«ياهو» تحول قائمة المشتركين إلى قاعدة للتواصل الاجتماعي

من خلال عناوين مستخدمي البريد الإلكتروني وعددهم 280 مليونا

ستبدأ «ياهو» بإخطار المستخدمين بهذا التعديل في 7 يونيو (حزيران) أي قبل أسبوع من تدشين الخدمة
TT

تخطط «ياهو» لإعلان دخولها إلى عالم التواصل الاجتماعي، وذلك باستخدام العدد الكبير الذي لديها من مشتركي خدمة البريد الإلكتروني كقاعدة لتبادل المعلومات على شبكة الإنترنت.

وخلال الأسابيع القليلة المقبلة، سيكون في استطاعة مستخدمي خدمة البريد الإلكتروني بالموقع، وعددهم 280 مليون مستخدم، تبادل التعليقات والصور والمقالات الإخبارية وغيرها مع آخرين في قائمة اتصالاتهم. ولن يكشف البرنامج قائمة اتصالات المستخدم أمام الجميع، كما حدث في «غوغل» من خلال تطبيق التواصل الاجتماعي الذي يعرف باسم «باز». لكن، ما لم يقم المستخدم مسبقا بالخروج من البرنامج، سيكون المشتركون في خدمة البريد الإلكتروني على «ياهو» بصورة تلقائية جزءا من خصائص تجمع صور تبادل المعلومات الموجودة على مواقع مثل «فيس بوك» و«ماي سبيس».

ويمكن أن يثير ذلك انتقادات من جانب مستخدمي خدمة البريد الإلكتروني على موقع «ياهو»، الذين اشتركوا في الخدمة المجانية، وربما لم يتخيلوا أن الناس الذين يرسلون إليهم رسائل عبر البريد الإلكتروني سيكونون أصدقاء ويتبادلون معهم مقاطع فيديو عن الإجازات وقضايا سياسية والأفكار المتفرقة على مدار اليوم. وتأتي هذه الخطوة وسط مخاوف متنامية من جانب مشرعين فيدراليين ومنظمين بشأن الطريقة التي تقوم بها مؤسسات مثل «فيس بوك» و«غوغل» و«مايكروسوفت» بالتعامل مع مبدأ الخصوصية فيما يتعلق بمستخدمي الإنترنت.

وأعلن «فيس بوك» الأسبوع الماضي عن وسائل جديدة للحفاظ على مبدأ الخصوصية، بهدف التسهيل على المستخدمين مسألة منع المواقع الإلكترونية من الوصول إلى معلوماتهم، ولتكون وسيلة أبسط لتحديد مَن يمكنه مشاهدة البيانات الشخصية على الموقع. وطلب عضو مجلس النواب جون كونيرز، الديمقراطي من ميشيغان ورئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب، من موقع «فيس بوك» يوم الجمعة الماضي توضيح طبيعة بيانات المستخدمين التي قام بتبادلها مع مواقع أخرى. وطلب كونيرز أيضا من «غوغل» الاحتفاظ بالبيانات التي حصلت عليها الشركة من شبكات «واي فاي» خلال جمعها صور خرائط «ستريت فيو» من مختلف أنحاء البلاد.

وللتلطيف من المخاوف المرتبطة بالخصوصية، قالت «ياهو» إنها سترسل إلى المستخدمين إخطارا مدته أسبوع قبل أن تدشن الخصائص الجديدة.

ويقول آن توث، رئيس الخصوصية في «ياهو»: «لقد كنا نشاهد، وحاولنا أن نتسم بالشمول في الخطوة الجديدة التي نتبعها». وبصورة محددة، ستقوم الشركة بتدشين خدمة يطلق عليها «ياهو أبديتس» (تحديثات ياهو) وتسمح لمستخدمي خدمة البريد الإلكتروني بمشاهدة التعليقات التي يذكرها آخرون على قوائم اتصالاتهما أو يتبادلونها على مواقع مثل «ياهو فاينانس» و«فيس بوك» وموقع تبادل الصور «فليكر». وستتضمن التحديثات بالأساس 15 موقعا وشراكة، وسيتوسع في النهاية ليشمل شركاء مثل «تويتر» خلال فصل الصيف من العام الحالي.

وتدلف «ياهو» بحذر إلى وسائل الإعلام الاجتماعية، وقامت بتدشين وسيلة مشابهة العام الماضي يطلق عليها «كونيكشنز»، وهي تسمح لكل مستخدم بإجراء تعديلات على قائمة الاتصالات لتبادل المعلومات. وحاولت الشركة أيضا قبل عامين إنشاء خدمة منافسة لـ«فيس بوك»، يقوم من خلالها المستخدمون بالبحث عن «أصدقاء» أو مستخدمين آخرين للانضمام إلى شبكات صغيرة داخل «ياهو» بالطريقة نفسها التي يحصل بها مستخدمو «فيس بوك» على أصدقاء عبر طلب الصداقة. وترك «ياهو» هذا المشروع، وقرر بدلا من ذلك الاستفادة من جمهوره من مستخدمي خدمة البريد الإلكتروني. وتأتي الخطوة في إطار تعديلات على الموقع، بعد تعيين الرئيس التنفيذي كارول بارتز العام الماضي ليتولى إدارة المؤسسة. وقام بارتز بالتخلص من الوحدات التي لا تدر أرباحا داخل الشركة ليركز على نقاط القوى الأبرز لديه - مثل خدمة البريد الإلكتروني المجانية الشعبية وبرامج الرسائل ومجموعة مواقع الأخبار والرياضة والتمويل - بهدف الحفاظ على مستخدمي موقع «ياهو» لوقت أطول.

وكلما طال الوقت الذي يقضيه المستخدمون على الموقع، سيدر الموقع المزيد من الدولارات من خلال الإعلانات والتجارة الإلكترونية. لكن سيتضح فيما بعد هل سينظر المستخدمون إلى قائمة اتصالاتهم مثلما ينظرون إلى الناس الذين اختاروهم للتعرف عليهم على شبكة الإنترنت أم لا. وعندما قام موقع «غوغل» بتدشين تطبيق «باز»، اشتكى بعض المستخدمين من أنهم يستخدمون «جي ميل» في العمل التجاري أو لمراسلة غرباء، وأنهم لا يريدون تبادل مقاطع الفيديو الخاصة بأيام الميلاد مع الموظفين التابعين لهم أو رؤسائهم.

وستبدأ «ياهو» بإخطار المستخدمين بهذا التعديل في 7 يونيو (حزيران)، أي قبل أسبوع من تدشين الخدمة. ويمكن للمستخدمين الذين لا يريدون المشاركة النقر على زر في صفحة الإعدادات لرفض المشاركة. كما يمكنهم تعديل كل معلومة - سواء كانت تحديثا على موقع «فيس بوك» أو تعليقا على قصة إخبارية بموقع «ياهو» - لتبادلها إما من خلال قائمة اتصالات البريد الإلكتروني على «ياهو» أو «فيس بوك». وفي النهاية، سينضم «تويتر» وشركاء آخرون.

ويقول يولز بولونتسكي، مدير منتدى مستقبل الخصوصية البحثي «ما قام به موقع (ياهو) يعترف بأن شبكة الماسنجر أو البريد الإلكتروني عبارة عن مصدر مفيد، فربما تهتم بمعرفة الأشياء التي يهتم بها الأفراد الموجودون على قائمة الاتصالات». ويضيف: «لكن، في المقابل فإنك تخاطر بأن تصبح علاقاتك مكشوفة أمامهم».

* خدمة «واشنطن بوست».. خاص بـ«الشرق الأوسط»