فرنسي بين 6 متطوعين للعزلة في صومعة فضائية لمدة 520 يوما

كان يحلم أن يكون رائد فضاء لكنه فاز بالتذكرة الأخيرة للمشاركة في رحلة وهمية إلى المريخ

TT

دخل فرنسي في الحادية والثلاثين من العمر إلى مقصورة مغلقة، اعتبارا من صباح أمس، على أن لا يغادرها إلا بعد مضي 520 يوما، وذلك في مهمة تتعلق بأبحاث فضائية مشتركة بين باريس وموسكو بهدف التحضير لرحلة ذهابا وإيابا إلى المريخ، أقرب الكواكب إلى الأرض.

المتطوع الفرنسي يدعى رومان شارل ويعمل في شركة للنقل، وكان يحلم منذ طفولته أن يصبح رائد فضاء، لكن عزلته الاختيارية ستسهم في تقدم رحلات الإنسان في اتجاه الكواكب الأخرى دون أن تحقق حلمه بالضرورة. ويشترك مع المتطوع الفرنسي في مشروع «المريخ 500» خمسة متطوعين آخرين، ثلاثة روس وصيني وإيطالي من أصل كولومبي. ومن المقرر بقاء المجموعة قيد العزل لفترة سنة ونصف السنة، تخضع خلالها للتجارب والمراقبة. ويجري عزل المتطوعين في مركبة مساحتها 180 مترا مربعا، جرى تركيبها في أحد مباني المعهد الطبي في العاصمة الروسية.

وكان رومان شارل قد رشح نفسه للتجربة من خلال الوكالة الفضائية الأوروبية التي كانت تبحث عن متطوعين لها. وفشل في المرة الأولى لكنه أصر على المواصلة وفاز بالتذكرة الأخيرة للمشاركة في هذه «الرحلة الثابتة». ويحاول القائمون على التجربة اختبار قدرة الإنسان الجسدية والنفسية على القيام برحلات إلى الفضاء الخارجي تستغرق فترات طويلة من العزلة في مكان محدد المساحة ومع أفراد قلائل وداخل أجواء غير معتادة وتحت ضغط جوي مختلف. ومن المقرر أن يخضع المتطوعون لنحو 100 اختبار لمعرفة ردة فعل كل منهم تبعا لثقافته وقيمه الاجتماعية وهل تتعرض تلك القيم للتغيير أثناء العزلة الفضائية. هذا ما أوضحه فرانسيس روكار، الفيزيائي المسؤول عن استكشاف النظام الشمسي في المركز الوطني الفرنسي لأبحاث الفضاء.

ومن المنتظر أن يعمل كل فرد من المتطوعين خمسة أيام في الأسبوع، مع يومين للاستراحة. ويتضمن منهاج المشارك الفرنسي، عدا التجارب والاختبارات، ممارسة الرياضة وتعلم اللغة الروسية. وقدم سيريل فورنييه، وهو طيار مدني فرنسي شارك في تجربة مصغرة جرت العام الماضي، بعض النصائح لمواطنه شارل قبل دخوله الصومعة، بالإضافة إلى هدية رمزية. وقال فورنييه إن حظ زميله أوفر من حظه لأن له الحق في حمام للاغتسال بالماء والصابون مرة كل أسبوعين، بينما لم يتوفر للمشاركين في التجربة السابقة سوى حمام «ساونا» بخاري.