البريطاني والمصري تامر حسني يسدلان الستار على مهرجان «موازين»

ختامه لم يكن مسكا كما أراد المنظمون.. وتامر حطم الرقم القياسي

حفل الفنان البريطاني ستينغ («الشرق الأوسط»)
TT

لم تنطبق مقولة «ختامه مسك» على مهرجان «موازين الدولي للموسيقى والغناء» في الرباط، إذ قدر للمهرجان أن يختتم في ليلته الأخيرة ببعض النقائص. فوجئ جمهور المهرجان الذي حضر حفل المغني البريطاني ستينغ بوجود مشكلات فنية حالت دون استمتاعهم بالحفل، كما تعرض الفنان المصري تامر حسني إلى جرح في ذراعه بسبب مطاردة المعجبين له في كل مكان.

وتميزت الحفلتان الختاميتان للمهرجان بحضور جماهير غفيرة جاءت ساعات قبل بدء الحفلتين، لكن الجماهير التي حضرت حفل الفنان البريطاني ستينغ وهي تنتظر بفارغ الصبر الاستماع له فوجئت بمشكلات فنية، حيث لم يكن الصوت واضحا، وهو ما أثار احتجاج الجمهور وأثار استياءهم، وأطلقوا موجة من الصفير أحرجت المنظمين، وانسحب عدد كبير من الناس من الحفل وعبروا عن أسفهم لأنه لم يتم تدارك الأمر منذ البداية. وفضل آخرون مواصلة حضور الحفل، على الرغم من المشكلات. وغنى ستينغ في الحفل بمشاركة فرقة سيمفونية مغربية.

أما حفل تامر حسني فقد لاقى إقبالا استثنائيا، حيث قال المنظمون إن عدد الحضور تجاوز 100 ألف متفرج، وحطم بذلك الرقم القياسي للحضور في المهرجان، متجاوزا الفنان المكسيكي كارلوس سانتانا الذي تابع حفله 60 ألف متفرج، واحتفى الجمهور المغربي بالفنان المصري بطريقة خاصة، وعرف الحفل حالات إغماء بين صفوف المعجبات اللائي حضرن بكثرة، وتأثر تامر وغالبته دموعه عندما رأى حجم الجماهير الكثيفة التي هتفت باسمه وحملت صورا ضخمة له وشعارات تعبر عن عشقها له، وخاطب الجمهور قائلا: «هذا كثير علي». وأثبت الفنان المصري أن له قاعدة واسعة في المغرب وأثار بلبلة في الرباط، حيث وجد نفسه مطاردا من المعجبين في كل مكان يذهب إليه، حتى إن ندوته عرفت إجراءات أمنية مشددة لم تشهدها ندوات الفنانين العالميين الآخرين الذين حضروا المهرجان، وأدى تدافع المعجبين أمام الفندق الذي أقام فيه حسني إلى إصابته في ذراعه، حيث كان كثيرون يصرون على التقاط صور معه.

إلى ذلك قال ستينغ في لقاء صحافي إنه مهتم بالحوار بين الشرق والغرب، مشيرا إلى أنه التقى كارلوس سانتانا، وأضاف مازحا: «يجب علي تقديم عرض جيد حتى تتم دعوتي إلى المغرب مجددا». وحول غنائه بمشاركة فرقة سيمفونية مغربية قال: «هي مغامرة وتحد جميل أردت خوضه، خصوصا أنه سبق لي أن غنيت قبل عشر سنوات مع سيمفونية شيكاغو وقلت لم لا أكرر الأمر في الرباط؟».

وعبر ستينغ عن سعادته بزيارة المغرب وقال مازحا: «جئت هنا قبل 20 سنة على ظهر سفينة وزرت الرباط ومراكش وكنت حينئذ أتسكع وأنا مجهول الهوية لم يتعرف علي أحد»، وزاد: «أنا سعيد بالوجود هنا، إنه بلد رائع، الناس رائعون، والثقافة غنية وقريبة من أوروبا، والنساء جميلات، أحس هنا بأني مرتاح وكأنني في بيتي». وفي سؤال حول موقفه من الهجرة السرية وصرامة إجراءات الدول الأوروبية، قال ستينغ: «هذا سؤال صعب ولا يجب أن يتم اعتقال شخص مهما كان لأنه انتقل للعيش في بلد آخر، لأن الكرة الأرضية لنا جميعا، ولكل الحق في العيش أينما يريد». وزاد: «أشعر بالألم عندما يتم طرد أشخاص من أوروبا بسبب عرقهم أو لونهم أو جنسيتهم، وهؤلاء الأفارقة لا يريدون سوى عمل يعيشون منه»، وأضاف: «هذه مشكلة كبيرة.. وهناك نوع من عدم الإنصاف في أوروبا». وحول علاقته بأفريقيا قال الفنان البريطاني: «كلنا أفارقة، حسب الأركيولوجيين، ولا يمكننا العيش دون أفريقيا... هذه قارة رائعة ومهمة». وأضاف: «نحن ندين لأفريقيا بالموسيقى الجميلة، خصوصا الراقصة، وأعشق الموسيقى الأفريقية، وتحديدا موسيقى شمال أفريقيا، ويوجد معي مغربي في فرقتي منذ عام 2002 لأنه يعطي هذا الحس الأفريقي لموسيقاي»، وزاد: «لدينا دَين تجاه أفريقيا وعلينا رده».

من جهته عبر الفنان المصري تامر حسني عن سعادته بزيارة المغرب، وقال إن حفلاته في هذا البلد هي الأجمل والأكثر نجاحا، وأضاف: «إنها بالفعل من أجمل حفلات حياتي، ولم أتوقع أن المغاربة يحبونني بهذا الشكل».

وحول ما أضافته تجربة التمثيل لتامر حسني، قال: «السينما تحافظ على نجاح الفنان، الكليبات قد تنسى، لكن الأفلام تبقى خالدة في ذهن الجمهور». وأضاف: «بعد فيلم (عمر وسلمى) أصبح الأطفال ينادونني باسم (عمر) بدلا من تامر فقد عرفوني من خلال دوري في الفيلم لا من خلال الأغاني التي قدمتها».

واستغل الصحافيون الفرصة للاحتجاج على تقصير المنظمين مع الفنان المغربي عبد الهادي بلخياط الذي يعتبر هرم الأغنية المغربية، حيث لم يجد أحدا في استقباله بعد انتهاء الحفل خلافا للفنانين الأجانب، وهو ما أثار احتجاج الصحافيين، لكن عضوا من لجنة التنظيم قال إنه خطأ عارض متعلق بالتنظيم، وكان بلخياط أعلن عن اعتزاله الغناء، وقال إن آخر حفل له في إطار الأغنية العاطفية سيكون في مهرجان «موازين».

وفي سياق منفصل قال عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي كان أكثر المنتقدين لمهرجان «موازين» ومشاركة الفنان البريطاني: «أن تكون هناك مهرجانات هذا ليس جديدا في المغرب، بل هو أمر عادي، ولن يجدي أن يكون أحد ضده أو معه، وإذا بادرت الدولة أو أجهزة أو جمعيات إلى تنظيم مهرجانات لماذا سنكون ضدها؟ لسنا من التشدد حتى نجزم أن الموسيقى أو الغناء حرام، وحتى لو كان في أوساطنا من يقول بهذا الرأي فهو رأي عادي». وأضاف بن كيران: «ما نستغربه هو كثرة المهرجانات وإعطائها هذا الحجم مما يجعلنا نشكك في الدوافع الحقيقية وراءها، وهذا لا يمكن الوقوف في وجهه». وحول اعتراض الإسلاميين على مشاركة التون جون قال بن كيران» لم نعترض سوى على التون جون، لا لأنه مغني وفعلا هو مغن مشهور وأظن أن غناءه جميل وسمعت له في إحدى المرات أغنية عن وفاة الأميرة ديانا، ولا لأنه شاذ جنسيا، فهذه قضية شخصية، لكن فقط لأنه تعرض للنبي عيسى عليه السلام».