مدرسة محمد علي الزخرفية تهدي مكتبة الإسكندرية ماكينتين أثريتين

تنتميان لجيل الطباعة الأول في العالم

TT

أهدت مدرسة محمد علي الزخرفية والمعمارية الشهيرة مكتبة الإسكندرية أقدم ماكينتي طباعة من الجيل الأول لماكينات الطباعة في العالم، كانتا تستخدمان في أعمال الطباعة بأنواعها، وعمل سجلات وكشوف الامتحانات والكنترولات لسنوات طويلة.

واعتبر الدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة الإعلام بالمكتبة، أن الإهداء يمثل قيمة تاريخية كبيرة، حيث يرجع تاريخ تصنيع الماكينتين المهداتين إلى عام 1927. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الماكينة الأولى تعمل بنظام البدال، والثانية هي ماكينة طباعة طنبورية، وسيتم عرضهما في «معرض تاريخ الطباعة» بمكتبة الإسكندرية. وأعلن عن انضمام ماكينتي الطباعة إلى المعارض التراثية التي تحتضنها مكتبة الإسكندرية، ومنها «معرض تاريخ الطباعة.. مطبعة بولاق»، أول مطبعة مصرية.

وقال المهندس خليل ياقوت، مدير المدرسة، لـ«الشرق الأوسط»: «تعتبر مدرسة محمد علي الزخرفية من أقدم مدارس الزخرفة، وتم بناؤها تلبية لرغبة محمد علي باشا الذي نادى بإنشاء مدارس صناعية متخصصة تقوم على تخريج طلبة في شتى المجالات لخدمة الأغراض العسكرية وتحقيق النهضة المعمارية‏.‏ وقد شيدت المدرسة بجهود أهلية من خلال جمعية العروة الوثقى، وتحتوي على أقسام العمارة والزخرفة وأشغال المعادن وأعمال الجبس والنجارة والطباعة بمختلف أنواعها. وكان لها ولأقسامها الصناعية دور كبير في خدمة المجتمع‏، وانضمت إلى وزارة التربية والتعليم عام ‏1953». وقد «خرجت المدرسة آلاف الكوادر، ومن أشهر خريجيها الفنان التشكيلي الكبير عصمت داوستاشي، كما تخرجت فيها كوادر متميزة فنيا في مختلف المجالات‏»‏.

وأضاف ياقوت «تضم المدرسة حاليا الكثير من الأقسام المختلفة، منها النسيج والعمارة والمعادن والطباعة والتخصصات الخشبية، وهي تقيم معرضا سنويا لمنتجات الطلاب، كما دخلت المدرسة حديثا مرحلة التطوير والتحديث بالتعاون مع المملكة المتحدة في تدريب الطلاب على أحدث برامج الصناعة والتعامل مع الماكينات المتقدمة، بما يتناسب مع سوق العمل المصرية، وتدفق الاستثمارات الأجنبية والعربية على مدينة الإسكندرية».

ولفت ناظر المدرسة محمود سالم إلى أن «المدرسة احتفلت العام الماضي بمناسبة مرور 105 أعوام على إنشائها بحضور وزير التربية والتعليم، وجميع العاملين يفخرون بكل مقتنيات المدرسة التي تعبر عن روح العراقة والتراث، وهو الأمر الذي يدفع إدارة المدرسة للحفاظ على الماكينات والمعدات القديمة إلى جانب الحديثة».

وذكر أن جمعية العروة الوثقى الإسلامية تولت إنشاء المدرسة عام 1904 حتى تم ضمها لوزارة التربية والتعليم عام 1953 وتقسيمها إلى مدرستين: الإسكندرية الثانوية الزخرفية والمعمارية العسكرية، والثانوية الميكانيكية، وكانت تضم نحو 2900 طالب بنظام التعليم الفني ثلاث سنوات، وتخرج سنويا نحو 600 طالب من ذوي الخبرة العملية والأيدي الماهرة في أحد التخصصات.

وكان محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب قد أصدر قرارا أواخر العام الماضي بعودة اسم مدرسة محمد علي الزخرفية والمعمارية لما كانت عليه سابقا، بدلا من اسم «مدرسة الصناعات الزخرفية بالشاطبي‏»، وأشار إلى أن المدرسة تعد طرازا أثريا فريدا ومميزا من حيث مبانيها العريقة‏، وتضم الكثير من المقتنيات الأثرية التي يبلغ عمرها 106 أعوام. وأكد المحافظ على ضرورة صيانة المدرسة وتزويدها بالأجهزة والمعدات والبرامج الحديثة والتجديدات حفاظا عليها كصرح تعليمي فريد.