الشارقة تخطط للعودة إلى خمسينات القرن الماضي

تستعد لتطوير أضخم مشروع تراثي في الخليج العربي وتحويله إلى منطقة سياحية عصرية

ستكون هناك أسواق تحافظ على الطابع التاريخي المحلي («الشرق الأوسط»)
TT

من المقرر أن تبدأ إمارة الشارقة في المراحل الأولى لبناء أضخم مشروع تراثي في الخليج العربي والمنطقة، سيحمل اسم «قلب الشارقة» ويقع في المنطقة التراثية من الإمارة، ويهدف إلى إعادتها إلى ما كانت عليه خلال خمسينات القرن الماضي وتحويلها إلى منطقة تجارية وسياحية من خلال تطوير المنازل القديمة وتحويلها إلى فنادق ومطاعم ومعارض فنية وأسواق، مع المحافظة على الطابع التاريخي المحلي والتركيز على الأماكن الأثرية والمتاحف.

ويعد مشروع «قلب الشارقة» باكورة مشاريع هيئة الشارقة للتطوير والاستثمار (شروق) ويمتد إلى مراحل عدة متضمنا أعمال تطوير مستمرة وذلك خلال صيف 2010 بغية إعادة إحياء المنطقة التاريخية، وربط مناطقها معا على الحال التي كانت عليها إمارة الشارقة خلال خمسينات القرن الماضي، والاستعداد لتحويلها إلى منطقة تجارية سياحية بلمسات فنية عصرية حديثة.

وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): «سيظهر المشروع بصورة تسلط الضوء على جزء مهم من مسيرة الشارقة ودولة الإمارات، يختزل من خلاله مرحلة مهمة من مراحل التاريخ في المنطقة الخليجية والعربية، وبشكل يعيد دوره التاريخي إلى دائرة الضوء لإكمال المسيرة التي بدأها متحديا عوامل الزمن، وصخب اختلاط الثقافات والأفكار المعاصرة».

وتعتبر القاسمي أن «الأمم تحرص دائما على الاهتمام بجذورها التاريخية، وتفتخر بما قدمت للبشرية من إرث وإبداع، ومن هذا المنطلق تحرص الشارقة على الاهتمام بإبراز الدور التاريخي للبلاد انسجاما مع حركة النهضة التي تشهدها لتؤكد أنها في حركة متواصلة من العطاء الإنساني المتميز».

ووفقا للقائمين على المشروع فإنه من المؤمل أن توفر عملية التطوير فرصة إبرام شراكة نوعية بين القطاع الحكومي والخاص لإعادة إعمار المنطقة من أجل الحفاظ على طابعها التراثي.

وسيتضمن مشروع «قلب الشارقة» تطوير المنازل القديمة وتحويلها إلى فنادق ومطاعم ومعارض فنية وأسواق، مع المحافظة على الطابع التاريخي المحلي والتركيز على الأماكن الأثرية والمتاحف.

وكان الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، اعتمد العرض الشامل للمشروع والمخططات التفصيلية المتعلقة به التي قدمت وتم تشكيل لجنة للبدء في تنفيذ المرحلة الأولى منه، وهذا المشروع يعد باكورة مشاريع «شروق» ويمتد إلى مراحل عدة متضمنا أعمال تطوير مستمرة وذلك خلال صيف 2010 بغية إعادة إحياء المنطقة التاريخية، وربط مناطقها معا على الحال التي كانت عليه إمارة الشارقة خلال خمسينات القرن الماضي.

وتبدي إمارة الشارقة اهتماما بالجانب التراثي والثقافي حيث تنظم سنويا ما بات يعرف بفعاليات أيام الشارقة التراثية في ساحة التراث الشارقية القديمة، تتضمن الفنون الشعبية وسباق التجديف والقافلة التراثية، وتنقسم الساحة التراثية خلال أيام المهرجان إلى بيئات حية منها البيئة الجبلية، والبيئة الزراعية، والبيئة البدوية، والبيئة البحرية. وتحيي فرق الفلكلور الشعبي الإماراتي خلال الأيام مجموعة من الفنون الشعبية، من أهمها الهبان والنوبان والطنبور والعيالة والسومة والرزيف والوهابية والدان والويـلية والحـربية، وغـيرها من الفـنون التقليدية.

وتضم إمارة الشارقة عددا كبيرا نسبيا من المتاحف مقارنة بدول الخليج العربي، منها متحف الشارقة للآثار الذي افتتح في عام 1977 ويعرض لأهم المراحل التاريخية قبل ظهور الإسلام، بالإضافة إلى المتحف الإسلامي الذي يقع في بيت تاريخي عريق في الإمارة، وفي الإمارة أيضا متحف دار الكعبة المشرفة وتعرض فيه قطعة من كسوة الكعبة الداخلية، بالإضافة إلى دار المسكوكات الإسلامية ودار العلوم، وتضم الشارقة أيضا متاحف تاريخية من قبيل حصن الشارقة ومتحف المحطة، بالإضافة إلى المتاحف العلمية وغيرها.