل إن زائريه السعوديين والخليجيين يخرجون بانطباعات مشابهة رغم معرفتهم بمادة العرض. يقول مدير الجناح السعودي، المهندس عبد الحميد حسن «إن معظم الزوار يخرجون سعداء للغاية بما يشاهدونه في الجناح، وإن أعدادهم تتزايد كل يوم، ويجب علينا استيعابهم، والتعامل مع هذا النمو المستمر». وقد دأب فريق الجناح السعودي على إعادة النظر في منهجية التعامل مع الزائرين بهدف ابتكار طرق جديدة لإثراء ما يخرجون به من تجربة». ويقول محمد إبراهيم عبد الوهاب، مدير قسمي القاهرة والإسكندرية بالجناح المصري بعد زيارة الجناح السعودي «سمعت كثيرا عن جناح السعودية في (إكسبو شنغهاي)، لكن ما رأيته أجمل وأكثر إبهارا مما سمعته. لقد زرت المملكة العربية السعودية وتجولت في كل أنحاء المملكة خلال دقائق معدودة. لقد أسعدنا حقا نجاحكم وهو نجاح وفخر لكل العرب». ويتفق معه في ذلك التعبير القنصل العام لدولة البرتغال في شانغهاي، جاكيم دي لاموس، الذي قال «لقد حظيت على فرصة التعرف على ثقافتكم بشكل واضح وذكي من دون الحاجة لسماع كلمة شرح واحدة، إنه فعلا أفضل جناح شاهدته في الـ(إكسبو)». كذلك قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «ساب» الدولية، السويدي أوليف فاكساندر، إن الجناح السعودي هو أفضل ما شاهده في المعرض.

أما لو شي (21) سنة من شانغهاي فيقول «إنني أصبحت معجبا بالسعودية كثيرا، وأود زيارتها، تركت تلك المناظر في الصحراء انطباعا عميقا لدي، ولم أندم على وقت الانتظار الطويل الذي قضيته لدخول الجناح السعودي، لأنني حصلت على فرصة لزيارة أفضل جناح موجود في (إكسبو)». أما تساي هوي جن (83 سنة) من مدينة خانجو، فتقول «أشعر بأن أسلوب البناء حقا متميز، والمناظر الطبيعية في السعودية جذابة جدا، أعتقد أنه بلد جميل وثري يبعث في الإنسان حب زيارته».

ولتوفير المزيد من الراحة لهذا العدد الهائل من الزوار، تم تركيب مظلات لحماية جموع الزائرين الذين يصطفون في انتظار الدخول من الشمس والمطر. ويعمل الجناح السعودي على تقليل فترة الانتظار وتقديم المزيد من الترفيه للضيوف حتى لا يشعروا بالملل. كما تم أيضا إنشاء مسار سريع للزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة.