الفجيرة تطلق دار سينما مكشوفة بعدة شاشات وبطابع عربي

في مجمع سينمائي ثلاثي الأبعاد يتسع لـ800 سيارة

ظهرت السينما المكشوفة للسيارات مؤخرا في عدد من الدول العربية.. أما أول سينما من هذا النوع فقد ظهرت في ولاية نيو جيرسي الأميركية عام 1933
TT

ظهرت السينما المكشوفة للسيارات مؤخرا في عدد من الدول العربية وانتشرت بسبب تمتعها بالخصوصية وعدم الاختلاط فيها، خاصة بالنسبة للأسر المحافظة التي كانت تعزف عن الذهاب لدور السينما العادية بسبب الاختلاط والممارسات غير اللائقة التي يمارسها بعض الأفراد خاصة من الشباب. ومؤخرا امتد هذا التوجه الجديد في وسائل الترفيه إلى دولة الإمارات العربية.

ومن هنا فقد أعلنت «مجموعة الفجيرة للإعلام»، المشروع المشترك بين هيئة الفجيرة للثقافة و«عرب الدولية للخدمات الإعلامية»، عن خططها لافتتاح أول سينما مكشوفة بطابع عربي من نوعها في الفجيرة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وسيشكل هذا المرفق، الذي يحمل اسم «دور السينما العربية»، مجمعا ترفيهيا في الهواء الطلق يتميز بأربعة مسارح مكشوفة يمكنها أن تستوعب مجتمعة أكثر من 800 سيارة في وقت واحد. وتهدف «مجموعة الفجيرة للإعلام» من وراء إطلاق هذا المشروع إلى دعم مكانة الفجيرة كمركز سياحي ناشئ في الشرق الأوسط.

وتشتمل «دور السينما العربية» على أحدث التقنيات المسرحية الثلاثية الأبعاد في العالم وسيتم تجهيزها بحيث توفر أفضل تجربة صوتية ومرئية مسرحية في الهواء الطلق. ويمكن للمجمع استيعاب أكثر من 7.200 متفرج في الليلة، الذين يمكنهم مشاهدة بعض من أفضل الأفلام من هوليوود وأوروبا والشرق الأوسط وبوليوود.

كانت بداية ظهور هذا النوع من وسائل الترفيه في الكويت في أواخر السبعينات لتكون من أوائل البلدان العربية التي تنشئ هذا النوع من السينما. كما ظهرت مؤخرا في مصر، حيث افتتحت أول سينما للسيارات بمصر في مدينة الشروق أواخر التسعينات، وتم إغلاقها لعدم نجاحها.

وقال مكي عبد الله، المدير التنفيذي للمجموعة، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، «يأتي إنشاء هذه السينما المكشوفة ذات الطابع العربي تماشيا مع التزامنا طويل الأمد بدعم مكانة الفجيرة التي تتمتع بجمال طبيعي أخاذ وجاذبية سياحية متنامية، من خلال تقديم عروض مبتكرة ذات قيمة مضافة. ويعد القطاع السياحي في الإمارات حديث العهد نسبيا، وهو بالتأكيد يزخر بفرص واعدة وكبيرة. ومن خلال إطلاق مشاريع مثل (دور السينما العربية)، فإننا نقوم بدعم قطاع السياحة بالإمارات وتعزيز جاذبيتها كوجهة مميزة للزوار الإقليميين والدوليين».

سينما السيارات هي عبارة عن صالات سينما لا يحتاج فيها المشاهدون للنزول من سياراتهم، وتتسع في المتوسط لعدد من السيارات ما بين 450 إلى 500 سيارة، بينما يصل عدد السيارات في الحد الأقصى إلى أكثر من 1000 سيارة، وهذا بالطبع معتمد على المساحة المتاحة لإنشائها.

وقال طلعت قبطان، المدير التنفيذي لـ«دور السينما العربية»: «إن مشاهدة الأفلام بلا شك تعد إحدى العادات الترفيهية الأساسية للمقيمين في دولة الإمارات، وهي الحقيقة التي يؤكدها اكتظاظ معظم دور السينما في الدولة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي حين يذهب معظم مرتادو السينما إلى دور السينما التقليدية والمجمعات الخاصة بالعرض السينمائي، فإننا نعتقد أن هناك شريحة غير مستغلة من محبي مشاهدة الأفلام ممن يرغبون في تجربة أجواء مختلفة كليا أثناء مشاهدة الأفلام المفضلة لديهم. ولهذا السبب قررنا إنشاء سينما مكشوفة بطابع عربي فريد تتيح لهؤلاء الاستمتاع بمشاهدة الأفلام وهم مرتاحون في سياراتهم».

ويتم اختيار موقع مناسب لعمل مثل هذا النوع من السينمات، التي تكون في معظم الأحيان على أطراف المدن أو بالقرب من محطات الوقود، لتكون معزولة عن الضجيج والأضواء حتى لا تتأثر دقة وضوح الشاشة المخصصة للعرض أو تزعج المشاهد.

كما تكون الأرض المخصصة لعمل مثل هذا النوع من السينمات مائلة أو على شكل دائري، بحيث يتم رفع مقدمة السيارة لتأمين رؤية جيدة للمشاهدين في المقاعد الخلفية، ويكون المدخل مجهزا بمكان وقوف السيارات قبل أن يتم توزيعها بداخل الأرض المخصصة للعرض حسب الترتيب المعد لذلك والمسجل على بطاقات الحجز، كما تتيح السينما أماكن مخصصة للمشاهدين خارج السيارة، بالإضافة لمساحة للعب الأطفال. وأضاف قبطان: «كل ما يتعين على الجمهور القيام به هو قيادة السيارة إلى هذه السينما المكشوفة وشراء تذكرة من خلال كشك التذاكر، ومن ثم ركن سياراتهم في مكان معين، والاستمتاع بمشاهدة الأفلام على شاشات عرض ضخمة والاستماع لصوت الفيلم من خلال نظام الصوت في سياراتهم. أضف إلى ذلك، تتوفر في هذه المنشأة خدمات تقديم الشاورمة وغيرها من الأطعمة والمشروبات والشيشة التي يتم تقديمها مباشرة إلى السيارات».

وعلاوة على ذلك، يحتوي كل مسرح مكشوف في هذه المنشأة على موقف خاص للجمهور من كبار الشخصيات، في حين يوفر المجمع أيضا منطقة ترفيهية للأطفال وملعبا وممرات ومنطقة تنزه وملعبا مصغرا للغولف. وسيتم خلال الساعات التي لا يتم فيها عرض الأفلام، استغلال مرافق «دور السينما العربية» لإقامة الفعاليات الخاصة مثل الحفلات الموسيقية والمهرجانات الثقافية، وتعليم الغولف، وأماكن ممارسة ضربات الغولف، وعروض السيارات، وأسواق السلع المستعملة وغيرها.

أما عن شاشات العرض المتاحة، فيتوقف حجمها على عدد السيارات التي يمكن أن يتسع لها المكان، ويفضل أن تكون الشاشة متحركة يمكن تعديل اتجاهها نحو الشمال أو الشرق، مما يسمح ببدء العرض في وقت مبكر، أي قبل غروب الشمس كليا، لأن العروض لا تبدأ نهارا، فضوء الشمس يحجب الرؤية، ويكون ارتفاع شاشة العرض حسب ميل المنحدرات وزاوية النظر، فوضع الأرض المائل نحو الأعلى يقلل من انحراف الشاشة وزاوية ميلها، ويراعى أن تكون الشاشة مقاومة لشدة الرياح.

غرفة الإسقاط أو آلة العرض (Projector) كما يطلقون عليها تكون على بعد 100 متر من الشاشة، وتحتوي على جهازي إسقاط سينمائي ومجموعة مولدات وجهاز تضخيم الصوت الذي يتم توصيله لكل سيارة على حده في أماكن وقوف هذه السيارات، ويتم تثبيته على الزجاج الجانبي الخاص بالسائق، ويكون مزودا بمفتاح تحكم في ارتفاع الصوت وانخفاضه، وأحيانا يمكنك ضبط موجات راديو سيارتك لسماع صوت العرض في بعض السينمات التي تستخدم التقنية الحديثة، كما يتم تزويد كل سيارة بجهاز آخر يتم تركيبه على الباب الثاني، يوجد به مبرد للهواء، وخاصة في الصيف، حتى لا يختنق من في السيارة أو يضطر إلى تشغيل سيارته، التي يمكن أن تزعج من حوله.

يشار إلى أن أول سينما للسيارات ظهرت في ولاية نيو جيرسي الأميركية في 6 يونيو (حزيران) 1933 وكانت تتسع لـ500 سيارة، وتأسست على يد ريتشارد هولينغزشيد. ودفع تقدم دور العرض التقليدية بتقنياتها الحديثة وأبعادها الثلاثية إلى اختفاء هذا النوع من السينما حيث بدأ يقل تدريجيا على مستوى العالم.

- شارك في إعداد الموضوع حسام محمد سلامة من وحدة أبحاث «الشرق الأوسط» في القاهرة