الإنجليز يرتدون حلة كروية تفقدهم «برودتهم» مع كأس العالم

عادة «يثرثرون» حول المباريات كثيرا.. ويشاهدونها بمعدل 140 دقيقة أسبوعيا

أزاحت صور واين روني وستيفن جيرارد صور الملكة وبيغ بن وقصر باكنغهام من محلات التذكارات الخاصة بالسياح (رويترز)
TT

ينشغل آدام فيشر بتركيب شاشات «بلازما» إضافية خارج مقهاه في لندن لاستقبال محبي كرة القدم، فيما بدأ العد التنازلي لانطلاق نهائيات كأس العالم التي ستقام في جنوب أفريقيا بعد أقل من أسبوع. ويقول «كلما تقدمت إنجلترا في البطولة حققنا أرباحا أكبر»!.

وارتدت المقاهي والمطاعم في لندن حلة كروية وكأنها تستضيف منافسات البطولة التي ما إن تنطلق حتى يفتقد الكثير من الإنجليز برودة أعصابهم. فقد ارتفعت الأعلام التي تحمل لوني العلم الإنجليزي الأبيض والأحمر، على السيارات وواجهات المنازل، وفضل كثيرون وضع أرقام اللاعبين على نوافذ منازلهم، كرقم 6 وهو رقم مدافع المنتخب الإنجليزي جون تيري، و9 لواين روني الذي يعول عليه الإنجليز آمالا عريضة للفوز بكأس العالم.

ومهما تعددت أوجه وأماكن الاستعداد وأساليبه فإن هدف الجمهور هو الاستمتاع بدعم فريقهم بقوة، فيما ينحصر هدف المقاهي والمطاعم في استقطاب أكبر عدد من المشجعين واستغلال الموسم الكروي لتحقيق أرباح ضخمة.

وتحاول المقاهي ابتكار طرق جديدة لاجتذاب الزبائن كتغيير كلي للمقهى من الخارج، وعروض مميزة للأكل والشرب تشمل خصومات مغرية. فيما أزاحت صور واين روني وستيفن جيرارد صور الملكة وبيغ بن وقصر باكنغهام من محلات التذكارات الخاصة بالسياح.

ويقول آدام إنه أضاف مصدرا جديدا للترفيه، خصوصا بين المباريات اليومية وفترات التوقف بين المباريات، وذلك لاستقطاب المشجعين. وسيستعين بموسيقى «دي جي» لإمتاع المشجعين خلال يوم كروي طويل. وهناك أيضا مسابقة مثل تقليد أبرز المعلقين الرياضيين كغاري لينيكر، كابتن المنتخب الإنجليزي الأسبق، وهو من الأصوات المألوفة لدى الإنجليز على القنوات التليفونية.

وكشف تقرير حديث أن إنجلترا أكثر دول العالم جنونا بكرة القدم. فالرجال فيها يتحدثون عن كرة القدم ويشاهدونها أكثر مما يحدث في أي بلد آخر. حيث أشار الاستطلاع الذي قدمته مؤسسة «هاينكين إنترناشيونال» في يناير (كانون الثاني) الماضي إلى أن الرجل الإنجليزي يشاهد كرة القدم بمعدل ساعتين و22 دقيقة أسبوعيا، ويقضي وقتا أطول من ذلك يناقش النتائج والأهداف والهجمات والشائعات في عالم الكرة. فيما حلت النساء والعمل في المركز الثاني والثالث من ثرثرة الرجال.

ويضيف آدام «هناك ثلاث مباريات في اليوم الواحد حتى خروج المغلوب، وستكون تلبية متطلبات الزبائن الذين يريدون مشاهدة جميع المباريات أمرا أساسيا».

ولن تختص الأرباح المالية فقط بأصحاب المقاهي والحانات، وإنما الشركات التي تمولها. فشاحنات التمويل المحملة بديكورات كأس العالم تعمل على قدم وساق، وتبذل الكثير لتسليم جميع الزينات ولوازم الأكل والشرب والترفيه لجميع أنحاء المملكة المتحدة، فالتحضير لمثل هذا الحدث لا يحدث سوى كل أربع سنوات.

ويقول جيم هيندري، الرسام والمتخصص في تصميم اللافتات التجارية «يتم الطلب مسبقا خلال المناسبات الموسمية على الديكورات الترويجية المتخصصة، كالديكورات المصممة لاحتفال رأس السنة، وخلال البطولات الدولية الكبرى كبطولة ويمبلدون أو كأس العالم مسبقا». ويشير إلى أن الوسائل الترويجية غالبا ما يتم طلبها بالجملة، وهي عادة ما تكون عبارة عن جميع المتطلبات الخاصة بتزيين المبنى الخاص وتصميم وطباعة النشرات التي تحمل جدول المباريات والمجموعات والفرق، وقوائم الوجبات الخفيفة، إلى جانب أعلام ضخمة وبوسترات لشخصيات شهيرة كلاعبي كرة القدم المعروفين خلال كأس العالم. ويضيف «لافتات المبنى سواء داخله أو خارجه تعطي انطباعا أوليا عن المقهى أو المطعم»، مشيرا إلى أن اللوحات الخاصة إذا لم تتغير لفترة من الوقت سيضجر الزبون ويتجه نحو أماكن أكثر متعة.

وعن اللافتات التقليدية واللوحات الجدارية الكبيرة وقوائم الطعام والمشروبات والعروض الخاصة، يقول جيمي إنها تبث حياة جديدة في المقاهي والمطاعم لتجتذب الناس على مدار السنة. وعلى الرغم من أنه يسافر كثيرا، فإنه يستمتع بالرسم وإرسال الأعمال بالبريد.

وتتطلب بعض المقاهي زيادة في عدد المقاعد والطاولات ووسائل التموين الغذائية كأكواب وأطباق غالبا ما تطلب بعض المقاهي أن تكون ذات شكل وألوان مميزة. أما محلات السياح والتذكارات فغلبت عليها السلع الرياضية. ومن بين أكثر السلع المرغوبة السلع التي رسم عليها شعار الأسود الثلاثة وصليب «سانت جورج» وألوان علم إنجلترا التي يشكلها الصليب.

ولا يتوقع صاحب محل للتذكارات أو ما يسمى بـ«سوفينير» توافد الكثير من السياح خلال موسم كأس العالم «حتما سيكون الكثيرون في جنوب أفريقيا، بينما الكثيرون أيضا لن يبرحوا أماكنهم حتى تنقضي البطولة».

ويشير صاحب أحد المقاهي إلى أن الترويج لكأس العالم ليس سوقا صعبا «فالمناسبة جذابة، إلا أنني أعتقد أن القليل لا بد من بذله للحفاظ على الزبائن سعداء وأوفياء». ومن أبرز الجوانب التي لا بد من التأكد منها كما يقول «وجود مخزون من المرطبات، فإذا نفذت سيتوجه الزبائن إلى مكان آخر». كما أشار إلى حتمية وجود موظفين كافين لتغطية فترات المباريات. وأضاف أنه استعان بأربع شاشات إضافية، كما وضع إحداها في الخارج لكسب زبائن أكبر.

وأشار إلى أن التأكد من أجهزة التكييف يعتبر من أهم الأمور التي لا بد منها قبل انطلاق البطولة التي ستجرى في «موسم صيفي قد تصل درجات الحرارة فيه إلى 30 درجة مئوية».

وأضاف أن الزبائن يستمتعون بمشاهدة المباريات في أجواء حماسية وتشجيعية، لذلك يبحثون عن المكان الذي يحتوي على أكبر الشاشات التلفزيونية، لذلك قام بإضافة أجهزة تلفزيونية 73 بوصة و59 بوصة، مع إضافة سماعات كبيرة لإضفاء جو قريب من جو الملعب. ويقول «معظم الزبائن من مختلف الشرائح العمرية يبدأون في التوافد قبل بدء المباراة بوقت قصير، ولا يرحلون إلا في وقت متأخر من الليل، وتكثر الطلبات في هذه الفترة على المشروبات والأطعمة. لذلك تمت إضافة أصناف جديدة من المشروبات الباردة، ولإضافة نوع من الحماس وعنصر المسابقة بين الزبائن يتم توزيع مشروبات مجانية لكل من يصيب في توقعه للفائز من المباراة».